أخبار

بريطاني يصبح أسير هوايته في جمع تذكارات نازية

تعرّف على الرجل الذي ينام في سرير هتلر

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لكلّ منا هواية مفضلة، لكن البريطاني كيفن ويتكروفت ذهب في هوايته أبعد من المتوقع، فهو دأب على جمع تذكارات نازية حتى أصبح لديه مجموعة تعتبر الأكبر في العالم من العربات العسكرية والدبابات الألمانية.

إعداد عبد الاله مجيد: دأب البريطاني كيفن ويتكروفت على اقتناء تذكارات نازية حتى أصبحت لديه الآن أكبر مجموعة من هذه التذكارات قُدرت قيمتها بأكثر من 100 مليون جنيه استرليني الآن.

بدأت العملية حين قُدمت الى ويتكروفت هدية غريبة من والديه بمناسبة عيد ميلاده يوم كان طفلا في سن الخامسة هي خوذة جندي من قوات الأس أس النازية بدت عليها آثار طلقات. وكان ويتكروفت نفسه طلب من والديه شراءها له بمناسبة عيد ميلاده.

في العام التالي خلال مزاد للسيارت في مونت كارلو طلب ويتكروفت من والده المليونير أن يشتري له سيارة مرسيدس موديل جي 4 التي ركبها هتلر حين دخل أراضي السوديت في تشيكوسلوفاكيا عام 1938. ورفض والده شراءها له فظل يبكي طوال اليوم. ولكنه تمكن من تحقيق رغبته بشراء السيارة نفسها بعد 50 عاما.

وحين كان ويتكروفت في الخامسة عشرة أنفق النقود التي أعطاها له جده على شراء ثلاث سيارات جيب من الحرب العالمية الثانية عثر عليها في شمال اسكتلندا. وقام ويتكروفت بتصليح السيارات القديمة الثلاث ثم باعها بربح. وأنفق العائد على شراء اربع عربات اخرى ثم شراء دبابة.

وفي سن السادسة عشرة عندما أنهى ويتكروفت دراسته الثانوية عمل في شركة هندسية ثم في شركة والده الانشائية. وكان يمضي وقته في زيارة المواقع التي شهدت معارك كبيرة خلال الحرب في اوروبا وشمال افريقيا باحثا عن قطع دبابات وعربات عسكرية يشحنها الى بريطانيا لتصليحها.

"مجموعة ويتكروفت"

ويتكروفت الآن في الخامسة والخمسين وبحسب قائمة صندي تايمز للأثرياء فان ثروته تبلغ 120 مليون جنيه استرليني. وهو يعيش وسط انكلترا حيث يدير ممتلكات والده الراحل ويشرف على متحف للسيارات يملكه هناك. ولكن عشق حياته هو ما يسميها "مجموعة ويتكروفت" التي تعتبر أكبر مجموعة في العالم من العربات العسكرية والدبابات الألمانية والتذكارات النازية.

ويحفظ ويتكروفت مجموعته هذه تحت حراسة مشددة في شبكة من المباني الصناعية التي يملكها أو في بيوت له وسط انكلترا وفي جنوب غرب فرنسا وفي وادي موزل جنوب غرب ألمانيا. وليس هناك سجل رسمي لقيمة مجموعة ويتكروفت من المقتنيات والتذكارات النازية ولكن بعض التخمينات قدرت قيمتها بأكثر من 100 مليون جنيه استرليني.

أسير هوايته

ومنذ أن تلقى ويتكروفت تلك الخوذة النازية هدية بعيد ميلاده الخامس أصبح أسير هوايته في جمع التذكارات العسكرية الالمانية.

وطاف العالم يبحث عن تذكارات لاضافتها الى مجموعته. وأخذه هوسه هذا الى مطارات بعيدة وتتبع خيوطًا لعلها توصله الى مزيد من التذكارات ودفعه الى خوض مغامرات مثيرة سعيا وراء مقتنيات تاريخية المانية. واعترف ويتكروفت بأن هوايته كانت على حساب علاقاته بأصدقائه وأفراد عائلته.

واشترى ويتكروفت مؤخرا مخزنين و12 حاوية لوضع مقتنياته فيها. وخلال زيارة لأحد مخازنه العديدة وقف هو نفسه متعجباً أمام هياكل دبابات خاضت معارك في شمال افريقيا حيث تُركت في رمال الصحراء يعلوها الصدأ قبل ان ينقلها ويتكروفت الى بريطانيا. والآن يمتلك ويتكروفت اسطولا يتألف من 88 دبابة ، أو أكثر مما يمتلكه الجيشان الدنماركي والبلجيكي مجتمعين.

ومن مقتينات ويتكروفت المثيرة الأخرى أثاث هتلر الذي اهتدى اليه في دار ضيافة في مدينة لينتز. وقال ويتكروفت لصحيفة الغارديان انه كان يعرف أن هتلر اقام في هذه الدار وكانت أمنية والد الشخص الذي يملك الدار ابقاء غرفة معينة فيها مقفلة. ولكن ويتكروفت أقنع المالك بفتحها وكانت الغرفة على حالها حين كان هتلر ينام فيها. وعلى المنضدة ورق نشاف طُبع عليه توقيع هتلر بالمقلوب وكانت أدراج المنضدة مليئة بنسخ موقعة من كتاب "كفاحي".

ينام على سرير هتلر
&
ونقل ويتكروفت آثار الغرفة كاملا بعد شرائه الى بريطانيا حيث يحتفظ به في بيته. وقال لصحيفة الغارديان انه ينام على سرير هتلر ولكنه استبدل الفراش الأصلي.
&
قال الباحث الفرنسي جان بودريلار ذات مرة ان جنون جمع المقتنيات نجده على الأغلب لدى الصبيان قبل سن البلوغ والرجال فوق سن الأربعين. وكتب ان الأشياء التي نكتنزها تكشف حقائق أعمق عن ذواتنا.

ومن الصعب قياس الجاذبية التي تمارسها الفظائع المرتبطة بالتذكارات النازية على هواة مقتنيها الذين يساومون على شرائها وبيعها. ولكن المتاجرة بتذكارات الرايخ الثالث ممنوعة أو محددة بقيود في ألمانيا وفرنسا والنمسا واسرائيل والمجر.

التذكارات النازية

وترفض دور المزاد الكبيرة عادة التعامل مع التذكارات النازية. ولكن هذه التجارة تنتعش رغم ذلك بمبيعات متزايدة على الانترنت واهتمام متعاظم من مشترين في روسيا واميركا والشرق الأوسط. وأكبر منافسي ويتكروفت مقتن روسي غامض مجهول الاسم والهوية.

من الصعب بالطبع الحصول على ارقام دقيقة ولكن حجم سوق هذه التذكارات والمقتنيات يُقدر بأكثر من 30 مليون جنيه استرليني.

ومن اكثر المواقع شعبية موقع ديفيد آيرفنغ الذي ينكر المحرقة وباع في عام 2009 عصا هتلر (كانت في السابق ملك فريدريك نيتشة) مقابل 5750 دولارا. وعرض آيرفنغ خصلات من شعر هتلر مقابل 130 الف جنيه استرليني ويقول انه حاليا يتحقق من هوية عظام متفحمة يُقال انها رفات هتلر وايفا براون.

ويتداول هواة جمع كل ما يتعلق بالحرب العالمية الثانية اخبار مجموعة ويتكروفت على الانترنت وكأنها لقية من الكنوز العسكرية. وحرص ويتكروفت طيلة هذه السنوات على البقاء بعيدا عن الأضواء رافضا الترويج أو أي شكل من اشكال الدعاية لمجموعته الضخمة من التذكارات والمصنوعات والمقتنيات النازية. ولكنه أخذ الآن تدريجيا يفتح ما اكتنزه على امتداد سنوات لجمهور أوسع من هواة جمع هذه التذكارات الذين يتواصلون على الانترنت.

موقع الكتروني

وفي هذا الاطار يأتي اطلاقه موقعا على الانترنت وعرض حفنة من عرباته العسكرية النازية في متحف السيارات الذي يملكه. وقال ويتكروفت لصحيفة الغارديان انه يريد الجمهور ان يرى مجموعته الضخمة. واضاف "ليست هناك طريقة أفضل لفهم التاريخ ولكني وحدي وهناك الكثير من هذا التاريخ بحوزتي".

ويبدو ان ويتكروفت يدرك الآن ان واجبات ومسؤوليات تقترن بامتلاك التذكارات والأشياء الأخرى التي تضمها مجموعته. وقال انه أمضى 50 عاما في جمعها ثم اكتشف فجأة ان ما خلفه وراءه من الوقت يزيد على ما تبقى أمامه وقام بمحاولات عديدة لترميم بعض مقتنياته الثمينة. واضاف انه يدرك الآن "ما جدوى امتلاك هذه الأشياء إذا لم يرها أحد؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قسوة
احمد ي -

من عاشر قوما 40 يوم اصبح منهم او رحل عنهم من المؤكد انه بات قاسي القلب وديكتاتورا وهو يتقمص الحقبة النازية ويحيا في جلباب هتلر

متاحف
ثائر -

اصبح منزله جبهة حرب وكل هذه المخازن الذي يمتلكها لماذا لا يحولها الى متاحف مفتوحة امام السياح

بالمال
ساكو -

من لديه المال يستطيع ان يفعل ويمتلك ما يشاء حتى انه يمكنه ان يصبح جار هيفاء وهبي او انجلينا جولي نفسها

مثيرة
بنت النت -

حقبة الحرب العالمية الثانية حقبة مثيرة فعلاً.