أخبار

مع إثارة مسألة ساعات العمل وتحدي وحدة اليسار

الغالبية التي يعتمد عليها هولاند تزداد تفككًا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من الخطاب الليبرالي لوزير الاقتصاد الذي دانه الاشتراكيون بحدة إلى الاستقالات المدوية في حزب المدافعين عن حماية البيئة، يبدو أن الغالبية التي يعتمد عليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تزداد تراجعًا، قبل أقل من سنتين من الانتخابات الرئاسية.

إيلاف - متابعة: اثار وزير الاقتصاد الشاب ايمانويل ماكرون، الذي واجه اصلا انتقادات جزء من اليسار بسبب قانونه حول النمو المستوحى من الفكر الليبرالي، ردود فعل جديدة بانتقاده عدد ساعات العمل اسبوعيًا، التي حددها الاشتراكيون قبل 15 عاما بـ35 ساعة، وهي قضية تعد مناقشتها من المحرمات في صفوفهم.

معركة تاريخية
وامام ممثلي اصحاب العمل الفرنسيين الخميس، قال الوزير البالغ من العمر 27 عاما، والذي اصبح من اعمدة السلطة التنفيذية منذ تعيينه قبل عام تماما، ان الاعتقاد بان "فرنسا يمكن ان تصبح افضل بساعات اقل من العمل كان فكرة خاطئة".

وصرح كريستيان بول رئيس كتلة "المتمردين" الذين ينتقدون الطابع الليبرالي للاصلاحات الاقتصادية للحكومة لانعاش النمو "اعتقدت ان نيكولا ساركوزي (الرئيس اليميني من 2007 الى 2012) عاد، لكنني لم ادرك انه عاد الى الحكومة".

اما ممثل الجناح اليساري النائب يان غالو فقد اتهم ماكرون الذي عمل في الماضي في مصرف روتشيلد، ولم يستبعد من الحزب الاشتراكي بـ"انكار كل قيم اليسار". وقال غالو ان "معركة تخفيض ساعات العمل معركة تاريخية. لقد اهان بشكل ما جان جوريس وليون بلوم (شخصيات اشتراكيتان مهمتان) وفرنسوا ميتران (الرئيس الاشتراكي من 1981 الى 1995) وليونيل جوسبان ومارتين اوبري".

إشكالية صياغة
وحاول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجمعة تهدئة التوتر بقطعه وعدا بالا يكون هناك "تشكيك" في مسألة ساعات العمل، مؤكدا ان "الجمل الصغيرة (...) تؤذي الحياة العامة". وبعيد ذلك قال ماكرون لوكالة فرانس برس انه لم يكن يستهدف ساعات العمل المحددة بـ35 بتصريحه المثير للجدل، بل "العمل بشكل عام".

وفي مؤشر واضح الى انقسام اليسار، يلتئم الاجتماع السنوي للاشتراكيين في لاروشيل (جنوب غرب) والذي بدأ الجمعة لثلاثة ايام تزامنًا مع مناقشات "القطب الاصلاحي" (الجناح اليميني). وفي هذه الاجواء المتوترة، ومع اقتراب انتخابات مناطقية في كانون الاول/ديسمبر تتسم بالحساسية بالنسبة الى يسار واجه هزائم متعاقبة منذ وصول فرنسوا هولاند الى السلطة في 2012، انسحب اثنان من حزب الخضر.

فبعد مغادرة نائب رئيس كتلة المجموعة في الجمعية الوطنية فرنسوا دو روجي، اعلن رئيس الكتلة في مجلس الشيوخ جان فنسان بلاسيه الجمعة انسحابه من حزب البيئة الاوروبي-الخضر. والسبب هو"انحراف يساريي الحزب" الممثلين بالوزيرة السابقة سيسيل دوفلو، عن مساره. وتمهيدا لانتخابات المناطق، ابرمت تحالفات مع حزب جبهة اليسار في بعض المناطق.

مهمة جمع اليسار
وقال بلاسيه ان الحزب "اليوم بنية ميتة تعطي صورة كاريكاتورية ومسيسة للبيئة". وكان بلاسيه اعترض في العام الماضي على انسحاب وزيرين في حزب البيئة من الحكومة احدهما سيسيل دوفلو بسبب عدم تجانسهما مع رئيس الوزراء الجديد مانويل فالس.

وقال 75 بالمئة من الاشخاص الذين شملهم استطلاع للرأي اجري أخيرا انهم "مستاؤون" من الرئيس هولاند، الذي لم يستعد شعبيته، ما يجعل التحدي كبيرا لوحدة اليسار قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 2017.

ولو اجريت الدورة الاولى من الانتخابات الاحد الماضي، لتقدمت مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بفارق كبير على رئيس الدولة ورئيس الوزراء بحصولها على 26 بالمئة من نوايا التصويت، وبفارق اقل على نيكولا ساركوزي، كما كشف استطلاع للرأي اجراه معهد ايفوب لحساب مجلة باري ماتش.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف