أخبار

الولايات المتحدة تكافح لمواجهة الخطر الإرهابي بالداخل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: تجسد محاولة هجوم نفذها اسلاميان في تكساس الخطر القائم الذي يشكله المتطرفون داخل الولايات المتحدة والصعوبات التي تواجه السلطات الاميركية في محاولة وقفهم، على ما اكد خبراء الاثنين. ويواصل المحققون التحقيق في تفاصيل حادث الاحد في احدى ضواحي دالاس، حيث اطلق شرطي النار على مسلحين حاولا اقتحام معرض نظمته مجموعة مناهضة للاسلام.

ووسط تقارير افادت ان احد المهاجمين كان يشتبه في نيته السفر الى الصومال للقتال مع الجهاديين اشار محللون الى ان هذه الحالة تشبه قضايا اخرى حيث قام جهاديون محليون بالتحرك من دون تلقي اوامر من الخارج. وحذر مسؤولون اميركيون كبار تكرارا من الخطر المتعاظم من المتطرفين الاسلاميين المحليين ولا سيما "الذئاب المنفردة" اي الافراد الذين يتصرفون من تلقاء ذاتهم.

وصرح مدير الاف بي اي جيمس كومي في مقابلة في الشهر الفائت "انه تحد بالنسبة الينا نظرا الى مدى صعوبة توقيف هؤلاء الافراد لانهم ينشطون عبر الانترنت ومن منازلهم". واضاف انه تم احراز "تطور بارز" وجرت عدة توقيفات لكنه قلق "من الافراد الذين قد يكونون معتكفين في اقبيتهم ويزدادون تطرفا ولا يمكن رؤيتهم".

وافاد جهاز ابحاث الكونغرس عن الكشف عن 63 خطة على صلة بالتطرف الاسلامي لشن هجمات على الاراضي الاميركية بين 2001 و2013، وحصل ارتفاع ملحوظ في هذه الخطط ابتداء من 2009.

فقد دعا تنظيما الدولة الاسلامية والقاعدة في شبه جزيرة العرب وحركة الشباب الصومالية الموالين لهم "لشن هجمات منفردة على الولايات المتحدة ودول غربية اخرى"، على ما افاد مدير وكالة الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر للمشرعين في شباط/فبراير.

ويتفقر المتطرفون المحليون عادة للتدريب والخبرة على صنع العبوات او الدعم المادي لشن هجوم واسع النطاق. لكن لديهم افضلية من خلال عنصر المفاجأة لغياب الاتصالات مع عملاء معروفين في الخارج يمكن التنصت عليها.

واوضح ماكس ابراهامز الاستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة نورث ايسترن انه بالرغم من توسع الخطر المحلي ما زال اقل من مثيله في اوروبا. واوضح لفرانس برس ان "احد اسباب ذلك، وربما اهمها، هو ان مسلمي اميركا سعداء نسبيا".

ففي اغلب الاحوال يبدو ان مسلمي الولايات المتحدة افضل اندماجا ويسرا من نظرائهم في اوروبا. لكنه اضاف ان أنشطة على غرار ذلك الذي نظم الاحد ويشمل مسابقة لرسم النبي محمد، تهدد باستعداء بعض المسلمين واثارة رد فعل عنيف.

واضاف ابراهامز "هذا بالضبط هو نوع السلوك الذي يخاطر بعزل المسلمين الاميركيين ويهدد جهودنا لمكافحة الارهاب".

واوضح "عندما يشعر المجتمع المسلم بانه يتعرض لسوء المعاملة تزداد فرص انتاج متطرفين". للتعامل مع الخطر المحلي تعتمد السلطات الاميركية طريقتين: عمليات سرية عن طريق عملاء متخفين للاف بي اي او اعتقال مشتبه به بتهم لا علاقة لها بالارهاب على غرار قانون الهجرة او الضرائب.

وادت العمليات السرية الى عدد من التوقيفات والادانات لكنها كذلك اثارت الانتقادات، حيث تساءلت مجموعات الحريات المدنية ان كانت الشرطة الفدرالية تعمدت "الايقاع" باشحاص لم تكن لديهم خطط ملموسة او وسائل لتنفيذ هجوم.

في قضية تعود الى 2010 ادين اربعة رجال بالتخطيط لاسقاط طائرة عسكرية في مطار ستيوارت في نيوبرغ، نيويورك. وزودهم مخبر ادعى انه جهادي بشحنة خامدة من مادة سي 4 المتفجرة بالعادة، وصاروخ ستينغر معطل.

وسعت السلطات الاميركية الى بناء الثقة مع المسلمين المحليين وتجنيد مخبرين في صفوفهم من اجل رصد المتشددين قبل تحركهم. لكن الشرطة تعرضت للانتقادات بسبب بعض التكتيكات التي تؤدي بحسب جماعات حقوقية الى وصم المسلمين الاميركيين بالتجسس والشبهات.

وحكم على فاروق احمد الباكستاني الاصل الذي اكتسب الجنسية الاميركية بالسجن 23 عاما في 2011 بعد ان قال لشرطي متخف انه ينوي تفجير محطات مترو في العاصمة واشنطن. وعلمت السلطات بامره نتيجة اخبار من مصدر في صفوف المسلمين المحليين.

كما دعا كومي شركات التكنولوجيا الى الامتناع عن تشفير بيانات زبائنها لان ذلك قد يقوض جهود مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي لرصد مخططات ارهابية محتملة بحسبه. وواجه هذا المقترح المثير للجدل الكثير من انتقادات المدافعين عن الخصوصية.

لكن فيما يصب الاعلام كل اهتمامه على "الجهاديين" المحليين خلصت دراسة لمؤسسة نيو امريكا ان عددا اكبر من الاميركيين قتل في هجمات ارهابية نفذها افراد اعتنقوا ايديولوجيات يمينية، من بينهم اشخاص يؤمنون بتفوق البيض، ومناهضو الاجهاض ومناهضو الحكومة، مما سقط في هجمات متاثرة بالدعاية الاسلامية.

فمنذ 11 ايلول/سبتمبر 2001، قتل اليمينيون المتشددون 34 شخصا لدوافع سياسية، فيما قتل الاسلاميون المتشددون 21 شخصا، بحسب الدراسة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف