أخبار

رسالة مليئة بالأمل والإحباط

سفير بريطانيا يودع اللبنانيين على طريقته

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

راسل السفير البريطاني في لبنان توم فلتشر اللبنانيين مودعهم لقرب انتهاء مهامه ومغادرته البلاد، مؤكدًا اعتزازه بما فعله للبنان، وقراره أن يبقى دائمًا سفيرًا للبنان، متأسفًا لأنه لا يستطيع التمديد لنفسه كما يفعل نواب لبنان.

دبي: أنهى السفير البريطاني في بيروت توم فليتشر مدته ويهم بمغادرة بلد يصفه بالاستثنائي، متأسفًا لأنه لا يستطيع، خلافًا للسياسيين اللبنانيين، التمديد لنفسه هنا. هكذا بدأ فلتشر رسالة وداعية للبنانيين، إذ يغادر بيروت التي وصل إليها قبل أربعة أعوام مفكرًا ببيروتوبيا، وبلبنان 2020، ليجد نفسه عالقًا في أصفاد واقع الحرب السورية وتداعياتها اللبنانية.&&يقول فلتشر بأسلوبه الساخر: "رصاص وبوتوكس، دكتاتور وديفا، أمراء حرب وواسطة، ماكيافيلي والمافيا، لعبة "غايم أوف ترونز" بالآر بي جي، حقوق الانسان وحقوق الحمص، أربعة سباقات ماراتون، 100 تدوينة، 10 آلاف تغريدة، 59 لقاء مع رئيس الحكومة، أكثر من 600 عشاء، 52 خطاب تخريج، حفلان لمبادرة وان ليبانون، تبادل وظيفي مع الخادمة، مسير على طول الساحل اللبناني، طيران فوق حدود لبنان الشمالية لأراقب كيف يحمي الجيش اللبناني السيادة اللبنانية، حتى أنني تلقيت دعوة لعملية شد الردفين، لكن هذه الهدية تتجاوز سقف 140 جنيهًا المقبولة كهدية، فاضطررت إلى رفضها".&لكم لبنانكم&يستشهد فلتشر بجبران الذي قال "لكم لبنانكم ولي لبناني"، واصفًا السياسيين اللبنانيين بالأوليغارشيين، في وصف يرده إلى الطريقة الأورويلية. ويضيف: "حين التهب الشرق الأوسط، وعلق الناس بين الطغاة والارهابيين، لبنان الباقي في ذاكرتي هو من أرسل جنوده إلى الحدود، وواجه تحديات يومية ليحافظ على الأعمال وليتعلم الأطفال، وأظهر كرم ضيافة مميزا تجاه القادمين إليه، أكانوا سفراء أم لاجئين. لبنان الباقي في ذاكرتي لا يطلب المساعدة، ولكن يطلب الهواء ليتنفس؛ لا يناقش الماضي بل المستقبل؛ لا يبحث عمن يشده إلى الوراء بل عمن يدفعه إلى الأمام؛ فالناس سينظرون إلى الوراء، وسيتساءلون كيف تجاوز لبنان محنه. لكننا نعرف الجواب سلفًا: لا تقلل من قيمة أكثر الشعوب صمودًا ومقاومة على هذا الكوكب".&&يضيف: "آمل أن ينظر اللبنانيون إلى الوراء ويقولوا إن البريطانيين ساعدوهم على تجاوز محنهم، من خلال تقديم التدريب الذي يوازي شجاعة العسكر، وتأمين الكتاب الذي يوازي طموح التلاميذ، وتوفير التواصل الذي يوازي طموح رجال الأعمال، والتورط في مؤامرات لمصلحة لبنان لا ضده. أربعة أعوام: 100 ضعف الدعم المالي، 10 أضعاف الدعم العسكري، ضعفا التجارة... حتى أننا ساعدنا وليد جنبلاط ليشترك في تويتر".
مراحل حياة السفير&يرفض فلتشر في رسالته مقولة "لبنان مقبرة المثالية"، مؤمنًا بقدرة اللبنانيين على تحدي التاريخ والجغرافيا والسياسة، وحاثهم على بناء البلد الذي يستحقونه، من خلال الانتقال من استيراد الأزمات إلى استيراد الحلول". &&ويقول فلتشر إنه قرأ تاريخ لبنان قبل أربع سنوات، "وأدركت أننا إذا لم نتمكن من الفوز بمعركة الاعتدال والتنوع في لبنان سنخسر كل شيء. ولهذا قدمنا المساعدة، فهذا خط الجبهة في المعركة الأكبر. وخط التماس الحقيقي ليس بين المسيحية والاسلام، بين السنة والشيعة، بين الشرق والغرب، ولكن بين من يؤمن بالتعايش مع الآخر ومع من لا يؤمن بذلك".&يتابع: "ثمة 8 مراحل في حياة السفير هنا. الغواية، الإحباط، الابتهاج، الإرهاق، السخط، الافتتان، الإدمان، والاستقالة، وقد جربتها كلها، وما كنت لأبدل مكاني هذا بأي مكان في العالم. فأنا، ومعي فريق السفارة اللامع، نشتري أسهمًا لنا في لبنان 2020، وأنا إذ أنهي مدتي سفيرًا لبريطانيا في لبنان أعلن أنني سأبقى دائمًا سفيرًا للبنان".&&دمر معظمنا لبنانه&وقبل مغادرة فلتشر، كرمه النائب وليد جنبلاط، رئيس اللقاء الديمقراطي، بوليمة في قصر المختارة، والقى كلمة توجه فيها إلى المحتفى به قائلًا: "عزيزي طوم، بعد وصفك الأورويلي للبنان وحكامه الأوليغارشيين، وأنا أحدهم، إنني عاجز عن الكلام، ولكنني لا أزال أستطيع أن أغرد، والفضل في ذلك لك، واسمح لي أن أقتبسك، أو أن أعلق على رسالتك المليئة بالأمل والإحباط في الوقت ذاته. نعم، كان جبران على حق عندما قال منذ زمن بعيد: لكم لبنانكم ولي لبناني. لقد دمر معظمنا لبنانه، وأتساءل إذا كان لا يزال يذكره أحد".&وتابع جنبلاط: "منذ وقت طويل، تأثرت بكمال جنبلاط، كنت مثاليًا بشكل من الأشكال، في ما يخص لبنان والعالم العربي، وخصوصًا فلسطين. لكن هذه المثالية اضمحلت وتلاشت ثم دفنت مع الحرب الأهلية، والجنازات التي لا تنتهي لأصدقاء ورفاق قتلوا بوحشية، واغتيلوا من قبل قوى الظلام. ولكن في بعض الأحيان لا أزال منيعًا وقادرًا على الاستمرار والكفاح من أجل لبنان الأفضل، ومن أجل العدالة، وأنا أظن، ولا أزال أظن، أن العدالة ستتحقق. لكن أتساءل إذا كانت شمس الأمل ستشرق للتخلص من ظلمة النهار، خصوصًا في سوريا وفلسطين. وأنا مقتنع تمامًا أنه في مكان ما، وبطريقة ما، سيحافظ بعض اللبنانيين على رسالتك في الأمل ليوتوبيا بيروت ولبنان 2020".&وشكر جنبلاط فلتشر لما قام به لهذا البلد ومؤسساته، وللجيش، ولقوى الأمن الداخلي، وللاقتصاد وللنازحين السوريين.&وألقى فلتشر كلمة استذكر فيها تجربة ايرلندا، التي لمسها هو وجنبلاط عن إنهاء الحرب واجراء المصالحات الوطنية، آملًا في أن يستفيد لبنان من هذه التجربة الرائدة، مؤكدًا استمرار العلاقات الشخصية والعلاقات الثنائية بين بريطانيا ولبنان".&وتسلم فلتشر من جنبلاط ميدالية "كمال جنبلاط 1917 &- 1977".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
زعلان كتير
زعلان -

أجمل ما في الموضوع هو ((عزيزي طوم)) وكأن حرف التاء غير موجود في اللغة العربية. لك الزلمي أسمو ((توم)) مش ((طوم)).. لك شو هل الحكي الفاضي!

أروع ما قرأت
زينة صوفان -

أروع ما قرأت في مديح لبنان. شكراً للسفير.