دعوات البابا لتغيير النظام الاقتصادي تزيد من اعدائه

الفاتيكان: قبل شهرين من رحلة سيقوم بها الى الولايات المتحدة وبعد تصريحاته المنددة بالرأسمالية والشركات متعددة الجنسيات، زاد البابا فرنسيس من اعدائه مع دعوته الى تغيير جذري للنظام الاقتصادي العالمي خلال جولته في اميركا الجنوبية.

&وفي كل مرة يتهم محافظون اميركيون عديدون "المحافظون الجدد" بما في ذلك الكاثوليك، البابا بالتدخل يالاقتصاد وبانه ماركسي الهوى.&وامام الحركات الشعبية في بوليفيا، ندد البابا بعنف "عبودية رأس المال" و"منطق الربح باي ثمن" او "الاستعمار القديم والجديد".&وقال البابا "نريد التغيير، تغييرا حقيقيا، وتغييرا للهيكلية. هذا النظام لم يعد يعمل، ولم بعد يحتمله الفلاحون ولا العمال ولا المجتمعات ولا القرى. الارض لم تعد تحتمله"، داعيا الفقراء الى العثور على "بدائل خلاقة".&وفي هذا السياق، قد تكون الزيارة التي يفترض ان يقوم بها البابا الى الارجنتين والولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل الاصعب بابويا، خصوصا منذ تأكيد الفاتيكان ان التوقف الاول للبابا سيكون في كوبا.&واكد البابا خلال عودته الى روما الاثنين ان عليه تقييم الانتقادات الموجهة اليه قبل رحلته الى الولايات المتحدة. وقال "سمعت ان البعض اعرب عن انتقادات، ولكن لم يتح لي الوقت لمراجعتها".&هذه الانتقادات التي مر عليها بضعة اشهر تضاعفت بشكل كبير بعد اصدار منشور "لوداتو سي" حول البيئة، وهو بيان من اجل كوكب الارض يندد بشكل لا لبس فيه تجاوزات الرأسمالية.&ووصف المعلق على شبكة فوكس نيوز التلفزيونية الاميركية غريغ غوتفيلد البابا بأنه "اخطر رجل في العالم". وقال بسخرية "لا ينقصه فقط الا شعرا مجدولا ليتظاهر في وول ستريت".&اعتراضات الليبراليين المتشديين وخصوصا الاميركيين، تراكمت: فالبابا متهم باتخاذ موقف بشان تدهور المناخ عازيا ذلك الى اسباب انسانية.&&فقد دعا الى استبدال الوقود الاحفوري (النفط والفحم والغاز) من خلال الطاقة المتجددة، ما سبب استياء اللوبي النفطي في الولايات المتحدة، واستنكر قيام الشركات متعددة الجنسيات بالسيطرة على الاراضي والغابات في البلدان الفقيرة والآن يدعو الفقراء الى مقاومة "ثقافة الحثالة".&وعلى متن الطائرة التي اعادته الى روما بعد ثمانية ايام قضاها في الاكوادور وبوليفيا والباراغواي، سعى البابا الى توضيح خطابه للحركات الشعبية في سانتا كروز في بوليفيا، وهو احد اطول الخطابات والاكثر راديكالية من اي وقت مضى.&ومعترفا بخطر "الاستغلال" من قبل القادة السياسيين، مثل البوليفي ايفو موراليس الذي لم يسمه او من قبل احزاب ونقابات ماركسية او عنيفة، اكد فرنسيس انه "لا (ينبغي) على الكنيسة ان تختار الفوضى والشارع".&واكد ان الحركات الشعبية البوليفية "ليست فوضوية. انهم يحاولون تحويل الطبقات الدنيا الى عمال حقيقيين".&ويقول البروفسور الاميركي المختص بالدين في جامعة ترينيتي الاميركية مارك سيلك "دعونا نقول: فرنسيس هو لاهوتي التحرير".&ويضيف بحسب موقع الخدمة الاخبارية الدينية على الانترنت، "لم يكف عن انتقاد الرأسمالية العالمية. عين رئيسا لمجمع العقيدة والايمان الكاردينال غيرهارد مولر مدافعا عن لاهوت التحرير، واخرج غوستافو غوتيريز، مؤسس هذا اللاهوت".&وقال البابا دائما انه متعلق ببوينوس ايريس و"لاهوت الشعب" الشائع في الارجنتين، رافضا تعبير "لاهوت التحرير" الماركسي.&ولكنه عاد الى روما يحمل في حقائبه نحتا خشبيا يصور الصليب معلقا على مطرقة ومنجل، انجزه اليسوعي اليساري المتشدد لويس اسبينال الذي اغتيل العام 1980، وقدمه له موراليس. وقال البابا "بالنسبة لي هذه الهدية ليست اهانة".