قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عرف التاريخ قادة وزعماء تولّوا مقاليد السلطة في سن مبكرة، وبعضهم نودي بهم ملوكاً وحكاماً وهم في مرحلة الطفولة. ويزخر الحاضر بشخصيات قيادية فتية تتولى مناصب رفيعة، تتحدث "إيلاف" عن أبرزها ضمن هذا الملف. &فجأة وبدون مقدمات صار اسمه ملء السمع والبصر، وتحول من طالب جامعي مثله مثل الملايين من الطلاب إلى وجه سياسي مرموق، ورئيس ثاني أكبر حزب سياسي في مصر، إنه الشاب محمد بدران، البالغ من العمر 24 سنة.&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يثير صعود الشاب محمد بدران الصاروخي سلم الحياة السياسية في مصر الكثير من علامات الإستفهام، ويصفه كثيرون بــ "فتى السيسي المدلل"، لا سيما في ظل قربه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أن كان مرشحاً للرئاسة، فقد عمل معه في المكتب السياسي للحملة، وصار مبعوثاً شخصياً إلى المصريين في دول الخليج أثناء الترشح، وخصه السيسي وحده بالصعود معه على يخت المحروسة أثناء افتتاح قناة السويس في أغسطس الماضي.&
&
رئيس الاتحاد&بزغ نجم "الفتى" بدران عندما انتخب رئيساً لاتحاد طلاب مصر في العام 2013، بعد أكثر من 30 عاماً من تجميد المنصب في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. ووقع الاختيارعلى "بدران" ليكون عضواً في لجنة الخمسين التي وضعت الدستور، ليبدأ بعدها صعوده المفاجيء والصاروخي في عالم السياسة بمصر، لا سيما أنه اختار طريق تأييد السيسي، مثل الملايين من المصريين، لكنه تميز عنهم بإطلاق حملة تعرف باسم "مستقبل وطن"، لدعم خارطة المستقبل، التي أعلنها السيسي عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني السابق محمد مرسي.&قاد بدران المعروف في مصر بـ "فتى السيسي المدلل" حملة "مستقبل وطن" وتجول في مختلف أنحاء الجمهورية، ليحث الشباب على دعم السيسي، ودعم الجيش، في الوقت الذي كان فيه شباب أخرون يعارضون تدخل القوات المسلحة في الحياة السياسية، ويناهضون السيسي شخصياً.&لا أحد يعرف على وجه الدقة متى وكيف تقرب بدران من السيسي، لكن الواضح جداً أن الرئيس اختاره للعمل في حملته الانتخابية، وليس أدل على قربه منه، على منح بدران لقب "مبعوث شخصي" &أو "مبعوث حملة السيسي" إلى المصريين في دول الخليج.&غير أن المرحلة الأهم في صعود "بدران" جاءت في أعقاب فوز السيسي بالرئاسة، وتحول حملته الشبابية "مستقبل وطن" إلى حزب سياسي بالاسم نفسه، واستقطب الحزب شخصيات كثيرة، وصار لديه مقرات عديدة بالمحافظات، وهو ما أثار الكثير علامات الاستفهام حول تمويل الحزب، الذي تفوق على أحزاب عتيقة ويقف وراءها رجال أعمال.&
رجال الأعمال&قطع "بدران" الشك باليقين، وأعلن أن هناك رجال أعمال يقفون وراء تمويل حزبه، وقال إن أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال وصاحب شركات حديد التسليح وطليق هيفاء وهبي، هو الممول الرئيسي للحزب، بالإضافة إلى رجال أعمال آخرين، منهم: هاني أبو ريدة، وفرج عامر.&ورغم ذلك لم تروِ تلك الإعترافات ظمأ المصريين المراقبين لحالة الصعود الصاروخي لـ"الفتى بدران"، وصاروا يشعرون أن قوة أكبر من رجال الأعمال هي من تقف وراءه، وأجبرتهم على دعمه بسخاء، وجاء واقعة إيقاف طباعة العدد الأسبوعي من صحيفة "الصباح" بسبب مقال ينتقد "بدران"، وحمل عنوان "كيف تصبح طفلا للرئيس في 9 خطوات؟"، لتثير المزيد من علامات الاستفهام حوله.&ورغم أنه نفى أن تكون له علاقة بـ "وقف الجريدة ولا بالنظام"، ورغم إعلانه أنه "سينتقد السيسي حين يُخطئ أو ينحرف عن خارطة الطريق"، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لينفي علاقته الوطيدة بأجنحة قوية في النظام المصري الحاكم.&المفاجأة الأكبر جاءت بعد انتهاء الإنتخابات البرلمانية، لا سيما أن حزب مستقبل وطن الذي أسسه ويترأسه "بدران" حقق نجاحاً ساحقاً، وحصل على 53 مقعداً في مجلس النواب، ليحتل المركز الثاني بعد حزب "المصريين الأحرار" الذي أسسه ويديره رجل الأعمال نجيب ساويرس، الحاصل على 63 مقعداً، وتخطى "مستقبل وطن" أحزاب عريقة منها حزب الوفد، وأحزاب التيار اليساري جميعها، وحزب "النور" السلفي.&
رقم صعب&بعد الحصول على ثاني أكبر كتلة برلمانية، صار "بدران" يشكل رقماً صعباً في الحياة السياسية المصرية، وعندما هدد بالانسحاب من إئتلاف "دعم مصر" الذي يتولى تشكيله وكيل جهاز المخابرات الأسبق سامح سيف اليزل، تدخلت جهات وشخصيات من الوزن الثقيل، حتى عدل عن قراره، وأعلن الإستمرار في الإئتلاف، ولكن وفقاً لشروط اتفق عليها الطرفان.&سقف طموحات "فتى السيسي المدلل" ليس عضوية البرلمان أو رئاسته، فهو يرنو نحو رئاسة الحكومة، وقال في تصريح له إن عضوية البرلمان ليست طموحه، وإنما يسعى لمنصب رئيس وزراء مصر.&كلما ارتفع نجم "بدران" في الحياة السياسية، وارتفع سقف طموحاته، زادت مساحة الشك حول الجهات التي تقف وراءه، ولكن حدث ما لم يوقعه، عندما أعلن حازم عبد العظيم، منسق لجنة الشباب السابق في الحملة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، أن المخابرات العسكرية، هي ما تقف وراء انشاء وتمويل وتلميع بدران وحزبه.&&وقال عبد العظيم نصاً في شهادته التي نشرها عبر صفحته بموقع "فايسبوك": "نقلا عن لسان أحد مساعدي الرئيس في رئاسة الجمهورية قال لي بنفسه بالحرف "حزب مستقبل وطن وكان في الأصل جبهة مستقبل وطن أسسته المخابرات الحربية ككيان شبابي لدعم الرئيس وده تبعنا ".. فلا داعي للاندهاش من فوزه بهذا الكم من المقاعد في اول تجربة انتخابية .. ولا داعي للاستغراب مما حدث في انتخابات اتحاد طلاب مصر فاللذين فازوا ليسوا من شباب السيسي اللطاف .. ولم يكن لدي أدنى شك في عودة مستقبل وطن لدعم مصر بعد الخلاف الشكلي وحتى لو فيه صراع أجهزة فهو تنافس داخلي على الولاء للرئيس .. فالأب واحد والقرار يأتي من فوق"!&الآن عرف السبب في الصعود الصاروخي لـ"الفتي بدران"، فلا داعي للعجب، فجهاز المخابرات الحربية الذي كان الرئيس يتولى رئاسته هو من صنع ولمع وصعد "فتى السيسي المدلل"، أو من يمكن وصفه الآن بـ"فتى المخابرات الحربية المدلل".&يرى مراقبون أن ظاهرة "بدران" لن تستمر طويلاً، لا سيما بعد أن كشف السر وراء صعوده المفاجيء والصاروخي، وأنه سوف يصبح بعد حين "كارت محروق"، مثل قادة حركة تمرد، التي تحللت بعد أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، ولم يبق منها شيء.&
&