مزيد من الدعوات لمواجهة ازمة المهاجرين في اوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روسكي: تكثفت الدعوات في اوروبا الاحد من اجل معالجة ازمة المهاجرين غير الشرعيين بعد اسوأ مأساة تسجل في النمسا اثر العثور على جثث 71 مهاجرا داخل شاحنة فيما تواصل تدفق اللاجئين الى المجر عبر صربيا رغم بناء حاجز جديد من الاسلاك الشائكة.
واعلنت الشرطة المجرية انها اعتقلت مشتبها به خامسا بارتكابه جريمة اتجار بالبشر، على صلة بقضية الشاحنة المتروكة الى جانب طريق سريعة في النمسا والتي قضى فيها 71 مهاجرا اختناقا على الارجح.
وفي الوقت نفسه، غادر ثلاثة اطفال، كانوا انقذوا من شاحنة اخرى، المستشفى.
وفي هذا السياق، دعا البابا فرنسيس الاحد الى "تعاون فعال" في شان "الجرائم المسيئة للانسانية جمعاء".
ومأساة الشاحنة، بالاضافة الى غرق مركب في المتوسط اودى بحياة 111 شخصا الخميس، كانا بمثابة تذكير بفشل اوروبا في التعامل مع تدفق مئات آلاف المهاجرين.
وذكرت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين ان اكثر من 300 الف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ كانون الثاني/يناير هربا من النزاعات في افريقيا والشرق الاوسط. كما ان ملايين متواجدون داخل مخيمات في تركيا والاردن ولبنان.
ولقي اكثر من 2500 شخص مصرعهم في البحر خلال محاولتهم الوصول الى اوروبا، بعد حشرهم داخل مراكب غير صالحة للابحار.
وقال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي ان "على اوروبا ان تتحرك لا ان تنتظر دفعها للتحرك"، مجددا الدعوة الى توزيع اكثر عدلا للمهاجرين بين الدول الـ28 في الاتحاد الاوروبي.
والاحد، وجهت كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا دعوة مشتركة لعقد اجتماع عاجل لوزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوعين المقبلين لاتخاذ "تدابير فورية" واحراز "تقدم ملموس".
بدوره، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاحد تأييده ان تستقبل بلاده المهاجرين غير الشرعيين "الهاربين من الحرب والاضطهاد والتعذيب والقمع"، داعيا الى معاملتهم "باحترام".
وانتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف "المشين" لبعض دول شرق اوروبا بدءا بالمجر وعدم تعاونها في حل ازمة المهاجرين الذين يتدفقون بالالاف على دول الاتحاد الاوروبي.
واذا كان المهاجرون يسعون للوصول الى اليونان، فإن اعدادا كبيرة منهم تمر في دول غرب البلقان، للدخول الى المجر العضو في الاتحاد الاوروبي. وكانت مقدونيا دعت الى اعلان حالة طوارئ قبل اسبوعين.
وانطلاقا من المجر، تحاول غالبية هؤلاء الوصول الى اوروبا الغربية، وخصوصا المانيا والسويد.
وفي مسعى لمنع دخولهم، اقامت المجر سياجا من الاسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على 175 كلم مع صربيا، مع حراسة من شرطة الحدود والكلاب ودوريات مزودة سيارات دفع رباعي.
لكن السياج من ثلاثة اطواق من الاسلاك الشائكة فشل في منع عبور المهاجرين.
واعلنت الحكومة المجرية انها ستبني اضافة الى ذلك جدارا بطول اربعة امتار، كما ستشدد العقوبات على الاشخاص الذين يدخلون بطريقة غير شرعية.
وذكرت الشرطة ان 3080 مهاجرا عبروا الحدود الصربية المجرية السبت، وهو ثاني اكبر عدد في يوم واحد. وعثر على قطع ملابس تمزقت على السياج.
وشاهد مراسل لفرانس برس الاحد مرور مجموعة تضم حوالى 200 مهاجر يحملون اكياسا بلاستيكية على ظهورهم وقوارير مياه، ووجهوا التحية قائلين "السلام عليكم".
وسأل احدهم، وهو سوري يدعى حسن ويسافر منذ شهر، "اريد الحدود. من اين يمكننا المرور الى اوروبا؟".
واضاف "هذا طفلي وهذا خاله. هناك اشخاص سيئون في الليل سرقوا اموالنا".
وتابع "الناس في مقدونيا وصربيا طيبون. عندما كنت في المخيم في صربيا قلت لهم انني اريد ان اضع طفلي في فندق (...) وسمحت لي الشرطة بان اذهب الى فندق من اجل الطفل، وليس من اجلي. انا لا اريد شيئا".
وتعتقد الشرطة ان المشتبه بهم الخمسة قيد الاعتقال في المجر على خلفية مأساة الشاحنة في النمسا، هم افراد في واحدة من عصابات الاتجار بالبشر التي تتلقى مبالغ باهظة لنقل المهاجرين.
ودفع الاربعة الذين اعتقلوا السبت ببراءتهم، لكن القضاء قضى بتمديد توقيفهم حتى 29 ايلول/سبتمبر على الاقل.
وعثر داخل الشاحنة في اوستينا على جثث 71 مهاجرا وقد بدأت تتحلل، وهم 59 رجلا وثماني نساء واربعة اطفال يرجح انهم لاجئون سوريون قضوا اختناقا، ما اثار استياء دوليا.
وذكرت صحيفة اوستريخ النمسوية ان الضحايا ال 71 حشروا في 15 مترا مربعا وقضوا مختنقين بعد نحو 60 دقيقة من اغلاق باب الشاحنة لانعدام التهوئة.
وعثر على الشاحنة بعد يومين، اثر قيام عمال كانوا يعملون في صيانة الطريق السريعة بتنبيه الشرطة بعدما شاهدوا "سوائل جثث متحللة" تخرج منها.
واعلنت الشرطة النمسوية السبت اعتراض شاحنة جديدة صباح الجمعة في البلاد تقل 26 مهاجرا غير شرعي بينهم ثلاثة اطفال يعانون تجفافا ووصفت حالتهم بانها "سيئة جدا".
وكانت الشاحنة تقل مهاجرين اتوا من سوريا وبنغلادش وافغانستان قالوا انهم يريدون التوجه الى المانيا.
وقال المتحدث باسم الشرطة ديفيد فورتنر لوكالة فرانس برس الاحد ان الاطفال السوريين الثلاثة خرجوا من المستشفى ويرجح انهم تابعوا رحلتهم مع ذويهم الى المانيا.
واضاف ان "سائق الشاحنة كان رومانيا وهي تحمل لوحات اسبانية واتت من المجر"، مشيرا الى "اننا اعتقلنا هذا العام 93 مهربا في ولاية النمسا العليا وحدها".