خصمان متحاربان أدخلا بلادهم في حرب أهلية
جنوب السودان: كير يمتنع عن توقيع اتفاق سلام مع مشار
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان "الولايات المتحدة تعرب عن اسفها العميق لكون حكومة جنوب السودان اختارت عدم توقيع اتفاق يحظى بدعم جميع دول ايغاد (دول شرق افريقيا) والترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج) والصين والاتحاد الافريقي والامم المتحدة".&واشاد بالمقابل بتوقيع اتفاق السلام من قبل "زعيم المعارضة (نائب الرئيس السابق) ريك ماشار".&وسوف يعود الرئيس كير خلال اسبوعين الى العاصمة الاثيوبية لتوقيع الاتفاق.&واضاف كيربي "ندعو الحكومة الى توقيع الاتفاق خلال فترة 15 يوما التي طلبتها من اجل التشاور. وكما قال الرئيس (باراك اوباما) اذا لم يحصل اتفاق اليوم فسوف نعتمد وسائل من شأنها ان تزيد الثمن الذي يجب دفعه بسبب هذا التصلب".&ووعد بان تدرس الولايات المتحدة "الاجراءات المقبلة من اجل تصعيد الضغط على الذين يجهضون عملية السلام او يعارضون الاتفاق".&ويخوض رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه السابق وخصمه الحالي رياك مشار حربا شرسة منذ 20 شهرا.&فقد اندلعت الحرب الاهلية في كانون الاول/ديسمبر 2013 بعد ان اتهم كير القوات الموالية لمشار بمحاولة انقلاب فاشلة ضده.&وكير ومشار كانا من زعماء المتمردين السابقين وارتقيا تدريجا الى السلطة خلال الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان (1983-2005) والتي انفصل بعدها جنوب السودان عن شماله واصبح دولة مستقلة.&وحارب الاثنان معا ثم الواحد ضد الاخر خلال الحرب الطويلة والمريرة مع الخرطوم.&وقد التقى الرجلان الاثنين وسط تهديدات بفرض عقوبات دولية عليهما في حال فشلا في التوصل الى اتفاق يوقف نزف الدماء.&في ما يأتي نبذة قصيرة عن كل من كير ومشار.&كير:&كير الذي اعتاد ارتداء قبعات الكاوبوي كان في السابق قائدا لميليشيا متمردة. وخبرته في قيادة القوات داخل الغابات تزيد كثيرا على خبرته في القاء الخطابات السياسية. تولى السلطة بعد تردد عقب مقتل جون قرنق اول رئيس لجنوب السودان في حادث تحطم مروحية في 2005.&ولكن عندما تسلم كير زمام احدث دولة في العالم حين انفصلت سلميا عن عدوها السابق في الخرطوم في تموز/يوليو 2011، واجه صعوبة في القضاء على الفساد واعادة بناء البلاد بعد عقود من النزاع.&ووجد ان عائدات النفط اهدرت. وفي العام 2012 كتب رسالة يائسة الى 75 مسؤولا سابقا وحاليا يرجوهم فيها اعادة اموال مسروقة مقدرة بنحو 4 مليارات دولار.&ولد كير في 1951 في ولاية واراب النائية التي يعمل سكانها في رعي الماشية. وهو من اغلبية الدنكا. وامضى معظم حياته يحمل السلاح، ولا يزال يحتفظ بذقن تشبه ذقون المتمردين الذين يعيشون في الغابات.&حارب كير في الحرب الاهلية الاولى في السودان والتي استمرت عقب الاستقلال عن بريطانيا في 1956 وحتى 1972، وفي النزاع الذي تلاه في 1983 حتى 2005.&وكير مسيحي كاثوليكي متدين، وكان يلقي العظات في كاتدرائية في جوبا وهو يرتدي قبعته التي تميزه والتي حصل عليها هدية من الرئيس الاميركي جورج بوش الذي لعب دورا رئيسا في اتفاق السلام في 2005.&انتخب رئيسا لجنوب السودان في 2011. وجرى تاجيل الانتخابات التي كان من المقرر ان تجري في 2015 بسبب الحرب الدائرة في البلاد.&مشار:&مشار الذي يتمتع بشخصية كاريزماتية ولكن مثيرة للجدل، تمكن من استمالة العديدين في المجتمع الدولي بابتسامته العريضة وخطاباته البليغة، الا انه لم يتمكن من كسب ثقة العديدين في جنوب السودان.&ولد في 1953 في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وهو من قبيلة النوير.&لجأ الى التعليم لتحسين وضعه. فبعد الحصول على شهادة جامعية في الهندسة من العاصمة السودانية الخرطوم، حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة برادفورد البريطانية.&الا انه عاد الى القتال بعد اندلاع الحرب الاهلية في 1983 بعد ان كسب تأييد كثيرين من قبيلة النوير لدعم قوات المتمردين التي كان يهيمن عليها رجال الدنكا.&وخلال الحرب تزوج مشار للمرة الثانية موظفة الاغاثة البريطانية ايما ماكون. وروت الصحافية ديبورا سكورغينز قصة حبهما في كتاب بعنوان "حرب ايما" والتي فكر منتجو هوليوود في تحويلها الى فيلم.&وتوفيت ماكون في حادث سيارة في العاصمة الكينية نيروبي في 1993.&وبعد ان ضاق مشار ذرعا بقائد المتمردين جون قرنق، قام بانقلاب فاشل ضده وضد قادة اخرين من بينهم كير في 1991.&ومع انفصال جيش المتمردين على اسس اتنية، واجه مشار اتهامات بارتكاب مجزرة وحشية في بلدة بور التي يسكنها الدنكا. وبعد ان شكل فصيلا منشقا، وقع اتفاقا مع اعدائه السابقين في الخرطوم.&الا انه عاد الى صفوف المتمردين في 2002 وبعد التوصل الى اتفاق سلام في 2005 اصبح رئيسا للوزراء.&وسعى مشار الى اعادة بناء سمعته التي تضررت خلال الحرب وذلك من خلال قيادته للجهود الفاشلة لاقناع متمردي جيش الرب للمقاومة في اوغندا بانهاء تمردهم المستمر منذ عقود.&الا انه اقيل من منصبه في تموز/يوليو 2013 اي قبل ايام من اندلاع الحرب، وتحدى كير علنا ووصفه بانه "دكتاتور".&ومنذ ذلك الحين قال انه لا يمكن التوصل الى سلام الا اذا تنحى كير. الا ان عددا من قادة المتمردين انشقوا عن مشار ما اضعف قوته على الارض.&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف