معارك بين الجيش التشادي وبوكوحرام في جزر بحيرة تشاد

نجامينا: تدور معارك عنيفة الاثنين في جزر بحيرة تشاد بين الجيش التشادي وبوكو حرام بينما قتل مسلحو هذه الجماعة الاسلامية المتطرفة على الارجح سبعة اشخاص منذ الاحد بينهم ثلاثة بقطع الرأس في هجومين في اقصى شمال الكاميرون.

وقال مصدر امني تشادي لوكالة فرانس برس ان "قواتنا اعترضت (...) صباح اليوم عناصر فارين من بوكو حرام" على بعد حوالى 20 كلم جنوب شرق باغا سولا احدى المدن التشادية الرئيسة في البحيرة. واوضح ان المعارك كانت مستمرة مساء اليوم في المنطقة، مشيرا الى ان اشتباكا اول بين الجنود التشاديين والمتمردين حدث السبت في جزيرة في البحيرة واسفر عن سقوط ستة قتلى و15 جريحا في صفوف بوكو حرام.

كما قتل جندي تشاد في هذه المعارك، بحسب ما ذكر المصدر نفسه. واضاف المصدر الامني التشادي ان مقاتلي بوكو حرام "خطفوا عددا كبيرا من النساء والاطفال" عند هربهم السبت، بدون ان يذكر عددهم. وتابع ان "حوالى الف رجل (من قوات الامن والجيش التشادي) انتشروا لاحتلال كل الجزر وشل حركة بوكو حرام".

واكد مصدر قريب من السلطات المحلية ان "عملية تمشيط واسعة" تجري في الجزر التشادية، مؤكدا ان الحكومة اصدرت امرا باجلاء السكان. واضاف ان "الجيش دخل بقوة الى كل الجزر (التشادية). انها بشكل اساسي جزر صغيرة وقرى تواجه وجود مقاتلين مشتتين لمقاتلي بوكو حرام".

واكد انه منذ حوالى اسبوعين "وبطلب من الحكومة التشادية، شنت السلطات عملية لاجلاء سكان الجزر (...) وانتقل نحو تسعين بالمئة من هؤلاء السكان الى البر". وشن المتمردون مرات عدة في الاشهر الاخيرة هجمات عنيفة على جزر الدول الاربع المطلة على البحيرة وهي نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون.

وتحولت البحيرة الى نقطة انكفاء للجماعة الاسلامية التي اضعفها في معاقلها في نيجيريا تحالف عسكري اقليمي شكلته هذه الدول في بداية 2015. وفي اطار هذا التحالف، اعلن في ابوجا الاثنين ان الرئيس النيجيري محمد بخاري سيتوجه الاربعاء الى الكاميرون ليبحث مع الرئيس بول بيا في مكافحة المتمردين الاسلاميين.

وقال فيمي اديسينا الناطق باسم الرئاسة النيجيرية لفرانس برس ان "الرئيس بخاري سيتوجه الاربعاء الى الكاميرون وسيجري محادثات مع الرئيس بيا"، موضحا ان "قضية بوكو حرام ستكون محور المحادثات". من جهة اخرى، قتل سبعة اشخاص منذ الاحد بينهم ثلاثة بقطع الرأس في هجومين نسبا الى اسلاميي بوكو حرام النيجيريين في اقصى شمال الكاميرون الذي يشهد منذ ايام اعتداءات انتحارية، كما ذكرت مصادر متطابقة الاثنين.

وقال مصدر امني في المنطقة لفرانس برس ان "عناصر من بوكو حرام قطعوا رؤوس ثلاثة اشخاص" الاحد بعدما هاجموا قريتي تشيبي-تشيبي ودزابا المجاورتين اللتين تبعدان عشرة كيلومترات عن الحدود النيجيرية. واضاف ان "الضحايا كانوا يعيشون في قرية تشيبي-تشيبي التي بدأ فيها الهجوم وقد هرب الناس قبل ان يصل عناصر بوكو حرام الى دزابا"، موضحا ان المهاجمين "احرقوا من جهة اخرى املاك اهل القرية وكنيسة كاثوليكية".

واكد هذه المعلومات مصدر امني محلي آخر. واضاف ان طرق الوصول الصعبة الى هاتين القريتين الواقعتين في منطقة جبلية، ادت الى تعقيد عملية تدخل الجنود المنتشرين في شمال البلاد لمحاربة بوكو حرام. وليلا، قتل اربعة اشخاص في هجوم للمجموعة الاسلامية في منطقة افادي (اقصى الشمال) على الحدود مع نيجيريا كما ذكر الدرك الكاميروني.

وقال مسؤول اقليمي في الدرك طلب عدم ذكر اسمه "ان بوكو حرام هاجمت مدينة افادي قرابة الساعة الاولى صباحا" واحرقت "مركز الدرك ومفرزة عسكرية". واضاف ان "احد الموقوفين (في مركز الدرك) على ذمة التحقيق ذبح" من قبل المهاجمين.

واضافة الى هذا القتيل قتل ثلاثة اشخاص كانوا موقوفين على ذمة التحقيق "في حريق مركز الدرك" ما يرفع الى اربعة عدد القتلى بحسب ما اعلنت لوكالة فرانس برس المسؤولة في منظمة محلية غير حكومية ماي علي التي اوضحت انها "على اتصال بالاسر لتسلم الجثث". وهذه المنطقة تستهدف منذ عامين بانتظام بهجمات دامية وعمليات خطف نسبت الى بوكو حرام. لكنها شهدت منذ اسبوعين عمليات انتحارية غير مسبوقة على اراضي الكاميرون.