البابا يغادر روما متوجها إلى كوبا فالولايات المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
روما: غادر البابا فرنسيس صباح السبت بعيد الساعة 8,30 بتوقيت غرينتش مطار روما-فيوميشينو متوجها الى هافانا في اول محطة من رحلته العاشرة الى الخارج ستقوده ايضا الى الولايات المتحدة.
واثناء هذه الرحلة الاطول في بابويته، سيلتقي الحبر الاعظم خلال ثلاثة ايام الشعب والسلطات في كوبا، في ثلاث محطات تشمل هافانا وهولغين وسانتياغو قبل التوجه مساء الثلاثاء الى واشنطن. واثناء زيارته الاميركية تنتظره محطات مهمة في الكونغرس والبيت الابيض في واشنطن وامام الامم المتحدة في نيويورك. وسينهي جولته بلقاء عالمي مع العائلات في فيلادلفيا.
تكريس انفتاح الجزيرة الشيوعية
المحطة الكوبية هي الاولى في اطار جولة بابوية حساسة ومؤثرة تستمر ثمانية ايام ستقود الحبر الاعظم الى الولايات المتحدة حيث سيزور واشنطن العاصمة الفدرالية ونيويورك ويختتمها في فيلادلفيا. ويزور البابا الارجنتيني خورخي برغوغليو للمرة الاولى كوبا والولايات المتحدة. وسيصل الحبر الاعظم البالغ من العمر 78 عاما الى مطار خوسي مارتي في هافانا عند الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ) حيث سيكون في استقباله الرئيس راوول كاسترو.
وما من شك ان البابا سيلقى استقبالا حارا من قبل الكوبيين فور وصوله الى المطار. وهو اول حبر اعظم من اميركا اللاتينية في التاريخ سيزور ابتداء من السبت الى الثلاثاء هافانا وهولغين وسانتياغو. وهي المرة الثالثة التي يقوم بها حبر اعظم بزيارة الى كوبا في خلال 17 عاما، بعد يوحنا بولس الثاني (1998) وبنديكتوس السادس عشر (2012). وهي لفتة مميزة تجاه بلد صغير ينتمي 10% من سكانه فقط الى الكنيسة الكاثوليكية، حتى وان كان عدد المعمدين اكبر بكثير لاسيما وان العديد يمزجون بين الشعائر الافريقية-الكوبية والكاثوليكية.
في هافانا سيكون اول موعد جماهيري كبير في اطار قداس الاحد في ساحة الثورة قبل لقاء مع الرئيس راوول كاسترو. وكان يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر احتفلا بالقداس في نفس المكان الرمزي للثورة الكوبية. وقد يعقد لقاء مع الزعيم فيدل كاسترو في اليوم نفسه. وسيترأس البابا فرنسيس قداسا في كاتدرائية الحبل بلا دنس قبل ان يلتقي الاف الشبان الكوبيين.
ويحب خورخي برغوغليو الاجابة عن اسئلة الشباب. ففي رسالة صوتية بثت قبل الزيارة حاور البابا مجموعتين من خمسة تلامذة من مدارس عدة في هافانا ونيويورك عبر اتصال بوساطة الاقمار الصناعية. وجرى هذا الحوار في اطار "سكولاس اوكورنتس" (شبكة تربوية دولية) مدعومة من البابا. وهذه المحادثة الكوبية الاميركية بين شبان تشكل جزءا من الرسالة التي يريد البابا نقلها اثناء هذه الرحلة.
وفي الشريط الصوتي اشاد البابا فرنسيس ايضا بتمسك المسيحيين الكوبيين بايمانهم وبشجاعتهم. وقال "ان ذلك يريحني كثيرا ويساعدني كثيرا التفكير بايمانكم بالرب وبالشجاعة التي واجهتم بها المصاعب كل يوم وبالمحبة التي تساعدون بعضكم البعض بها وبثباتكم على طريق الحياة".
المحطات الاخرى المهمة اثناء الزيارة ستكون في اماكن رمزية: في هولغين المدينة التي اسسها مغامر اسباني في القرن الخامس عشر سيبارك البابا المدينة من على تلة لالوما دي لا كروز كما سيصلي قرب صليب وهو موقع يمكن ان تشاهد منه كل جزيرة كوبا. وفي سانتياغو المرفأ الكبير بالنسبة لكل غرب الجزيرة سيلتقي الحبر الاعظم الاساقفة كما سيتلو صلاة من اجل مستقبل كوبا في مزار كاريداد دل كوبري للسيدة العذراء الذي يجل حتى من خارج اوساط الكاثوليك.
الا ان الاستقبال الحار والعفو المعلن عن اكثر من 3500 معتقل لا يحولان دون استمرار الصعوبات على مستوى حقوق المؤسسات الكاثوليكية خاصة المدارس. وقبل الزيارة عبر امين سر دولة الفاتيكان والمسؤول الثاني فيها الكاردينال بيترو بارولين عن امله في ان يؤدي التحرير الاقتصادي بعد رفع الحظر الاميركي المفروض على كوبا منذ 1962 "ايضا الى انفتاح اكبر لجهة حقوق الانسان".
وقد علت بعض الاصوات المنتقدة لتعبر عن اسفها لعدم الاستماع الى المعارضين مع المصالحة بين الكنيسة ونظام كاسترو. واعلنت الولايات المتحدة الجمعة تخفيفا جديدا للقيود المفروضة على كوبا التجارية منها وتلك المفروضة على السفر. وسيغادر البابا فرنسيس كوبا بعد ظهر الثلاثاء في طائرة "اليطاليا" متوجها الى واشنطن.