شي: الصين لا تسعى إلى الهيمنة وستخفض عديد جيشها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: حيا الرئيس الصيني شي جينبينغ في افتتاح عرض عسكري ضخم اليوم الخميس الانتصار الذي تحقق في 1945 على اليابان وسمح "بجعل الصين دولة كبرى مجددا"، مؤكدا في الوقت نفسه انها "لا تسعى الى الهيمنة".
وقال شي في ساحة تيان انمين ان "النصر الكامل في الحرب ضد اليابان جعل الصين مجددا دولة كبرى في العالم"، مؤكدا ان بلاده التي تمتلك اضخم جيش في العالم يبلغ عديده 2,3 مليون عسكري ستخفض عديد هذا الجيش بمقدار 300 الف رجل.
واكد شي في الذكرى السبعين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية ان "الصين لن تسعى من جديد ابدا الى الهيمنة، كما انها لن تسعى الى التوسع ولن تتسبب ابدا لامم اخرى بآلام مأساوية".
ومن المنصة التي اعلن منها ماو تسي تونغ ولادة الصين الشعبية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1949 على "باب السلام السماوي"، قال الرئيس الصيني "اعلن من هنا ان الصين ستخفض عديد عسكرييها بمقدار 300 الف" عسكري.
بعد ذلك استقل شي سيارة ليموزين لاستعراض الوحدات العسكرية المشاركة في العرض العسكري الضخم الذي تنظمه بكين احياء للذكرى السبعين لـ"حرب الشعب الصيني لمقاومة العدوان الياباني، والحرب العالمية على الفاشية"، بحسب التسمية الصينية الرسمية للحرب العالمية الثانية. والرئيس شي هو قائد الجيش بصفته رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني الهيئة القيادية للجيش الشعبي للتحرير.
ويقدر عديد الجيش الصيني اليوم بـ2,3 مليون جندي. وقد خفض عديده في الماضي خصوصا في عهد الرئيس جيانغ زيمين مقابل تحديثه وزيادة كبيرة في ميزانيته. وبعد ذلك بدأ نحو 12 الف جندي و500 آلية العرض، بينما حلقت حوالى مئتي طائرة ومروحية رمز سعود الصين على الساحة الدولية، فوق الساحة.
ولم يلب قادة الدول الغربية الكبرى، وخصوصا الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، الدعوة الى حضور العرض، وكذلك رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي بدأ مراجعة للسياسة السلمية لليابان تثير غضب بكين. وبقيادة شي جينبينغ، تبتعد الصين عن سياسة التحفظ التي اتبعتها في عهد دينغ هسياو بينغ خليفة ماو تسي تونغ وتسعى الى تأكيد حضورها عبر تعزيز وتحديث قواتها المسلحة، مع ان ذلك يثير خلافات مع جاراتها في بحري الصين الشرقي والجنوبي.
وقال خبير في جامعة يونسي الكورية الجنوبية في سيول جون دولوري لوكالة فرانس برس ان المشاركة المحدودة للقادة الاجانب سببها ان هذه الاحتفالات الصينية تشكل "حدثا نضاليا وقوميا جدا". واضاف "في آسيا وبالتأكيد في الولايات المتحدة تسود كل اشكال القلق من تنامي +القوة القمعية+ في ازدهار الصين".
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو ابرز زعيم اجنبي سيحضر العرض بعدما كان الرئيس الصيني شارك في عرض مماثل في موسكو في ايار/مايو الماضي وتغيب عنه كذلك زعماء كبرى الدول الغربية بسبب اقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية واتهامها بالضلوع في القتال في شرق اوكرانيا. ويحضر العرض كذلك رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي التي استعمرت اليابان بلادها، وجاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. والممثل الحكومي الوحيد لدولة غربية كبرى في العرض العسكري هو وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
وكان جيش تحرير الشعب الصيني اكد ان 84% من القوة النارية المشاركة في العرض ستعرض للمرة الاولى. وقالت وسائل الاعلام الرسمية ان الاسلحة ستتضمن طائرات متمركزة على حاملة طائرات، وقاذفات بعيدة المدى ومختلف انواع الصواريخ. وفعلا، استعرضت الصين اكثر من عشرة صواريخ بالستية بعيدة المدى، قال التلفزيون الرسمي انها تدعى "قاتلة حاملات طائرات".
هذه الصواريخ وهي من طراز "دي اف-21 دي" القادرة على اعطاب او حتى اغراق حاملات الطائرات اثارت في السنوات الاخيرة الكثير من التكهنات في الاوساط العسكرية بشأن ما اذا كانت ستقلب موازين القوى في المحيط الهادئ الذي يعتبر تقليديا الحديقة الخلفية الاسطول السابع الاميركي.
لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيونغ قالت ان التعليقات عن الطابع العدواني لهذا العرض "لا تنم عن عقلية لامعة". واضافت في مؤتمر صحافي دوري ان "القوات الصينية قوات سلام"، مؤكدة انها "بقدر ما تكون قوية، بقدر ما تصبح قادرة على ضمان السلام العالمي". ويشارك حوالى الف جندي اجنبي بينهم كتيبة روسية في العرض العسكري.
وتنظم الصين تقليديا عرضا عسكريا ضخما مرة كل عشر سنوات، لكن في ذكرى تاسيس الجمهورية الشعبية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. وكانت اليابان غزت الصين في 1937 وشنت حربا فيها اسفرت عن سقوط بين 15 وعشرين مليون صيني.
&