استطلاعات الرأي تحت مجهر التحليل
تبدّل في المزاج الانتخابي البريطاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كان البريطانيون يقترعون في مقعد ما، بعدما يستذكرون نتائج الانتخابات السابقة، لكن استطلاع رأي مايكل آشكروفت بيّن تبدلًا في المزاج الانتخابي البريطاني.
بيروت: في العلم، ثمة تأثيران يعتدّ بهما، تأثير الفراشة وتأثير المراقب. بتأثير الفراشة، حدثٌ ينتج آخر، بينما يغير تأثير المراقب ظاهرة من حال إلى حال، بمجرد إخضاعها للمراقبة. في السياسة، تأثير الفراشة موجود، فهل تضيف الانتخابات البريطانية العامة فعل التأثير الآخر إلى السياسة؟ فيضع المحلل البريطاني روبيرت هوتون استطلاعات الرأي تحت مجهر التحليل، مبينًا مدى التبدل في المزاج الاقتراعي ببريطانيا العظمى.
مراقبة وتحليل
في الماضي، كان ناخبو 650 مقعدًا فرديًا في عموم بريطانيا يتكلون إلى استذكار النتائج الآنفة، أي نتائج الانتخابات السابقة، لتحديد الاتجاهات العامة التي تذهب فيها الانتخابات، وليتوقعوا الرابح والخاسر في دوائرهم.
إلا أن مراقبة استطلاعات الرأي في هذا العام غيّرت الأمر، خصوصًا بعدما نشر مايكل آشكروفت، الأمين السابق للمال في حزب المحافظين، بحوثًا استطلاعية تناولت أكثر من 100 دائرة انتخابية، سيتقرر توجه الانتخابات العامة التي ستجري في 7 أيار (مايو) الآتي، فأدرك الناخبون في أكثر المناطق تنافسية الأحزاب المحظوظة بفرص حقيقية في نيل العدد الأكبر من المقاعد.
بحسب هوتون، خلافًا للتوجهات التنافسية التي طالما انحصرت في الثنائية البريطانية (محافظون وعمال)، أظهرت الأرقام والمنحنيات في استطلاعات آشكروفت أن حزب الاستقلال في المملكة المتحدة (UKIP) قفز من المركز الرابع الذي شغله سابقًا إلى المرتبة الثانية في عدد غير قليل من المقاعد، ما يجعله قريبًا من الفوز.
فجوة المصداقية
علّق ماثيو غودوين، المؤلف المشارك لدراسة "ثورة على اليمين"، التي أجراها حزب الاستقلال: "المسألة كامنة في ردم فجوة المصداقية السحيقة التي تؤثر على جميع الأطراف المشاركة في هذه الانتخابات، وفي التلميح الصريح إلى فرصة حقيقية تلوح لتسجيل انتصار حقيقي، وليعترفوا بأن حزب الاستقلال وحده هو القادر على الفوز على حزب العمال أو حزب المحافظين".
ويسوق هوتون مثالًا على ذلك. فقد يبدو أسهل على الفهم إن نظر المراقبون في التبدل المزاجي الانتخابي في منطقة "غرايت غريمسبي"، بالساحل الانطريزي الشرقي. ففي العام 2010، فاز حزب العمال على المحافظين بفارق 714 صوتًا من أصل 32,954 صوتًا، ما يجعل من هذه الدائرة الانتخابية هدفًا سهلًا لحزب المحافظين في انتخابات 2015، نظريًا طبعًا.
تحولات غير محسوبة
لكن، تجري رياح آشكروفت بما لا تشتهي سفن المحافظين. فاستطلاع أشكروفت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بيّن أن لحزب الاستقلال فرصة حقيقية في الفوز بالمقعد، بعدما حل ثانيًا، رافعًا شعبيته هناك بنسبة 34 بالمئة، بعدما كانت 6 بالمئة في العام 2010، بفارق نقطة مئوية واحدة عن حزب العمال المتصدر، بينما تأخر حزب المحافظين إلى المركز الثالث بنحو 20 بالمئة من الأصوات، بعدما فاز بنسبة 31 بالمئة من الأصوات في العام 2010.
ولا شك في أن آشكروفت، الذي تنحى في الاسبوع الماضي عن منصب المشرع عن حزب المحافظين في مجلس الشيوخ، وجه صفعة للحزبين الكبيرين، المحافظين والعمال، حين نشر استطلاعات الرأي هذه. فالأحزاب الصغيرة، التي لا تستطيع تحمل كلفة إجراء استطلاع خاص للرأي، استفادت كثيرًا من مما نشره آشكروفت لتعرف نقاط قوتها ونقاط ضعفها، ولتعيد توزيع جهودها الانتخابية، في المناطق التي انعقدت ألوية الفوز لها.
خارطة جديدة
أصدر آشكروفت آخر موجة من استطلاعاته في الأسبوع الماضي، فبيّنت أن الديمقراطيين الليبراليين لن يستفيدوا شيئًا من سعيهم لاستمالة ناخبي كامبورن وريدروث في غرب انجلترا، حيث حصلوا على مقعدهم هناك بيسر وسهولة في انتخابات العام 2010، لأنهم يحلون هذا العام في المركز الرابع، بفارق 29 نقطة عن المحافظين.
وبذلك، اعتمادهم على النتائج السابق كان سيخيب أملهم، بينما يمكن لحزب الديمقراطيين الليبراليين أن يكون أكثر راحة وطمأنينة في كامبريدج مثلًا، حيث يتقدم على حزب العمال بفارق تسع نقاط.
وهكذا، يرى هوتون أن آشكروفت رسم خارطة جديدة للانتشار الحزبي الانتخابي في بريطانيا، وفق تحليلات لاستطلاعات الرأي، وضعت النقاط على الحروف، مانحًا الأحزاب الثانوية، أي غير المحافظين والعمال، فرصة لتدعيم خطوط هجومهم حيث تنفتح لهم الثغرات الانتخابية.
فالتوجه الاستقلالي، المعارض للهجرة والداعي إلى هجرة الاتحاد الأوروبي، هو الورقة الرابحة، على ما يبدو، التي يستغلها حزب الاستقلال الاستقلال اليميني بقيادة نيجل فراج، إذ يلقى خطابه السياسي رواجًا شعبيًا واسع النطاق.