ابتسامات فرضها البروتوكول خلال لقاء روحاني وهاموند
طريق طويل أمام تطبيع علاقات لندن وطهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم الابتسامات التي فرضتها الظروف البروتوكولية خلال مصافحتهما، الإثنين، فإن التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية البريطاني ومضيفه الرئيس الإيراني عكست الكثير من الاختلافات وأن الطريق لا يزال طويلاً أمام التطبيع الكامل في العلاقات.&
وتحادث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في اليوم الثاني والأخير من زيارته لطهران مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، حول عدد من القضايا الإقليمية وسبل تحسين العلاقات.&
وقال هاموند إن العقوبات المفروضة على إيران سترفع في الربيع المقبل، مشيرا إلى أن بلاده محقة في العمل لإقامة علاقات جيدة مع إيران، لكن ينبغي عليها أن "تخطو بحذر".
وأضاف هاموند الذي هو أول وزير خارجية بريطاني يزور إيران منذ عام 2003 إنه بالرغم من وجود "تركة ثقيلة من عدم الثقة"، فإن إيران "لاعب مهم جدا بحيث لا يمكن تركه في عزلة".
وقال وزير الخارجية البريطاني لبرنامج "توداي" في راديو 4 في بي بي سي إن البلدين يمكن أن يعملا معا للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".&
وتأتي محادثات الاثنين في أعقاب افتتاح سفارة بريطانيا في طهران يوم الأحد بعد أربع سنوات من إغلاقها. وأغلقت السفارة البريطانية في عام 2011 بعدما اقتحمها محتجون إيرانيون غاضبون من تشديد بريطانيا العقوبات الاقتصادية على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل آنذاك.
تاريخ صعب
وأضاف هاموند أنه بالرغم من أن "تاريخا صعبا" جمع بريطانيا وإيران، فإن العلاقات الثنائية أخذت تتحسن بخطى وطيدة، وأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين "خطوة معقولة نحو الأمام".
وأوضح وزير الخارجية البريطاني قائلا "نعم، ينبغي أن نخطو بحذر. هناك تركة ثقيلة من عدم الثقة عند الطرفين، وهناك مجالات رئيسية ننهج فيها سياسات مختلفة كل الاختلاف، لكن ذلك لا يعني ألا نتباحث معها".
وقال هاموند "ينبغي أن ننسق لمنع تجارة الأفيون بين أفغانستان وأوروبا، كما ينبغي أن ننسق فيما يخص التحدي الذي يطرحه تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وبلاد الشام.
لست أعمى
ومضى وزير الخارجية البريطاني قائلا "لست أعمى" فيما يخص نقاط الخلاف، بما في ذلك سجل إيران في مجال حقوق الإنسان لكن المملكة المتحدة لا يمكن أن تكون قادرة على التأثير في مثل هذه القضايا ما لم نتحاور مع قادة هذا البلد.
وتأتي زيارة هاموند لطهران وتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في أعقاب التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ويُذكر أن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين يقتصر حاليا على مستوى قائم بالأعمال بدون تبادل السفراء لكن بعد شهور سيتوصل البلدان إلى اتفاق بشأن تبادل السفراء.
خلفية تاريخية
من جانبه، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني بان الشعب الايراني يحتفظ في ذاكرته بخلفية تاريخية ازاء تدخلات الاجانب، معتبرا التهديد بالخيار العسكري وعودة الحظر بانه يضر بمسار بناء الثقة (بين ايران والغرب).
واعتبر الرئيس روحاني الاتفاق النووي تمهيدا لتنشيط العلاقات وقال اننا نعتبر هذا الاتفاق بداية لتحرك لايجاد ظروف افضل في العلاقات الدولية والاقليمية.
واشار الى اعادة افتتاح السفارتين الايرانية والبريطانية في كل من لندن وطهران وضرورة الرقي بالعلاقات السياسية وتنمية التعاون بين البلدين وقال ان مهمة اكبر ملقاة في الظروف الراهنة على عاتق مسؤولي البلدين لتطبيع العلاقات على اساس بناء الثقة المتبادلة وايصالها الى المستوى المقبول.
تدخلات الأجانب
واوضح الرئيس روحاني بان الشعب الايراني يحتفظ في ذاكرته بخلفية تاريخية عن تدخلات الاجانب، واضاف "رغم انه ليس بالامكان تغيير الاحكام التاريخية الصادرة عن شعب ما سريعا خلال فترة قصيرة لكننا نعتقد في الوقت ذاته ايضا انه لا ينبغي البقاء في الماضي التاريخي ويتوجب ان ننظم حركتنا برؤية نحو المستقبل".
وصرح روحاني قائلا، انه ينبغي التحرك بحيث يتم فضلا عن تطوير العلاقات، تغيير الاحكام التاريخية للشعب تدريجيا. واعتبر الاجواء الحاصلة من الاتفاق النووي بانها ايجابية للغاية.
واضاف، ان كيفية تنفيذ الاتفاق والسلوكيات والتصريحات يجب ان تكون بحيث يؤكد الراي العام فائدة التطورات الحاصلة.
تنفيذ التعهدات
واكد الرئيس الايراني ضرورة اهتمام الطرف الاخر بالتنفيذ الدقيق للتعهدات، وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبقى ملتزمة بجميع التعهدات الطوعية الواردة في برنامج العمل المشترك الشامل لان قرارنا الحاسم هو اننا لا نسعى وراء السلاح (النووي) وان منشآتنا تعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي هذا السياق ستدرك الاطراف الاخرى للمفاوضات مستقبلا صحة اختيار اسلوب التعاطي مع ايران بدلا عن المواجهة معها.
واستنكر الرئيس روحاني بعض التصريحات او السلوكيات ومنها التهديد بالخيار العسكري او عودة الحظر، واضاف ان هذه التصريحات الهزلية والشعارات والمزاح الذي ليس في محله، تضر بمسيرة بناء الثقة.
واعتبر الرئيس الايراني تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين ايران وبريطانيا افضل ضمانة للوصول الى الاهداف الثنائية، وقال، انني اعتقد باننا ومن خلال الحركة الماضية الى الامام قدما في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاقليمية يمكننا ايجاد ضمانة لبناء الثقة على الامد البعيد.
واضاف، انه على ايران وبريطانيا التفكير بالمصالح المشتركة للشعبين والمنطقة وان تحولا علاقاتهما التجارية الى علاقات اقتصادية مثمرة وثنائية الجانب في ضوء القدرات الصناعية والاقتصادية لبريطانيا وكذلك القدرات والامكانيات المتوفرة في ايران.
وتابع الرئيس الايراني، انه الى جانب التعاون الاقتصادي ينبغي العمل على الرقي بمستوى العلاقات العلمية والجامعية والمراكز البحثية وسائر المجالات الثقافية.
مكافحة الارهاب
وفي جانب اخر من تصريحاته، اشار روحاني الى مكافحة الارهاب والتطرف كاحدى القضايا الضرورية في عالم اليوم واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعارض قتل الابرياء في العالم وتدعو للحيلولة دون هذا المسار.
واضاف ان هدفنا هو منع المجازر واراقة الدماء والتفرقة والعنف والتطرف في كل مناطق العالم ومن المهم جدا بالنسبة لنا ان تكون لنا مشاركة مع الاخرين في مسار تحقيق الاهداف الانسانية السامية.
أزمات الإقليم
وفيما يتعلق بمختلف القضايا الاقليمية والدولية قال، هنالك في منطقتنا اليوم قضايا مهمة جدا ومن ضمنها في سوريا والعراق وافغانستان ولبنان والبحرين واليمن حيث يمكننا في مسار حل هذه المشاكل اتخاذ اجراءات مشتركة في ظل التعاطي والحوار للوصول الى حلول سياسية لها.
واضاف ان وقف اراقة الدماء ومكافحة الارهاب وعودة اللاجئين الى بلدانهم وتقديم المساعدات الانسانية للشعوب وارساء الديمقراطية في المنطقة تعد من ضمن الاجراءات التي يمكننا التعاون فيها مع بعضنا بعضا في مجال القضايا الاقليمية.
وفي الختام، اكد الرئيس الايراني على ضرورة تطوير التعاون الشامل بين طهران ولندن، واضاف أن هنالك في ايران اليوم الكثير من المشاريع في مختلف مجالات الطاقة والطرق وتحديث الاسطول الجوي وحفظ البيئة والصناعة والمناجم حيث بامكان الشركات البريطانية ايضا المشاركة فيها.
التعليقات
سلاح النفط والاغراق
مراقب دولي للأحداث -هناك مشكلة قادمة تلوح في الأفق وربما تستخدمها إيران وهذه تشكل ورقة رابحة جدا لأيران وهي استخدامها سلاح النفط ضد دول الخليج وبعض الدول الاخرى وخاصة لخلط اوراق اللعبة في اليمن لصالحها بأستخدام سياسة إغراق الأسواق العالمية بالنفط بكميات كبيرة وبالتالي خدمة مصالحها ومصالح حلفائها مثل الصين وروسيا ودول الغرب ولو استخدمت ايران هذه الورقة الضاغطة بشكل كبير بانتاجها البترول بكميات كبيرة ستهبط اسعار النفط إلى ما دون 10 دولار وستصاب دول المنطقة بصدمة وخيمة على اقتصادها وعلى قدراتها المالية. والخوف يتمثل في اغراق ايران الأسواق العالمية بالنفط. وستشكل كارثة حقيقية للقدرات والمدفوعات المالية لدول المنطقة