أخبار

بعد إحباط هجوم انتحاري في المنطقة الأثرية

أهالي الأقصر قلقون من إمتناع السياح عن المجيء

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلّف احباط هجوم انتحاري وبالاسلحة قرب بوابة المعبد الاثري الأكثر شهرة في الاقصر جنوب مصر، مخاوف وقلقًا لدى أهالي المدينة من امتناع السياح عن زيارة منطقتهم الأثرية.

الأقصر: يقف البائع ناصر واجما قرب حامل خشبي للهدايا التذكارية الفرعونية التي يبيعها داخل معبد الكرنك، وهو يتحدث عن خوفه من "هروب السياح" غداة احباط هجوم انتحاري وبالاسلحة قرب بوابة المعبد الاثري الأكثر شهرة في الاقصر جنوب مصر.

وبعد حركة اقبال ضعيفة صباح الخميس، ارتفعت بحلول الظهر أعداد السياح الذين جاؤوا لزيارة المعبد وتجولوا بحرية بداخله، حيث قال مرشدون ومسؤولون إن الاقبال لم يتأثر على الفور كما يبدو.

لكن القلق انتاب في المقابل عددًا كبيرًا من العاملين في السياحة بالمدينة من أن يكون هؤلاء السياح آخر من يرونهم لفترة طويلة، والقوا باللوم حسب تعبيرهم على "التقصير الامني" في محاولة الهجوم الذي كان يمكن أن يخلف مجزرة في الموقع السياحي الذي شهد آخر هجوم دموي في 1997.

يقول البائع ناصر احمد (47 عامًا): "الحادث سيؤثر علينا بالطبع. هذا غير قابل للنقاش"، ويضيف بغضب، فيما يؤكد زملاؤه من حوله على كلامه "دخلنا الوحيد هو السياحة، وبالتالي عدم وجود سياح يعني عدم وجود دخل. الامر سيكون كارثيًا". ويتابع وكأنه يكلم نفسه "أنا خائف من الغد. عندي خمسة ابناء واريد أن اربيهم".

ولم يُشاهد سياح في منطقة الباعة لشراء الهدايا التذكارية خلال لقاء مراسل فرانس برس بهم.

وانتشر في المواقع الأثرية عدد كبير من رجال الشرطة، بحيث فاق عددهم السياح، وأقاموا حواجز حول المعابد والاثار المهمة بشكل غير معتاد، وفق سكان المدينة، في حين كانت صفارات سيارات الشرطة تتردد في المدينة التي تعد متحفًا مفتوحًا.

ورأى محمد بدر محافظ الاقصر ان "تداعيات الحادث لن تظهر قبل اسبوع او 10 ايام".

واضاف بدر وهو شاب اربعيني، في لقاء مع فرانس برس اثناء تفقده معبد الكرنك، "جرى تشديد الاجراءات الامنية قرب المواقع الاثرية في المدينة".

وأمام مياه البحيرة المقدسة الخضراء داخل معبد الكرنك، كان البائع الثلاثيني احمد جمال يحاول اجتذاب زبائن اجانب لشراء الهدايا.

يقول احمد "الوضع اصلا سيئ جدًا منذ اربع سنوات، فما بالك لو حدث عمل ارهابي"، في اشارة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع عدد السائحين منذ الثورة الشعبية، التي اسقطت الرئيس الاسبق حسني مبارك في مطلع 2011.

يتابع البائع، وهو اب لطفلين، "ستنهار السياحة تماماً"، متذكرًا ما حدث عقب مقتل 68 شخصاً اغلبهم من السياح في هجوم على معبد حتشبسوت في تشرين الثاني/نوفمبر 1997 نفذه تنظيم "الجماعة الاسلامية" الذي كان ناشطاً في ذلك الوقت.

ويبدي المرشد السياحي حمادة ناجي، الذي يصطحب افواجًا سياحية من مدينة الغردقة الساحلية الواقعة على بعد قرابة 300 كلم الى الاقصر يوميًا، خوفه من "تأثير التقصير الامني على السياحة".

ويقول ناجي غاضبًا: "هناك تقصير امني واضح في الحادث. انهم دائما يفتشون المصريين بعناية ويتركون الاجانب. ها هم الارهابيون تنكروا في هيئة اجانب. فماذا فعلت الشرطة؟ لاشيء".

ويضيف بحسرة "اليوم ألغى سائحون روس مع شركتي في الغردقة رحلاتهم للاقصر خشية تعرضهم لاعتداءات. هذه خسارة كبيرة لنا".

والخميس، منعت الشرطة سيارات الأجرة من الدخول الى ساحة انتظار السيارات في اجراء يرى الاهالي والعاملون في المنطقة انه جاء متأخرًا.

ويقول المرشد السياحي حجاج عبد الحميد (32 عامًا) بحزن: "معبد الكرنك لم يتعرض لأي عمل ارهابي خلال الفي سنة. نحن غاضبون لأن الارهابيين تمكنوا من دخول ساحة السيارات بهذه السهولة (...) هذا تقصير امني سيقطع مصدر رزقنا".

والاربعاء، بدا وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار غاضباً، وهو يتحدث الى كبار مسؤولي الامن في الاقصر خلال تفقده معبد الكرنك، حسب ما لاحظ صحافي وكالة فرانس برس.

وتحاشى السياح الخميس الذهاب الى منطقة البازارت الواقعة في الخارج قرب مدخل معبد الكرنك، حيث وقع تبادل اطلاق النار واحبط الهجوم الاربعاء، مكتفين بالدخول في عجالة الى المعبد.

وبدا بشكل واضح أن الشرطة شددت الحراسة حول الحافلات السياحية.

وقرب موقع الحادث كانت لا تزال ثلاجة مشروبات غازية زرقاء مدمرة لطخ داخلها الابيض بنقاط دماء متفرقة، فيما تناثرت زجاجات مياه غازية في فوضى عارمة جانب قبعة داكنة سقطت من حامل معدني لبيع وشاحات نسائية على الارض التي غطاها حطام الزجاج.

وقال مدير آثار معبد الكرنك حندقها علي ان "الاقصر ليس لها أي دخل آخر غير السياحة. هروب السائحين معناه اننا سنحرم من لقمة عيشنا".

وقال مدير فندق اربع نجوم مطل على النيل في الاقصر شريطة عدم ذكر اسمه "الحادثة لها تبعات لكنها لن تكون مدمرة لان الهجوم لم يسفر عن ضحايا أو حتى مصابين في حالة خطرة".

لكنه اضاف باحباط "للاسف الحادث له تبعات فورية. هناك رحلة كبيرة كانت قادمة من بريطانيا مساء الخميس الغيت. 160 سائحًا على الاقل قرروا عدم المجيء للاقصر".

وتوفر السياحة التي تعد أحد أهم اعمدة الاقتصاد المصري قرابة 20% من عائدات مصر من العملات الاجنبية. وزار 10 ملايين سائح مصر في العام 2014 ما در قرابة 7,5 مليارات دولار للبلاد، بحسب ارقام رسمية.

وعبّر عدد من الاهالي في الاقصر عن سعادتهم ورضاهم أن الحادث لم يسفر عن وقوع ضحايا، حيث اصيب اربعة اشخاص بينهم شرطيان، وقتل مسلحان احدهما فجر نفسه واصيب ثالث برصاص الشرطة. وقال شهود أن نباهة سائق سيارة الاجرة وابلاغه ضابط شرطة بتصرف الركاب الغريب هو الذي ساهم في احباط الهجوم، وفق نيابة الأقصر.

وقال حارس الاثار السبعيني عبد اللطيف الطاهر بتفاؤل، فيما كانت سائحات اوروبيات يلتقطن صوراً بجانب تماثيل المعبد الشاهقة خلفه، "وجود سائحين اجانب اليوم بعد حادث الامس يعني أن الحادث تأثيره بسيط". واضاف: "السياحة في مصر تمرض لكنها لا تموت".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فصائل
مرسي -

حاربوا الارهابيين انشأوا فصائل محلية امنية وقائية وميدانية لملاحقة الارهابيين

الأسد مسؤول
عادل -

غدا يقول لنا انصار الوهابيين والتكفيريين ان الأسد وحزب الله مسؤولين عن انتشار التطرف في مصر!!

سياحة اخرى
هاني -

سيملأ سياح من نوع آخر مصر والأقص اذا استمرت الأمور على هذا المنوال وهم داعش والنصرة والملحقات مواجهة الارهاب يجب ان تكون اولوية مصرية كي لا تتحول سوريا وعراقا جديدا

تحركوا
سمير -

الفتوحات قد تعوض كل ساكت عن الارهاب عن السياحة

دماء
شادي -

الدماء التي تسقط في مصر وليبيا وسوريا والعراق واحدة كلها دماء ابرياء لا ذبب لهم سوى انهم لم يجدوا من يقف الند للند في وجه التطرف

محاربة الإرهاب
خوليو -

لللأجهزة الأمنية دور مهم في محاربة الإرهاب الديني ولكنه غير فعال 100% إن لم يعالجوا مصدر الإرهاب وهو مهاجمة الفرعون بدون ذنب في ذلك الكتاب ،، والإرهابي أو الإرهابية الذي يحفظ أو تحفظ تلك المهاجمة عن ظهر قلب ،، لن يستطيع منعه أو منعها أحد من التفجير الذاتي لمرضاة ذلك الإله الذي اتخذ الفرعون عدوا له لخوفه مشاركته في السلطة الإلهية والأرضية ،، والإرهابي المعبأ روحياً ونفسيا والموعود بمكافآت مغرية في جنة الوهم والهلوسة ، لن يتوقف عن مهاجمة الفرعون ، فهو مأمور ،، غير أنه عندما لايجد شخص الفرعون حالياً ،، يتوجه لللإنتقام من آثاره مرضاةً لإلهه ،، وإن خافوا عيلة من جراء ذلك،، أي انعدام السواح ،، فإلههم سيتدبر الأمر كما قال لهم عندما حرم دخول المشركين للكعبة ،، لذلك فإن استطاعت الأجهزة الأمنية توقيف أو كشف الإرهابي الديني اليوم،،فغداً لن تفلح طالما لايوجد معالجة حقيقية لأصل المشكلة الإرهابية ،، فهل هم قادرون على رؤية أصل المشكلة ؟؟ صعب في الوقت الحالي فهم يرون في أمر وقاتلوا المقدسة بأنها تعني احبوا ،، وهم ليسوا ببعدين عن حقيقتهم التي تعني واحبوا إلهكم وموتوا من أجله فقد اختاروا هذا الطريق ،، وهنا يكمن منبع الإرهاب الديني .

اقتراح
من قطري -

لحماية السواح بمواقع الاثار في مصر وهي أرث انساني وحضاري---بناء سور حديدي يطوق وحول موقع ا لأثار بحيث يبعد كيلومتر واحد اوحسب كل مكان- وبه حراسة مشددة -ويكون به كاميرات حساسة للنهار والليل--وخصوصا الاماكن والابنية بداخل المدن كالمتاحف- والمناطق المفتوحة كالكرنك وخصوصا .ابو الهول لانه بناه غير قوي كالأهرامات ---مجرداقتراح ---تحياتي-

القوة
. واحد بدون شغل -

.-لكي يتم ردع القتلة المشعوذين الارهابين--اي احد يقوم بعمل ارهابي ويقتل الابرياءويقبض عليه--يتم اعدامه بسرعه بموقع الجريمة وينقل مباشر على كافة القنوات الفضائية-.

القوى الظلامية
. واحد بدون شغل -

لا مفر من دولة مواطنه وعلمانية وابعاد رجال الدين المتشددين وفتاويهم المجرمةمن التدخل بالسياسة-لان كلما دخلوا حل الخراب والفوضى والارهاب والتخلف----الدين داخل المسجدوكذلك الى الاحوال الشخصية فقط----الشواهد كثيرة بما يحصل-بالدول العربية

الى رقم 7
جابر عمر المراهن -

اقتراح ممتاز---اضافة اليه منطقة الكرنك والهرم كامله تعمل لهاسياج--كذلك السواح معهم حراسة - وان نزلوهم للاماكن -داخل السور الحديدي -وكذلك المتاحف ينزلون مباشرة من باب الحافلة الى مدخل المتحف--وليس بعيدا عنه