نقص في المواد الطبية واوبئة متفشية
مستشفيات عدن تغص بالمرضى والمصابين... بانتظار الموت
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تغص مستشفيات عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بالمئات من المرضى وجرحى الحرب التي لا نهاية لها على ما يبدو، بانتظار الموت في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية والادوية.
عدن: في الطابق الرابع من مستشفى الصداقة الحكومي، في عدن، يرقد عشرات المصابين بحمى الضنك المنتشرة حيث بلغ عدد الاصابات اكثر من خمسة آلاف فيما تجاوزت الوفيات ٢٦٠ حالة منذ نيسان (ابريل) الماضي، وفقا لمصادر طبية .&ويقول عبدالله قحطان وهو محام من سكان منطقة دار سعد "نموت ببطء والعالم يتفرج علينا نحن محاصرون لا غذاء ولا دواء ولا حياه هنا في عدن".&ويضيف انه مصاب بحمى الضنك و"انخفضت صفائح الدم قررت الطبيبة علاجات لكن لم احصل عليها ما يعني انني ساموت في حال لم يتوفر العلاج".&تفشي الحمىوتنتشر الاوبئة وحمى الضنك والملاريا والطاعون والتيفوئيد نظرا لتدهور معايير النظافة بسبب المعارك العنيفة بين المتمردين الشيعة وحلفائهم و"المقاومة الشعبية" في العاصمة السابقة لليمن الجنوبي.&وتشهد الأوضاع الصحية تدهورا منذ انطلاق حملة جوية بقيادة السعودية في 26 اذار (مارس) الماضي.&ومنذ اذار (مارس) قتل في اليمن اكثر من 2800 شخص بينهم 1400 مدني، وفق الامم المتحدة، فيما جرح 13 الفا اخرين.&وفي مستشفى الصداقة ايضا، اعيد فتح مركز غسيل الكلى، بعد اغلاق دام خمسة ايام، نتيجة انعدام المحاليل، ما ادى الى وفاة اثنين من مرضى الفشل الكلوي، بحسب مصادر طبية.&ويقول الممرض صالح عبدالله "بعد خمسة ايام من الاغلاق تم اعادة فتح مركز غسيل الكلى بعد تدخل اللجنة الدولية للصليب الاحمر".&اصاباتوقرب مستشفى الصداقة، تستقبل منظمة "اطباء بلا حدود" العدد الاكبر من جرحى المواجهات لاسيما من المدنيين و"المقاومة الشعبية" بسبب قرب موقعها من مناطق النزاع.&وفي قسم النساء، كانت سعود صالح قائد (٥٦ عاما) تنتظر الطبيب المناوب لتفقد جراحها بعد ان فقدت ساقيها اثر سقوط قذيفة هاون بجوار مدرسة دار سعد قرب منزلها.&وقالت باكية "الموت كان اهون لقد دمروا حياتنا ونزعوا مني اغلى شيء (...) فما الفائدة من وضعي هذا"؟&واضافت "كنت ذاهبه اغرف ماء بعدما قطعوه علينا من لحج فقطعت القذيفة رجلي".&وفي المستشفى ذاته، تقف ام محمد بجوار ابنتها هيام (٩ اعوام) التي اصيبت بشظايا جراء سقوط صاروخ كاتيوشا قبل ايام على حي حاشد بالمنصورة.&وتقول "اقضي وقتي هنا بجوار ابنتي لان والدها بالسعودية الاطباء يعملون بشكل جيد لكن بعض العلاجات تتأخر ربما بسبب الحرب".&وتضيف ام محمد "ما تقوم به اطباء بلا حدود جهد يشكر عليه فهولاء اجانب جاؤوا لانقاذ ارواحنا وارواح اولادنا بينما نحن نقتل" بعضنا.&نقص المواد الطبيةوقد اعلنت "اطباء بلا حدود" مؤخرا انها عالجت في سبعة مراكز تابعة لها اكثر من اربعة الاف جريح اصيبوا في الحرب كما أنها تمكنت من ادخال اكثر من 100 طن من المواد رغم خطورة الاوضاع.&يذكر ان جميع المستشفيات الحكومية في عدن تعاني من نقص في المواد الطبية وانقطاع التيار الكهربائي.&وفي منطقة المنصورة، يستقبل مستشفى ٢٢ مايو الحكومي جرحى "المقاومة الشعبية" والمدنيين.&لكن نتيجة عدم توفر مقاعد جديدة للمرضى قررت ادارته اخراج جرحى حالتهم متوسطة لاستقبال اخرين حالتهم خطرة.&ويقول شقيق احد المصابين ويدعى عدنان الزامكي ان الاطباء طلبوا منه الذهاب الى مستشفى اخر يوجد فيه سرير كالصليب الاحمر او النقيب او الوالي.&ويضيف "ادارة المستشفى رفضت استقبال اخي المصاب بحجة عدم توفر سرير ونحن قبل مجيئنا الى هنا تنقلنا بين مستشفى الوالي والنقيب وصابر ولم نجد فلم يعد أمامنا سوى المستشفى الميداني التابع للصليب الاحمر".&بدوره، يقول وضاح العدني المصاب في ساقه ان وضع الجرحى "مأساوي هناك تدفق يومي للعشرات من الجبهات او القصف على الاحياء السكنية وهناك ايضا نقص في الأدوية والطواقم فغالبية الجراحين غادروا عدن".&وفي هذا السياق، يقول مهيب عباد من ائتلاف عدن للاغاثة الشعبية ورئيس لجنة الصحة لفرانس برس "هناك اكثر من خمسة الاف حالة بحاجة الى نقلها الى الخارج لتلقي العلاج وعلى دول التحالف العربي القيام بذلك".&هدنةويحاول موفد الامم المتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الموجود في صنعاء منذ الاحد اقناع الاطراف المتحاربة في التوصل الى هدنة مشيرا الى "ازمة انسانية تتخذ ابعادا كارثية".&وقد اعلنت الامم المتحدة الاربعاء الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، في اليمن حيث بات اكثر من 21,1 مليون يمني يمثلون 80% من السكان بحاجة الى مساعدة انسانية، ويعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف