قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم أن العبوات التي تنفجر القاهرة لا تسفر عن ضحايا مثل تلك التي تنفجر في الدول التي تشهد صراعات كالعراق أو باكستان، لكن هذه العبوات ترهق خبراء المتفجرات، وأودت بحياة بعضهم،&خاصة أنّ&خبراء تفكيك المتفجرات المصريين لا يتلقون التدريبات الأساسية في هذا المجال. &
القاهرة: لطالما توقع خبير المتفجرات المصري ضياء فتحي الموت في انفجار، قبل ذلك اليوم المشؤوم في كانون الثاني(يناير) حين انفجرت عبوة على طريق مزدحم يودي الى الاهرامات.&وفاة فتحي، المصورة في لقطات فيديو انتشرت على الانترنت، لم تكن الاولى لاحد عناصر فرق تفكيك المتفجرات، التي دافعت عن برنامج تدريبها في وجه التساؤلات حول مهنيتها.&في السادس من كانون الثاني(يناير)، قتل النقيب في الشرطة الذي يبلغ من العمر 30 عاما اثناء محاولته تفكيك عبوة مخبأة داخل وعاء خارج محطة للوقود في شارع الهرم في القاهرة.&
تحدٍ&العبوات البدائية الصغيرة التي تنفجر بانتظام في القاهرة لا يمكن مقارنتها بتلك المستخدمة في البلدان، التي تمزقها الصراعات مثل العراق او افغانستان او باكستان، والتي تودي بعدد كبير من الضحايا.&ولكنها رغم ذلك تشكل تحديا لفرق تفكيك المتفجرات.&
تدريب قاصر&&وقال خبير متفجرات يعمل في منطقة الشرق الاوسط لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه "ان العبوة سلاح ذو حدين. الشخص الذي يعطلها يجب ان يكون مدربا اكثر من مصنعها".&واضاف "لا اعتقد ان مصر لديها خبراء مفرقعات مدربين بشكل جيد، حتى ان التدريبات لم تتضمن المعايير العملياتية الاساسية" ما يسبب سقوط ضحايا.&وتبنت جماعة اجناد مصر الجهادية المتطرفة قتل اربعة خبراء مفرقعات في القاهرة، بينهم فتحي.&وتقول انها تقوم بهذه الهجمات انتقاما لحملة القمع التي استهدفت انصار الرئيس محمد مرسي، الذي عزله الجيش في تموز (يوليو) 2013،&والتفجيرات العنيفة في القاهرة استهدفت الشرطة في محيط القصر الرئاسي ووزارة الخارجية واحدى الجوامع،&وفي العام الحالي قتل ما لا يقل عن ثلاثة من رجال الشرطة وجرح عدد آخر في تفجيرات في العاصمة.&لم يكن فتحي الضحية الاولى من فرقة تفكيك المتفجرات. ففي حزيران(يونيو) 2014 قتل ضابطان اثناء عملية تفكيك عبوتين ناسفتين بالقرب من القصر الرئاسي،&ويظهر شريط فيديو لاحد التفجيرات ضابطا ممدا على الارض يحاول تعطيل العبوة، بينما ينحني آخر، وهو عميد، لمراقبة ما يحصل قبل الانفجار. ونجا الأخير حينها.&وقبل يومين من العملية، حذرت اجناد مصر من انها زرعت عبوات قرب القصر.&
&بحاجة إلى إصلاح&&وقال مستشار امني لاحدى السفارات الاجنبية في القاهرة ان الحادث اظهر "الحاجة الى اصلاح شامل في عقلية الفريق، والطريقة التي يفكر فيها، وطريقة عمله".&
يدافع عن فريقه&ويصر رئيس فريق خبراء المتفجرات اللواء محمد جمال على الدفاع عن رجاله، قائلا انهم مدربون تدريبا جيدا، بما في ذلك استخدام الروبوتات لتعطيل العبوات.&وقال جمال ان "القاعدة هي انه لا يفترض على الضابط لمس العبوة. ينبغي ان يكون على مسافة متر ونصف متر من المتفجرة. وما عدا ذلك هو خيار شخصي".&وتقول والدة فتحي، نجاة الجافي ان ابنها يتلو دعاء قبل بدء العمل، ودائما ما يستخدم يديه لتفكيك العبوات.&واضافت الجافي لوكالة فرانس برس في منزل العائلة "كان يقول دائما انه سيموت في غمضة عين".&وحولت العائلة الطابق العلوي من المنزل الى ما يشبه المتحف لتخليد ذكرى ابنها، حيث تعرض فيه زيه الرسمي وصور طفولته، وملصقات كتبت عليها عبارة "عريس الجنة".&
اعتراف&&لكن &اللواء جمال اعترف ان رجاله لا ياخذون في بعض الاحيان تهديدات محتملة على محمل الجد، خصوصا انهم يتلقون عشرات الاتصالات يوميا من اشخاص يبلغون عن "اجسام مشبوهة".&ويقول خبير المتفجرات النقيب محمد انه يواجه الموت كل يوم في شمال سيناء، معقل المسلحين، حيث يخدم منذ 11 عاما.&واضاف محمد، الذي صرح عن اسمه الاول فقط لاسباب امنية، "نتلقى يوميا عشرة اتصالات على الاقل وبعضها كاذب. واحاول ان اتعامل مع المكالمات الكاذبة على انها جدية".&وتبنت مجموعات جهادية، من بينها فرع تنظيم الدولة الاسلامية في سيناء، العمليات التي تستهدف قوات الجيش والشرطة المصريين في شمال سيناء والتي ادت الى مقتل عدد كبير منهم.&واوضح محمد الذي كان متواجدا في القاهرة لحضور تدريب على استخدام الملابس الواقية "يمكنني التنبؤ بما سيحدث من عدد المكالمات الواردة".&