مسرحية عرضت عبر سكايب على سطح بناية في عمان
"روميو وجوليت" لكسر الحصار عن الحب المستحيل في سوريا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عرضت مسرحية "روميو وجوليت" السورية على سطح بناية في عمان، وهي تجسد معاناة السوريين بعد أكثر من اربعة اعوام على النزاع الذي خلّف نحو 220 ألف قتيل.
دمشق: تروي مسرحية روميو وجوليت بنسختها السورية الجديدة، قصة طفل سوري، جريح حرب، ولاجىء في الاردن، يتبادل اطراف الحديث عبر سكايب مع حبيبته جوليت المحاصرة في مكان ما في محافظة حمص وسط سوريا، في عمل يسلط الضوء على معاناة السوريين بعد اكثر من اربعة اعوام من النزاع الدامي، الذي خلف 220 الف قتيل.&وعرضت المسرحية على سطح بناية في عمان تستخدم كمركز لعلاج وتأهيل ضحايا النزاع في سوريا، حيث يعالج ابراهيم بطل المسرحية الذي يؤدي دور روميو، الطفل ذو الـ12 عامًا، والذي قتلت والدته وثلاثة من اخوته في قصف النظام على ريف دمشق عام 2014 ونجت ساقه اليمنى من البتر وخضعت لثلاث عمليات جراحية ومازالت تنتظر عمليتين أخريين.&وتبدأ المسرحية بالمشهد المعروف والذي يعد من اشهر مشاهد الرومانسية على الاطلاق، عندما يذهب روميو الى حديقة جوليت ويقف تحت مخدعها ليتفقا على الزواج سرًا في اليوم التالي، فيذهبان إلى القس الذي يزوجهما اعتقادًا منه أن زواجهما سيؤدي إلى الصلح بين عائلتيهما وانهاء صراعهما الابدي.&وارتدت جوليت (14 عاماً) المحجبة والتي لم يتم الافصاح عن اسمها الحقيقي خوفاً على حياتها، القناع كي لا يتم التعرف على شكلها الحقيقي.&وتأخر عرض المسرحية ساعة كاملة، كما اضطر الممثلون الى التوقف عدة مرات بسبب انقطاع الانترنت في سوريا في هذه المسرحية التي تجسد الرواية الكلاسيكية للكاتب الانكليزي وليام شكسبير، والتي تعود الى القرن السادس عشر.&واقتبس مخرج المسرحية الممثل السوري نوار بلبل سبعة مشاهد من المسرحية الاصلية، اما المشهد الثامن والاخير فأضافه للنص وتضمن صرخات للاطفال المحاصرين في حمص في آخر المسرحية "كفى موت، كفى دم، كفى قتل، نريد أن نعيش مثل كل باقي البشر".&وكل شيء في المسرحية حقيقي من حصار وظروف ومعاناة الا قصة الحب التي جمعت روميو بجوليت، فهما لا يعرفان بعضهما البعض ولم يلتقيا اطلاقًا.&ويقول بلبل لوكالة فرانس برس "اردنا من خلال هذا العمل الفريد من نوعه تسليط الضوء على المناطق المحاصرة من قبل النظام في سوريا بعد أن عجزت كل المنظمات الانسانية عن ادخال الطعام والشراب والدواء للمحاصرين هناك".&وتقدر الامم المتحدة عدد المدنيين المحاصرين بسبب المعارك الدائرة في سوريا، والذين لا تستطيع وكالات الاغاثة ايصال المساعدات الانسانية اليهم، بحوالى 440 الفاً.&ويضيف بلبل الذي تعرض لمضايقات في سوريا بسبب خروجه في مظاهرات مناوئة للنظام، حيث حرم من شغل المسرح والتلفزيون والاذاعة في القطاع العام، "تمكن اطفال لاجئون من كسر هذا الحصار المقيت البشع والدخول الى داخل سوريا ليهزموا الحصار، لكن هذه المرة عن طريق الفن والمسرح والحب ليصنعوا الحياة والامل وبالتالي بالمستقبل".&واوضح "اردنا أن نوجه رسالة للعالم أن المحاصرين ليسوا ارهابيين، بل اطفال يتعرضون للقصف والقتل والدمار وأنهم يحبون الفن والحياة رغم الحصار".&وتابع بلبل الذي قدم العام الماضي مسرحية جمعت "الملك لير" بـ"هاملت" في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، "انها اول تجربة في الكرة الارضية ان يكون هناك عرض مسرحي عن طريق السكايب. لم نستعمل السكايب للترف انما للضرورة والحاجة لأنه لم يكن امامنا من خيار آخر للدخول الى حمص الا عبر السكايب".&وحاول بلبل جاهدًا اختصار زمن المسرحية الاصلية الطويلة المليئة بالعنف والدم والقتل ليسلط الضوء على الحب ليكون هو الموضوع الطاغي، بإضافة&قصتي حب أخريين الى المسرحية بين خادمي روميو وجوليت والراوي في حمص والراوية في عمان.&ويقول ابراهيم (12 عامًا) الذي يؤدي دور روميو، والذي كان يمشي بمساعدة عكازين ومضى على وجوده في هذا المركز الطبي قرابة عشرة اشهر ومازال ينتظر الخضوع لعمليتين جراحيتين أخريين لساقه، "انا سعيد جدًا، لقد تعرفت على اصدقاء جدد، اطفال مثلي لم يسبق لي رؤيتهم، وهم محاصرون في حمص".&واضاف "اردنا توجيه رسالة للعالم بأننا نحن الاطفال ضحايا هذه الحرب وليست لنا أية علاقة بما يجري من صراع بين الاطراف المتحاربة في سوريا".&واضاف، والدموع بللت عينيه السوداوين، "سأشتاق للاطفال في حمص الذين كنت أتحدث معهم بشكل يومي على مدى شهر تحضيراً لهذه المسرحية، لكن آمل أن تنتهي الحرب وان اتمكن من لقائهم يومًا ما وجهاً لوجه".&ومعظم جمهور المسرحية وهم بالعشرات كانوا من جرحى الحرب السورية الذين يتعالجون في المركز، وكانوا يرددون "عاشت سوريا ويسقط بشار الاسد".&ويقول محمد حليمة (24 عامًا)، والذي اصيب بخمس طلقات في ساقه اليسرى في مواجهات بريف دمشق قبل اكثر من عامين، ما ادى الى قطع الاعصاب والاوردة والشرايين وتفتت العظم وخضع لتسع عمليات جراحية من اجل انقاذ ساقه من البتر، "لم تعد هناك امكانية أو فسحة لقصة حب في سوريا لقد دمرت الحرب كل شيء جميل في هذا البلد".&واضاف وهو جالس على كرسيه المتحرك متحسسًا ساقه، "نحن الشبان اكثر ضحايا هذه الحرب المجنونة، وكل واحد منا كانت تجمعه قصة حب مع فتاة، لانعرف اليوم أين هنّ وماذا حل بهن، وهل هنّ على قيد الحياة، أم قتلن بالحرب".&وتابع حليمة الذي قضى اربعة اشهر على الحدود قبل أن يتمكن من دخول الاردن قبل 15 شهراً، "انهكتنا الحرب ونحن متعبون جسدياً ونفسيًا ونأمل أن تنتهي بأسرع وقت،&حتى نتمكن من العودة الى حياتنا الطبيعية، وأن نتمكن من مشاهدة مثل هذه المسرحيات الجميلة على المسارح وليس على أسطح المباني".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف