كشمير: خوف بعد الغاء المفاوضات بين الهند وباكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قطاع ناكيال: يروي محمد كيف ساد الذعر افراد عائلته عندما خرق اطلاق قذائف صمت الليل قائلا "اختبأنا خلف ما تبقى من الجدار" في الخط الاول للنزاع في كشمير بين الهند وباكستان، اللتين ألغتا هذا الاسبوع مفاوضات من النادر ان تحدث بينهما.
واضاف هذا الرجل الخمسيني الذي دمرت قذائف الجيش الهندي كوخه المتواضع المبنى من الطوب المصنوع من الطين المجفف، بالكامل تقريبا، "توقف القصف في الصباح الباكر، وسارعت الى نقل عائلتي الى منزل احد الجيران حيث نعيش منذ ذلك الوقت، لان لا مكان لدي لاذهب اليه".
ويسكن محمد نزار في قرية ناهرا التي تبعد 400 متر فقط عن خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفاصلة في الواقع بين الهند وباكستان في منطقة كشمير الجبلية الخضراء، لكن البلدين يتنازعان السيطرة عليها.
وقد تبادلت القوتان النوويتان المتنافستان، قبل اسابيع قصفا مدفعيا كثيفا على طول الحدود، وهي مواجهات كان سكان كشمير يأملون في ان تتوقف نتيجة محادثات كانت مقررة في بداية الاسبوع بين مسؤولين امنيين من كلا البلدين.
لكن مسار المحادثات انحرف مرة جديدة عندما الغى مستشار الامن القومي في باكستان سرتاج عزيز زيارته الى نيودلهي، بعد جدل كبير مع الهند التي كانت تعارض ان يلتقي خلالها مسؤولين عن الشطر الذي تتولى الهند ادارته من كشمير.
وقد خاضت الهند وباكستان اللتان ولدتا من التقسيم الدامي للامبراطورية البريطانية في الهند في آب/اغسطس 1947، ثلاث حروب منذ ذلك الحين، اثنتين منها للسيطرة على منطقة كشمير الاستراتيجية في جبال هيمالايا.
وتطالب باكستان بالجزء الهندي من كشمير، متذرعة بأسباب عدة منها ان اكثرية الناس فيه يعتنقون الدين الاسلامي، ويقيمون علاقات مع زعماء مسلمين في هذه المنطقة. وهذا ما يسبب غضبا شديدا للهند التي ترى فيه تدخلا في شؤونها الداخلية.
اما نيودلهي فشددت في نهاية الاسبوع على ان تكون مسألة الارهاب في جدول اعمال اللقاء الذي كان مقررا بين عزيز ونظيره اجيت دوفال، لان نيودلهي تأخذ على باكستان عجزها عن محاكمة زكي الرحمن لخوي، المخطط المفترض لاعتداءات بومباي (166 قتيلا في 2008) الذي افرج عنه بكفالة في الفترة الاخيرة.
لذلك يعيش الناس في القرى المتناثرة على جانبي الحدود التي تفصل بين الهند وباكستان، على وقع تبادل القصف المدفعي غير المنتظم الى حد ما. وفي قطاع ناكيال الباكستاني حيث تقع قرية محمد، اتلفت المحاصيل واغلقت المدارس في الاسابيع الاخيرة بسبب تلك المواجهات.
واكد جويد بودانوي من برلمان الشطر الباكستاني من كشمير ويمثل منطقة ناكيال، ان "الاطفال خائفون، لا يستطيعون الذهاب الى المدرسة ولا اللعب في الخارج ... وفي المساء لا يستطيعون النوم بسبب القصف الهندي".
واضاف ان حوالى 15 الف شخص في هذا القطاع قد تضرروا جراء القصف الهندي. لكن السلطات في نيودلهي تؤكد انها ردت على هجومات الجيش الباكستاني، ويتبادل البلدان تهمة بدء الاعمال العسكرية لتبرير القصف.
وقرب خط المراقبة، يعرب محمد فاروق المدرس المتقاعد عن استيائه من عجز البلدين عن التوصل الى اتفاق بعد هذه السنوات الطويلة. وقال "تتفاوض باكستان والهند منذ 1947، لكن ما هي النتيجة؟ نحن مضطرون للعيش هاربين في الغابات! ماذا فعلنا حتى نواجه هذا المصير؟".
&