أخبار

مؤكدًا ارتباطه بالإثراء الاجتماعي وتحسين رأس المال البشري

نواز شريف: التعليم في باكستان سياسة ضرورية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يولي رئيس حكومة باكستان التعليم في بلاده أهمية خاصة، فيضعه في رأس سلم أولوياته الوطنية، لأنه يرى فيه خلاص المجتمع الباكستاني من آفتي الارهاب والفقر.

دبي: في باكستان التي تعمها الأمية، ويرفض مجتمعها المحافظ تعليم البنات، وتحاول المدارس الدينية الهيمنة على المسار التعليمي فيها، يبرز رئيس وزرائها نواز شريف صوتًا مهمًا في الدعوة إلى توسيع نطاق التعليم، فيقول في مقالة له إن توسيع التعليم الابتدائي والثانوي غير مرتبط بالنمو الاقتصادي، ولا بالقضاء على الفقر وتحسن المساواة في الدخل فحسب، "لكن يبدو أن التعليم مرتبط أيضًا، وبشكل وثيق، بالإثراء الاجتماعي والاندماج وتحسين رأس المال البشري، وزيادة الفرص الوظيفية، وتعزيز الحرية والرعاية".

في رأس الأولويات

من هذا المنطلق، وضع شريف مسألة حصول الجميع على فرص عادلة في التعلّم على رأس قائمة الأولويات وفي أجندته الوطنية، كما يقول، إذ هو واثق من أن التعليم يؤثر في الطريقة التي ينظر الناس بها إلى العالم من حولهم، "وفي كيفية فهمهم للقضايا، وإيجاد الحلول لمشاكلهم، والتعليم يجعلهم أكثر إدراكًا لحقوقهم وواجباتهم، ويؤثر في الطريقة التي يتفاعلون بها ضمن مجتمعاتهم ومع الدولة ومؤسساتها، وفوق ذلك كله، التعليم يمكّنهم من التفكير بطريقة نقدية للتشكيك بالأحكام المترسخة، ما يجعلهم يرتقون بأنفسهم فوق التحيز والخرافة والموروثات التاريخية المقيدة".

يضيف في مقالته: إن "التعليم هو المفتاح لتحقيق الوعد الذي قطعته على نفسي عندما توليت مهام منصبي قبل عامين، بإنشاء إطار جديد للتغيير الاجتماعي في باكستان، وهو إطار يتحقق بتساوي الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع، ويوقف استغلال الفقراء ويعزز من إمكانياتهم"، انطلاقًا من قناعته الراسخة بأن التعليم محرك رئيس للتقدم الاجتماعي، خصوصًا في مجتمع إسلامي، يرفض تعليم بناته، وهو السبيل الذي كادت تدفع الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي حياتها ثمنًا لمطالبتها بتعليم بنات بلادها.

العلم يقهر الارهاب

يكتب شريف: "وبينما يقترب موعد قمة أوسلو للتعليم من أجل التنمية، ما زلت جادًا في ما يتعلق بالتزامي تأمين الحق بالتعليم عالي الجودة لكل طفل في باكستان، وخصوصًا للفتيات واللواتي واجهن طويلًا عوائق كبيرة في مسيرتهن التعليمية، لكن&لا تزال هناك عقبات كبيرة تقف في وجه تحقيق ذلك الالتزام".

وبحسب رئيس الوزراء الباكستاني، ثمة نحو ستة ملايين طفل باكستاني خارج المدرسة، وغيرهم الكثير لا يتعلمون حتى أبسط مهارات الرياضيات والقراءة، ونسبة الذين يهربون من الدراسة عالية، "وربما الأسوأ من ذلك كله أن الإرهابيين والمتطرفين يستهدفون المدارس ويفجرون المباني ويهددون المعلمين، خصوصًا في الجزء الشمالي من باكستان". ففي حادث مأساوي حصل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، هاجم إرهابيون طلابًا صغارًا ومعلمين في مدرسة في بيشاور.

ويكرر شريف في مقالته تأكيد وعده الذي قطعه بعد ذلك الهجوم، "وهو أن حكومتي لن تسمح بأن تصبح المدارس في الباكستان أهدافًا للإرهاب، فالتعليم أهم استثمار يمكن أن ننشئه في أغلى أصول بلادنا، أطفالنا، ولن نسمح بأقل تهديد له، فحماية المدارس من المتطرفين تساعد على وقف تصاعد التطرف، ونظرًا لمساهمة الجهل وانعدام الخيارات والحرمان الاجتماعي الاقتصادي في تصاعد التطرف في أجزاء من باكستان وأفغانستان، فإن التحقق من أن بمقدور الأجيال القادمة تحصيل تعليم أفضل وقدرات أحسن وفرص أكثر يعني أن الجيل القادم لن يكون فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية".

آمال محطمة

وبالإضافة إلى المخاطرة بأن قليلًا من الشبان قد ينجذبون للإرهاب، "من المؤكد أنه لو فشلنا في تحقيق التزامنا بإتاحة التعليم للجميع، فإن ملايين الأطفال سيعيشون حياة فقر ومعاناة، مع تحطم آمالهم وأحلامهم وإمكانياتهم، ما يقوض إمكانية التنمية في البلاد"، على حد قوله. فأكثر من نصف الشعب الباكستاني تحت سن 25 سنة، وهو جيل لديه الإمكانية لتحريك التقدم والازدهار، لو تلقى التعليم الذي يستحقه.

يضيف شريف: "ولأنه مستبعد أن تقود المقاربة القائمة على السوق الحرة إلى توفير التعليم بشكل عادل، التزمت حكومتي زيادة الموارد العامة المخصصة للتعليم، والتي زادت من 2,4% من الناتج المحلي الإجمالي من سنة 2004 إلى 2013، إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الثلاث التالية. ومثل هذا التمويل سيدعم الخطوات اللازمة لتحقيق الوعد المنصوص عليه في دستور بلدنا، وهو أن الدولة ستوفر تعليمًا ثانويًا مجانيًا وإجباريًا في أقصر فترة ممكنة".

ويرى شريف أن هذه الخطوات تتضمن التعاون مع الحكومات الإقليمية، التي تتحمل مسؤولية أساسية عن التعليم الابتدائي والثانوي في باكستان، لصياغة خارطة طريق للحاق بركاب العالم، علمًا أنه من أجل تحسين نوعية التعليم والتعلم، لا ينبغي توسيع المرافق لتدريب المعلمين فحسب، لكن أيضًا لجذب المزيد من الناس الموهوبين إلى مهنة التعليم، عن طريق الإقرار بخدمات المعلمين وتكريمهم، إلى جانب الاستثمار في الحواسيب وغيرها من أدوات التعليم المتقدمة، للتحقق من أن بإمكان أطفال باكستان التنافس عالميًا.

مبادرات وإصلاحات

يذكّر شريف في مقالته بمبادرات جديدة أطلقتها حكومته لتحسين القدرة على الوصول للتعليم، "وإحدى تلك المبادرات هي برنامج البعثات الوطنية للمواهب، الذي يمول التعليم للطلاب الفقراء".

يضيف: "نحن نقوم بتقوية الدعائم المؤسساتية لنظام التعليم في باكستان، فعلى سبيل المثل، قمنا بإنشاء مجلس المناهج الوطنية، الذي سيوحد المناهج المدرسية في طول البلاد وعرضها، مع التحقق من أن تلك المناهج تتوافق مع المتطلبات الوطنية والمعايير الدولية، وسيتم إدخال الإصلاحات على نظام الاختبارات من أجل تكملة هذه الجهود".

ويتابع رئيس حكومة باكستان مقالته بالقول: "إن تعهدي يتحول عملًا، لكن حكومتي لا تستطيع تحقيق ذلك بمفردها، ومن أجل التغلب على التحديات التي نواجهها وتحقيق الوعد لأطفالنا، نحن بحاجة إلى دعم فعال من المجتمع الدولي، وكان من المتوقع أن يتحقق هذا العام هدف التنمية المتمثل في توفير التعليم الابتدائي للجميع، لكن هذا لم يحصل، وعليه فإن اليوم هو الوقت المثالي لأن يقوم العالم بتجديد التزامه بالتعليم".

وختامًا، يكتب شريف: "يجب أن نتعامل مع أهداف التنمية المستدامة، التي تهدف إلى الاستمرار في العمل المرتبط بأهداف تنمية الألفية باتجاه واضح وشعور بالهدف وإرادة صلبة، ومن جانبنا قمنا بإنشاء وحدة أهداف التنمية المستدامة في وزارة التخطيط والتنمية والإصلاح لدينا، من أجل تنسيق إنجازها في الوقت المناسب. ونأمل أن بلدانًا أخرى ستظهر الالتزام نفسه".

وفي الخلاصة، يؤكد شريف أن التعليم في باكستان "ليس أولوية فحسب، بل هو سياسة ضرورية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المهم
خليجي-لا ينافق -

ابعدوا تماما التعليم الديني----لانه اساس الوباء والارهاب والتخلف--هل بكوريا وتايوان واليابان وسنغافوره --تعليم ديني--شعوب منتجةمش تعيش على سفك الدماء والكراهية مثل دول العرب ووالمسلمين

الدين ضد التطور
كمال كمولي -

اينما سيطر رجال الدين المسلمون على التعليم وتمشية امور الاقتصاد وحياة الفرد الخاصة فان مصير ذالك الشعب هو الدمار والقتال والتراجع الى الاف السنين

مكافحة التعليم
يوسف -

اذا اراد الحفاظ على سلامة مواطنيه وخاصة الفتيات والنساء يجب ان يكافح التعليم بشكل شامل وجدي كي يسلم ويحمي مواطنيه من هجمات المتشددين الإرهابيين

ملالا
محمد -

يجب ان يعين ملالا يوسف زاي في منصب رسمي اقله وزيرة تربية فهي غامرت ودفعت حياتها ثمن حبها للعلم وسعيها الى نشره بين صفوف جيلها

ثروات
قاسم -

ليس صحيحا فمعظم ملاك الثروات في العالم الثالث هم لا يحملون اي شهادات جامعية اصلا