أخبار

مسؤول العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين اللواء محمد إبراهيم:

الأنفاق الشريان الحقيقي للإرهاب في سيناء

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&أكد اللواء المصري محمد إبراهيم، مسؤول العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين، لـ "إيلاف"، أن وقف الارهاب في سيناء يستدعي تدمير كل الأنفاق التي تربط سيناء بغزة، لأن هذه الأنفاق هي شريان حياة الارهاب بسيناء.

على الرغم من انجازات القوات المسلحة المصرية في سيناء، قبل عمليتي حق الشهيد 1 و2 أو بعدهما، وقتلها مئات العناصر الإرهابية التابعين لأنصار بيت المقدس أو غيرها من الخلايا الارهابية، وإلقائها القبض على الكثير منهم، وتدمير عشرات الآليات والعربات ومخازن الأسلحة وتفجير مئات الأنفاق التي تربط المنطقة بقطاع غزة التي تعد مصدرًا لتهريب الأفراد والأسلحة، لا تزال هناك عمليات إرهابية - وإن صغر حجم وقوة تأثيرها - تحول دون استقرار الأوضاع في سيناء وعلى حدود مصر الشرقية.&كانت هذه القضية محور مشاركة اللواء محمد إبراهيم في مؤتمر "صناعة التطرف.. قراءة في تدابير المواجهة الفكرية" الذي أقيم أخيرًا بمكتبة الاسكندرية، حيث أمضى اللواء إبراهيم قرابة أربعين عامًا في المخابرات العامة المصرية مسؤولًا عن العلاقات مع الإسرائيليين والفلسطينيين، وله اسهامات بحثية حول الارهاب في هذه المنطقة والتجربة المصرية في مواجهة هذا الإرهاب بشكل عام، ومن ثم حاول أن يوضح أسباب الارهاب في سيناء والعلاقة بينه وبين الوضع في قطاع غزة، حيث رأى أن العلاقة التي تربط سيناء بالقطاع علاقة عضوية.&أربعة معطيات&وضع إبراهيم أربعة معطيات لتوضيح صورة الإرهاب في سيناء: "الأول أن الإرهاب في منطقة سيناء حديث لا يتجاوز عمره عشر سنوات، أي أن المنطقة ليست عتيدة ولها باع طويل في موضوع الارهاب، فقد بدأ الأمر عام 2004 بعملية التوحيد والجهاد في طابا؛ ثانيًا، على الرغم من حداثة عهد سيناء بالارهاب، فإن حساب العمليات التي تمت من حيث الكم والكيف كان كبيرًا ومؤثرًا للغاية خصوصًا في السنوات الأخيرة. هناك 40 تفجيرًا لخطوط الغاز، وعمليات رفح الأولى والثانية وكرم القواديس وما تلا ذلك؛ ثالثًا، توجد علاقة قوية جدًا بين الارهاب في سيناء والوضع في قطاع غزة؛ رابعًا، أن إسرائيل لم تكن غائبة&عن المشهد الارهابي في سيناء ولم تكن غائبة عن المشهد في غزة، باعتبار أن لها مصالح في المنطقتين".&وعدد إبراهيم أسباب الإرهاب: "بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء الذي استمر 15 عامًا، دخلت المؤسسات المصرية التي وضح أنها لم تستطع أن تفرض وجودها ولم تستطع أن تعيد وجود الدولة المصرية الحقيقي في المنطقة، أيضا لم ننجح في هذا الوقت - على الرغم من وجود مشروعات طموحة - من أن ندمج سيناء في المجموعة الاقتصادية للدولة، وبالتالي أصبح في هذه المنطقة تطرف وفقر وبطالة ومشكلات اقتصادية، وهذا شكل بيئة خصبة للإرهاب".&فقدوا الكلمة الفصل&أضاف: "خلال السنوات العشر الأخيرة ظهرت اتجاهات متشددة ومتطرفة في قطاع الشباب في سيناء، وهذا أهم قطاع، وفي نفس الوقت لم تنجح الدولة في مواجهة هذا المد الفكري المتطرف الذي بدأ يسري بين الشباب، وزاد الأمور سوءًا أن القادة القبليين التقليديين الكبار فقدوا كلمتهم الفصل في السيطرة على قطاع الشباب في العائلات".&ومن أسباب الارهاب في سيناء، وفقًا للواء إبراهيم، "أننا في أثناء عمل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وهي معاهدة عظيمة في رأيي لأن السلام خيار استراتيجي، كان هناك برتوكول أو ملحق واحد حددنا فيه حجم القوات المصرية في سيناء، ربما في هذا الوقت لم يرد في أذهاننا موضوع الإرهاب، لكن القوات المصرية التي كانت موجودة طبقًا للتحديد الذي تم في المنطقة "أ ـ ب ـ ج" لم تكن بالقدر الكافي مما ساعد على انتشار الارهاب والجماعات المتطرفة التي لم تجد حائط صد أمامها، وفي الاطار حتى أكون منصفًا فإننا كما حددنا "أ" و"ب" و"ج" هنا في سيناء، حددنا على الجانب الإسرائيلي المنطقة "د" وحددنا حجم القوات الإسرائيلية على الجانب الاسرائيلي نفسه، الأمر الذي ترتب عليه وجود منطقة كبيرة بها حالة من السيولة كان من المفترض أن تملأها الدولة في هذا الوقت، لكن للأسف لأسباب كثيرة بيرقراطية وأمنية واقتصادية واجتماعية أيًا كانت، نجح الارهاب في أن يتسلل إلى سيناء وأن يملأ إلى حد ما هذا الفراغ".&وزارة الأنفاق&لكي يربط الأمور بعضها ببعض، تساءل إبراهيم: "كيف أثرت الأوضاع في غزة على الوضع في سيناء؟ هناك علاقة عضوية مضطردة بين الارهاب في سيناء والوضع في قطاع غزة، ولنحاول أن نأخذ تسلسلًا للحوادث في قطاع غزة لنرى البانوراما كلها، حماس منذ التسعينيات، ربما في العام 1995، بدأت بناء قاعدة أو قوة عسكرية كبيرة، ونجحت في بنائها، جزء للمقاومة وجزء للسيطرة على غزة وجزء لضرب حركة فتح، لكن في النهاية كانت لحماس أهداف كثيرة بعيدة المدى. في عامي 2002 ـ 2003، كنا نذهب إلى غزة للتوسط بين حماس وفتح، ولاحظنا توجهات قوية تلاحظ ملاحظة العين أن هناك ازديادًا في التأييد حتى من حيث الشكل لأسامة بن لادن وأبي مصعب الزرقاوي، كنا نرى الكثيرين في غزة خاصة في مناطق رفع يرتدون الزي الخاص بأبي مصعب الزرقاوي، لقد بدأت الاتجاهات المتطرفة في الوقت تزداد بشكل قوي".&وحدد اللواء إبراهيم نقطة التحول الرئيسية في انسحاب إسرائيل من قطاع غزة: "إسرائيل طالما هي في القطاع فهي تسيطر تمامًا، لديها قوة عسكرية، ضباط مدنيون، إدارات مدنية، تسيطر على كافة الأمور في القطاع، لكن بانسحاب إسرائيل أصبحت هناك حركة سائلة تامة أمام كل من يريد أن يقوي نفسه عسكريًا في القطاع، وهذا ما نجحت حماس في الحصول عليه بشكل قوي، وعندما نجحت في الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني (يناير) 2006، وظهر بالتوازي مع نجاحها الكثير من الجماعات المتطرفة مثل جيش الإسلام وجند الله والتوحيد والجهاد ومجلس شورى المجاهدين وأكناف بيت المقدس. في هذا الوقت، زاد نشاط حماس في حفر الأنفاق بطريقة غير مسبوقة، حتى أصبح هناك ما يشبه وزارة الأنفاق، وصارت الأنفاق تدر على حماس الجزء الرئيس من دخلها القومي... فالإسرائيليون انسحبوا ولا قوات مصرية على الجانب المقابل.&حتى الصواريخ&رأى اللواء إبراهيم أن الأنفاق هي الشريان الحقيقي للإرهاب في سيناء، فقد ساعدت الانفاق على دعم وزيادة الارهاب في سيناء، تهريب الأفراد والمتفجرات والسلاح بجميع أنواعه حتى الصواريخ فجر 5 القادمة من إيران وغيرها كانت تجد طريقها إلى غزة.النقطة المهمة أيضًا تهريب الأفراد من المدربين العسكريين والخبراء في تركيب وتصنيع المتفجرات والانتحاريين، "وهكذا انتشر تهريب السلاح بشكل قوي في هذه المنطقة، وبعضه يدخل القطاع والباقي كان يتم تشوينه داخل سيناء، وقد استفادت منه الجماعات الإرهابية في مرحلة لاحقة".&&أضاف: "بدأت جماعة أنصار بيت المقدس تترسخ وتستوعب داخلها جماعات صغيرة أخرى وبدأت تنفذ عمليات كثيرة، وكان الدعم الرئيسي لها يأتي سواء من التهريب عبر المدقات القادمة من بورسودان واليمن وليبيا وذلك جنبًا إلى جنب الدعم اللوجستي المتوفر لها من قطاع غزة، كثير من العمليات الارهابية التي كانت تتم، يجري تهريب منفذيها عبر الأنفاق إلى قطاع غزة، كانت حماس تسهل لهم عمليات الهروب داخل القطاع، من هنا قويت شوكة أنصار بيت المقدس ونفذت عمليات ذات تأثير وقوة، وأخيرًا بايعت زعيم تنظيم داعش مبايعة رسمية وغيرت اسمها إلى تنظيم ولاية سيناء. وهكذا أصبح لدينا تنظيم قوي في سيناء يجد ملجأ ودعمًا له على حدودنا الشرقية... وهي قطاع غزة".&غضت البصر&عن الدور الخارجي لبعض الدول، لفت اللواء إبراهم إلى أن هناك بعض الدول التي ساعدت بشكل قوي ودعمت هذا الإرهاب، سواءً في سيناء أو في قطاع غزة ومنه إلى سيناء، "وربما يعلم بعض الفلسطينيين أن بعض الفصائل الفلسطينية الصغيرة في قطاع غزة تجاهر بفخر أنها تأخذ ميزانيتها من حزب الله في مقابل تنفيذ أجندات معينة، إذن الدعم الخارجي لا أستطيع أن أنكر دوره في دعم الارهاب في سيناء أو في قطاع غزة ومنه لسيناء، والدعم الخارجي معروف أهدافه وهي التأثير اقتصاديًا وسياسيًا على مصر".&أضاف: "بين عامي 1967 و1982، لم يكن هناك إرهاب في سيناء، وحتى لم تكن هناك مقاومة في غزة إلا في ما ندر، وإسرائيل سهلت نشأة الحركات الإسلامية في القطاع، ولا نريد أن ندخل في جدل هل هي من أنشأت حماس أم غضت البصر عن نشأتها؟ لكن النتيجة واحدة أنها سهلت نشأة الحركات والتنظيمات الإسلامية في قطاع غزة، ثم غضت البصر أثناء احتلالها لسيناء وأيضًا أثناء احتلالها لقطاع غزة عن إقامة وإنشاء الأنفاق، كان في قمة السهولة لإسرائيل في أي وقت أن تغلق الأنفاق لكن كانت هناك مصلحة لإسرائيل أن تستمر الأنفاق بشكل ما حتى يكون لها قدر من التهريب وتتدخل في الوقت المناسب لها".&فرز وضم!&وأشار اللواء ابراهيم إلى أن إسرائيل لا تزال تؤمن في عقيدتها بما يسمى "تبادل الأراضي"، إذ تؤمن إسرائيل أن قطاع غزة سيتمدد أفقيًا وليس رأسيًا وأن التمدد الأفقي يقتضي اقتطاع جزء من العريش أو جزء من سيناء ويضم إلى إسرائيل، إلى قطاع غزة، في مقابل أن يُعطي لمصر جزء من صحراء النقب الاسرائيلية، وهذا موجود في الفكر البحثي المؤثر في القرار الإسرائيلي وسيظهر في الوقت المناسب.&ورأى اللواء إبراهيم أن العمل الإيجابي الناجح والمؤثر في سيناء تم بعد 30 يوليو، وقد تم على عدة مستويات، سياسية وشعبية واقتصادية، على المستوى السياسي استشعرنا الخطر للمرة الاولى&أن هناك عمليات بالفعل تؤثر ليس فقط على الأمن في سيناء لكن تؤثر على الأمن القومي المصري كله، ومن ثم كانت الإرادة السياسية من الدولة لمواجهة هذا الإرهاب. أما على المستوى الشعبي فللمرة الاولى&نجد إجماعًا شعبيًا لمواجهة الإرهاب وهذا أدى إلى أن يكون للإرادة السياسية ظهير شعبي قوي لمكافحة الإرهاب، أما المستوى الأمني فقد نجحنا في إدخال قوات عسكرية إلى المنطقتين "أ" و "ب" قادرة على مواجهة الإرهاب، وربما أفضل شيء كان دخول سلاح الجو الذي ساعد كثيرًا في المواجهات.&أضاف: على المستوى الأمني، استطعنا تشكيل قيادة عسكرية موحدة لمنطقة شرق القناة، أما على المستوى الاقتصادي فهناك مشروع تنمية إقليم قناة السويس الذي سوف يتمكن من عمل عملية انعاش ودعم لعملية التنمية الاقتصادية".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف