أخبار

باحثون يجرون فحوصات اشعاعية على مومياء تثبت اصابتها

الانسان القديم كان يُصاب بمرض القلب رغم نظامه الغذائي الصحي

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كثيرا ما يُعزا مرض القلب، الذي يشكل السبب الرئيسي للموت في بلدان غربية متعددة بينها الولايات المتحدة، الى النظام الغذائي غير الصحي ونقص النشاط البدني، وان اعتماد نظام غذائي صحي وممارسة التمارين البدنية بانتظام يطيلان عمر الانسان.&&ولكن فحص رفات الانسان القديم من جزيرة كاغاميل في بحر بيرنغ ورفات بشر آخرين عاشوا قبل الحقبة الحديثة يبين في الحقيقة ان مرض القلب ، آفة العصر الحديث ، ليس جديدا بالمرة ، وان الانسان القديم الذي كان يمارس النشاط المدني أكثر مما يفعل الانسان الحديث بحكم الضرورة وكان نظامه الغذائي خاليا من المغريات الضارة التي يتسم بها النظام الغذائي الحديث بما يحويه من دهون وسكر ، &كان مع ذلك يعاني من مستويات مرتفعة على نحو لافت لمرض القلب ، كما وجد باحثون.&&إذ اكتشفت الفحوص الاشعاعية التي اجراها الباحثون آثار اصابة بمرض القلب وتصلب الشرايين في مومياءات من انحاء العالم بينها صيادون ـ جامعون من جزيرة كاغاميل في بحر بيرنغ واخرى من مصر القديمة وبيرو في اميركا اللاتينية ومن جنوب غرب الولايات المتحدة. &&وظهرت آثار الاصابة بتصلب الشرايين نتيجة تراكم مواد دهنية وليفية على جدرانها في رفات انسان عاش قبل 5000 سنة. &وكانت مومياء هذا الرجل اكتُشفت عام 1991 في جبال الألب الايطالية. &&وتأتي نتائج الفحوص في وقت يدور نقاش منذ سنوات بين العلماء حول مسؤولية النظام الغذائي الحديث والغربي تحديدا عن ارتفاع معدلات الاصابة بمرض القلب. &وتقول جمعية ابحاث القلب الاميركية "ان ما لا شك فيه ان النظام الغذائي الغربي يرتبط اتباطا وثيقا بالاصابة بتصلب الشرايين". &وهو رأي يتفق معه كثيرون في انحاء العالم. &&ولكن الباحثين الذين فحصوا مومياءات الانسان القديم اعلنوا "ان وجود تصلب الشرايين في الانسان الذي عاش قبل الفترة الحديثة يطرح ، رغم الافتراض الشائع بأنه مرض عصري ، امكانية وجود اسباب اخرى تجعل الانسان اكثر استعدادا للاصابة به". &&ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن جينو فورناسياري الباحث المختص بأمراض الانسان القديم في جامعة بيزا الايطالية "ان الانسان القديم كان يمارس نشاطا بدنيا مكثفا ويتبع نظاما غذائيا غنيا بالخضروات ، بلا دهون مشبعة ، وبالتالي كان خطر اصابته بتصلب الشرايين متدنيا".&&واضاف ان النخبويين وحدهم مثل الملوك كانوا في الماضي البعيد يعانون من تصلب الشرايين لأنهم كانوا قادرين على شراء أغذية مماثلة ما يحويه النظام الغذائي الحديث. &&وكتب انتوني هاغرتي اخصائي القلب في &جامعة مانشستر البريطانية ان نتائج فحص المومياءات "تؤكد ان تصلب الشرايين كان موجودا في الحضارات القديمة على ما فيها من اختلافات ثقافية واسعة".&&والأكثر من ذلك اشار الباحثون الى أدلة أخرى على ان مرض القلب كان موجودا في حقب غابرة القدم. إذ جاء في نص &مصري يعود الى 1550 سنة قبل الميلاد "إذا فحصتَ رجلا بسبب مرض في قلبه وعنده آلام في ذراعيه وفي صدره وعلى احد جانبي قلبه.... فانه مهدد بالموت". &&ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن البروفيسور في جامعة ميزوري ـ كنساس الاميركية راندال تومسون قوله "أنا اخصائي قلب وأُريد ان يتبع الأشخاص نظاما غذائيا صحيا ولكن جزء على الأقل من مرض القلب لا يُفسَّر بعوامل الخطر التقليدية. &فان الانسان القديم لم يعرف المواد الحافظة وكل ما يأكله كان عضويا ولم يكن يدخن وكان يمارس الكثير من التمارين البدنية ، ولكن... معدلات الاصابة بتصلب الشرايين في العصور القديمة لا تختلف كثيرا عما نراه في الأزمنة الحديثة. &وإذا اخذنا العمر في الحسبان يبدو اننا كلنا في مركب واحد".&ولكن البروفيسور تومسون أكد في الوقت نفسه ان الابتعاد عن زيادة الوزن يبقي مستويات الكولسترول في الدم منخفضة ويساعد على تفادي الاصابة بمرض القلب. &ثم اضاف "لدينا أمل رغائبي بأننا إذا عدنا الى الطبيعة سنؤخر الاصابة بتصلب الشرايين الى حد بعيد ولكن الانسان القديم كان يأكل وفق نظام غذائي طبيعي ومع ذلك كان يصاب بمرض القلب".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف