أخبار

يواجه عزلة من قيادات الحزب بسبب برنامجه اليساري

"العمال" البريطاني يستعد رغمًا عنه لتولي كوربن رئاسته

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يستعد جيرمي كوربن، الذي يتمتع بشعبية كبيرة لدى أنصار "العمّاليين"، ويواجه عزلة إزاء قياداته، بسبب برنامجه اليساري المتطرف، يستعد لتولي رئاسة حزب العمال، ليصبح بذلك القيادي الأكثر إثارة للمفاجأة في تاريخ هذا الحزب البريطاني.

إيلاف - متابعة: يملك أعضاء الحزب ومناصروه حتى الخميس للاختيار بين مخضرم الجناح اليساري ومنافسيه الثلاثة قبل صدور النتائج السبت. لكن في استطلاعات الرأي النادرة والأصداء الوافدة من القاعدة، يبدو فوز كوربن شبه محتم.

بساطة وتواضع
وفيما اشارت الاستطلاعات في البداية الى افضلية المرشحين الثلاثة الاخرين، اندي بورنام وايفيت كوبر وليز كيندال، الذين يشكلون موضع توافق في يسار الوسط، تمكنت شعبية كوربن من تجاوزهم جميعًا.

هذا النائب المخضرم عن ايلينغتن نورث منذ 1983 ليس خطيبًا مفوهًا ولا قياديًا يتمتع بجاذبية، بل إنه على العكس، رجل متكتم، يتنقل على دراجة هوائية، ويزرع بنفسه حديقة منزله في أحد أحياء شمال لندن. وقد شكل صعوده المفاجأة بسبب موقعه السياسي.

فعند استقالة إد ميليباند من رئاسة حزب العمال في 8 ايار/مايو، غداة انتخابات تشريعية كارثية لحزبه، تعالت انتقادات المسؤولين في ادارة رئيس الوزراء السابق توني بلير مهاجمة التوجه اليساري البادئ في 2010 ومطالبة بالعودة الى سياسة اكثر وسطية.

امتداد لسيريزا اليوناني
بعد اربعة اشهر يستعد حزب العمال لتعيين اكثر النواب يسارية لديه رئيسًا، والذي يعتبر امتدادًا محليًا لحزب سيريزا اليساري المتشدد الحاكم في اليونان. كما انه وريث توني بين ومايكل فوت، المتمردين من سنوات الثمانينات، ويعتبر ناشطًا سلميًا يكافح من اجل تأميم سكك الحديد، واعادة فتح مناجم الفحم، والوقف الفوري لجميع سياسات التقشف.

لكن كيف وصل حزب العمال الى ذلك؟، يبدو ان فتح التصويت امام اي مواطن مستعد لتسديد 3 جنيهات استرلينية، لعب دورًا حاسمًا، بعدما كان محصورًا في اعضاء الحزب والنقابات. فقد استجاب عشرات الالاف من المناصرين الجدد والسابقين، الذين خاب املهم من حزب العمال، الى النداء، وجذبتهم شخصية كوربن "الصادقة".

إصلاح "مفخخ"
واعتبر تشارلي بيكيت الخبير السياسي في كلية الاقتصاد في لندن ان "اصلاح نظام التصويت بدا كأنه فكرة رائعة. لكنه في الواقع فخ يوقع الحزب في ورطة". فعلى الرغم من شعبية كوربن الكبرى لدى المناصرين تبدو عزلته متزايدة في اوساط حزبه. "هذا امر غير مسبوق. هناك خمسة نواب، الى عشرة كحد اقصى (من 232) يدعمون. الباقون كافة يكرهون افكاره السياسية. ليس لديه تيار ولا شبكات. لم يكن لدينا في أي وقت، كان قائدًا قليل التمثيل الى هذا الحد في كتلة حزبه البرلمانية" بحسب بيكيت.

في الواقع ما كان يفترض حتى ان يكون كوربن نائبًا. فقد نجح في جمع 35 راعيًا ضروريًا للترشح فحسب، لان عددا من النواب العماليين رأوا ضرورة في تمثيل الجناح اليساري. بالتالي ستشكل قيادة حزب بدعم 5% فحسب من النواب "كابوسًا"، بحسب اناند مينون الاستاذ في كلية كينغز كولدج في لندن. ولا سيما ان الكثيرين في حزب العمال يرون ان الفوز في انتخابات 2020 سيكون مستحيلًا مع برنامج يتموضع يسارًا الى هذا الحد. ويرى بلير ان الحزب معرّض "لخطر الموت" مع كوربن.

التغيير رهانًا
لكن عوضًا من رؤية خطر انقسام على ما حدث في الثمانينات، يراهن البعض على تغيير الرئيس مع حلول 2020. واشار بيكيت الى ان "شخصا مثل دان جارفيس او تشاكا اومونا قد يبدو كمخلص". غير ان مينون لفت الى انه "صعب جدا التخلص من رئيس قبل ان يشهد هزيمة انتخابية"، الذي يرى تقليدا بريطانيا معهودا في تعيين قائد عاجز عن الفوز.

واوضح "مع وصول بلير الى السلطة في 1997... حصل المحافظون على ثلاثة رؤساء متعاقبين، من المعروف انهم لن يفوزوا في الانتخابات. يعاني حزب العمال من مشكلة كبرى. لكن هذا مصير جميع الاحزاب بعد كارثة انتخابية مماثلة".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف