مدينة غاو في شمال مالي تعيش على وقع شائعات المعارك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غاو: كان بعض مزارعي الخضار في غاو،كبرى مدن شمال مالي، نياما في العراء قرب مجرى نهر النيجر حين استيقظوا قبل الفجر مذعورين على دوي انفجار قذيفة اطلقت على معسكر الامم المتحدة المجاور.
وقال محمد ساكو مايدا (39 عاما) الذي يجهد في اعالة اطفاله التسعة بزراعة البطيخ والخضار في قطعة ارض يرويها بواسطة مضخة زوده بها الجيش الفرنسي، "استيقظ الجميع وهرعوا الى المنازل، كان الاطفال يبكون" خوفا.
واضاف الرجل النحيل "منذ ذلك الحين، لم نعد ننزل الى النهر رغم حر الليل. نبقى داخل المنازل متيقظين". وتمتد الارض الخضراء والمزروعات على مساحة هكتارين. ونبتت اشجار المانغو قرب الخزانات. ويسقي المزارعون الارض وسط نغمات من جهاز راديو.
واضاف المزارع "الهجمات ليست كثيرة واحدة او اثنتين في الشهر ، لكنها كافية لبث الخوف. من يقومون بها اغبياء لا تهمهم مصلحة مالي. كل ما يسعون اليه هو التدمير". وقبيل فجر الجمعة سقطت القذيفة التي اطلقت من هضبة تطل على المدينة وسط قاعدة الامم المتحدة دون اصابات.
وفي معسكر القوة الفرنسية المجاور افاق جنود عملية برخان على صوت صافرة الانذار وهرعوا الى الملاجىء التي غادروها بعد نحو ساعة. وفي غاو التي طرد منها المسلحون الاسلاميون في كانون الثاني/يناير 2013، يتولى الامن الجيش المالي وقوة الامم المتحدة. ويمكنهما عند الضرورة طلب مساعدة القوة الفرنسية المتمركزة قرب المطار.
ويقول امادو الحسن مدير سوق المدينة "الوضع في المدينة جيد تقريبا (..) المجرمون المسلحون يعرفون انهم اذا دخلوا المدينة لن يخرجوا منها احياء لذلك يطلقون قذائف احيانا عن بعد كما حصل امس. لكن المشكلة تبقى قائمة خارج" المدينة.
وبدا السوق الذي اعيد& بناؤه بعد ان احرق في كانون الثاني/يناير 2013، مزدحما. ويقيم التجار بسطاتهم على ضفة النهر ويعرضون منتجات محلية وخضارا وسمكا مجففا، لكن وصول بضائع من اماكن بعيدة صعب.
وقال امادو الحسن "الناس تخشى مغادرة غاو والابتعاد ولو لبضعة كيلومترات (..) والتجار الذين يرغبون في ارسال منتجات الى باماكو او غيرها يتم توقيفهم ونهبهم. لا يوجد امن. هناك عصابات تقطع الطريق تصعب معرفتهم على وجه الدقة".
وياسف يوسف مايغا (32 عاما) الذي يدير اذاعة ناتا (الامل) احدى الاذاعات ال 14 المحلية في غاو، لحالة الارتياب السائدة التي يصبح معها كل اجنبي مشتبها به. ويقول "هناك قنابل تنفجر لدى مرور عربات في بعض الطرقات واحيانا تسجل رشقات رشاشات ثقيلة" مشيرا الى "مناخ من الخوف" يسود المدينة.
ويضيف "انا ايضا خائف على والدتي خصوصا. كل يوم ثلاثاء تخرج من المدينة لاقتناء بعض الاغراض. واظل ابكي حتى تعود، حياتي صعبة". ويتابع "المشكلة اننا نحن السود لا نعرف كي نفرق من النظرة الاولى بين شخص من التاماشيك (طوارق) وعربي, لذلك نخاف من الجميع ، من كل من لا نعرفه".
ومضى يقول "الذين تعاونوا مع المجرمين الجهاديين حين كانوا يحتلون المدينة نعرفهم ولا يمكنهم العودة. لكن الباقين لا نعرفهم لذلك فان الاهالي يخافون الجميع".
وفي مؤشر على هذا الهوس ما حدث بعد ساعات من الاعتداء على غربيين في باماكو في السابع من آذار/مارس الماضي. فقد هاجم جمع في غاو قاصرين عربيين وسحلوهما حتى الموت اعتقادا منهم انهما يضعان قنابل. وتبين لاحقا انهما ينتميان الى اسرة مسؤولين مؤيدين للحكومة ومناهضين للمتمردين.
وبحسب مايغا فان الاولوية اليوم تتمثل في التوصل الى اتفاق سلام بين سلطات باماكو وحركة التمرد التي يهيمن عليها الطوارق. وقال "طالما ان الوحدة مفقودة في مالي، فان المجرمين المسلحين سيستغلون الوضع، وسنعيش باستمرار في الفوضى والخطر" مؤكدا "سيفرون من مالي اذا اتحدنا".
&