مقدونيا تستقبل لاجئين سوريين بالقنابل المسيلة للدموع

كانت شاشات الفضائيات اليوم على موعد صادم لجمهورها وهي تعرض كيف تستقبل السلطات المقدونية اللاجئين بالقنابل المسيلة للدموع, وتوثق لحظة إطلاق الشرطة المقدونية القنابل المسيلة للدموع على الآلاف من اللاجئين الطامحين لعبور حدودها ومنهم السوريين.

بهية مارديني: طالب بحيى مكتبي الامين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقه وعدم افلاتهم من العقاب.

وقال لـ"ايلاف" ان السوريين "يعانون مرارا ويهجّرون تكرارا، وباتوا يتعرضون للاحتيال وللمعاملة التي اقل ما يقال عنها بانها سيئة في اكثر من دولة وعلى حدود اكثر من مدينة وميناء مع انهم ضحايا تقاعس الامم المتحدة".

واشار الى "ان حق الحياة مكفول في الاعلان العالمي لحقوق الانسان وفي القانون الدولي الا اننا نجد انهيار القيم والانسانية والمُثل امام معاناة هذا الشعب الذي مرت السنوات على المجازر اليومية بحقه دون حلول على الاطلاق".

وقال "ان ملف اللاجئين ملف دولي انساني لا يجب حله باستخدام الغاز المسيل للدموع وما نرى من اساليب واضطهاد اللاجئين وهو اختبار حقيقي لحقوق الانسان ولمبادئ المجتمع الدولي واخلاقه".

للمقدونيين والأوروبيين رأي اخر وقال مصدر ذي صلة لـ"ايلاف" أن مقدونيا بلد صغير جداً، وتدفق عشرات آلاف المهاجرين قد يقضي عليها، والتصدي لهم بالغاز المسيل للدموع ومنعهم من المرور، أراه حق سيادي، مع أنه غير انساني.

وأشار الى أن التعامل بهذا الشكل هو أمر (غير انساني)، فهذا أمر "نسبي" بحسب المصدر.

وأما بالنسبة لبعض تيارات المعارضة، فهناك مواقف رصدتها "ايلاف" نحن "ضد الهجرة، ومع العودة الى حضن الثورة . وسوريا ليست النظام ولا يمكن اختزالها بهذا".

ويتردد أن 90% من المهاجرين هم من غير المحتاجين للهجرة اصلا وهم من المهاجرين الاقتصاديين ولكن يضيع الحابل بالنابل والمحتاج للهجرة والهارب بحياته وحياة أطفاله من ويلات النظام والبراميل مع فريق اخر من غير المحتاجين للجوء.

وفي الوقت الذي تسلط فيه دائرة الضوء على المصاعب التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين أثناء رحلتهم بالبحر المتوسط، تبقى ويلات العبور البري غائبة عن المشهد.

ويلجأ عدد كبير من المهاجرين للعبور عبر منطقة البلقان، ومنها مقدونيا التي تقول عنها منظمات دولية عدة إنها واحدة من أسوأ نقاط العبور بالنسبة للمهاجرين حيث كشفت بي بي سي اليوم في تقرير لها عن انتهاكات يتعرض لها المهاجرون في مقدونيا من عصابات التهريب أو من الشرطة المقدونية.

في غضون ذلك انتقد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير بشدة المشاجرة التي وقعت ليلة الأربعاء الخميس بمركز مكتظ باللاجئين في مدينة زول بولاية تورينغن الألمانية. وقال دي ميزير مساء الخميس في برلين إنه لا يفهم مثل هذا العنف بين طالبي اللجوء، مشيراً إلى أن من الضروري التعامل بصرامة مع مثل هذه المشاجرات كما يتم التعامل مع الاعتداءات التي تقع عليهم.

وقالت وكالات أن شرطة الولاية ذكرت أنه تم إيداع رجل الحبس الاحتياطي إثر هذه المشاجرة. وأوضحت الشرطة أن الخلاف نشب في مقر اللجوء بسبب مسائل عقائدية، وطارد 20 شخصاً من سكان المركز لاجئاً بسبب تعامله بشكل فظ مع القرآن.

وأضافت الشرطة أن نحو 50 لاجئا شاركوا في وقت لاحق في المشاجرة، وشاهدها 50 آخرين. وحاولت الشرطة فصل الأطراف المتنازعة في المشاجرة، ولكن الوضع تصاعد. وقال متحدث باسم الشرطة إن لاجئين هاجموا أفراد الشرطة ورشقوهم بالحجارة. ولحقت تلفيات بسيارات الشرطة.