أخبار

بين اللاجئين ومنع الاستقطاب والتزمّت والانقسام

ميركل أمام اختبارات وتحديات عسيرة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعتبر حتى وقت قريب أقوى إمرأة في اوروبا، ولكنها تواجه حاليًا تحديات سياسية، ربما تكون الأقسى في مسيرتها المهنية، وسيكون عليها أن تخلق توازنًا، وأن تطأ أرضًا لا ينافسها فيها أحد. &إعداد ميسون أبوالحب: يعتبر العديد من الألمان بأن أزمة اللاجئين بدأت تخرج عن السيطرة، فهؤلاء لا يزالون يتدفقون على ألمانيا أفواجًا أفواجًا، فيما نسفت الاعتداءات الجنسية في كولونيا ومدن أخرى في ليلة رأس السنة مصداقية الحكومة الألمانية وقدرة الشرطة على فرض القانون والنظام، وأثارت شكوكًا في قابلية ألمانيا على تحقيق نجاح على صعيد دمج هؤلاء اللاجئين.&&هناك معلومات تشير إلى أن اللاجئ، الذي حاول مهاجمة مركز شرطة في باريس في وقت سابق من هذا الشهر، كان قد سجل نفسه كطالب لجوء أربع مرات متتالية، وبأربع هويات مختلفة، وهو ما يبيّن أن هناك مشاكل وثغرات في إدارة شؤون هؤلاء اللاجئين.&&أضف إلى ذلك أن الأمر يبدو أكثر صعوبة بالنسبة إلى الحكومة الألمانية، التي تحاول أن تفصل بين النقاش الدائر بشأن الإرهاب، والنقاش الآخر الخاص باللجوء واللاجئين، ولا ننسى هنا مقتل عشرة سيّاح ألمان في تفجير إسطنبول في الأسبوع الماضي في عملية نفذها انتحاري من سوريا، وهو ما يزيد المخاوف إلى حد بعيد.&&مع ذلك، ورغم الأخبار السيئة الكثيرة، التي وردت خلال الأسبوعين الماضيين، لم يختر عدد كبير من الألمان طريق الثورة على ميركل. ففي مسح أجرته مؤسسة ARD نشرت نتائجه الجمعة الماضية، قال 38 بالمائة إنهم سيستمرون في التصويت لمصلحة حزب ميركل، فيما قال 44 بالمائة (أقل بخمس نقاط من مسح آخر في تشرين الأول/أكتوبر 2015) إنهم يعتقدون أن الطريقة التي تتبعها ميركل إزاء أزمة اللاجئين ستنجح. ورغم هذا، هناك إحساس داخل الأوساط السياسية في برلين بأن المستشارة ميركل على وشك أن تفقد كامل مصداقيتها.&&إلغاءألغت ميركل رحلتها إلى قمة دافوس هذه السنة، وهو ما اعتبرته نيوزويك مؤشرًا إلى أنها في حاجة إلى استخدام كامل ثقلها لإعادة توجيه التيارات الحالية. فهي تحتاج من جهة المشاركة بشكل واضح في صناعة السياسة الداخلية، علمًا أن آخر قراراتها في هذا المجال يعود إلى ما قبل حوادث كولونيا.&&ويتعلق الأمر هنا بمنح اللاجئين هويات، وترحيل من يستحق الترحيل، وتشديد إجراءات ملاحقة اللاجئين، الذين يرتكبون جرائم، وهذه كلها خطوات مهمة من أجل تغيير الوضع الداخلي. أضف إلى ذلك، أن الحكومة سبق أن تعهدت بتكريس فائض ميزانية العام الماضي لإجراءات تتعلق بالدمج.&&شركاءفي هذه الأثناء، تكثف برلين الضغط على شركائها الأوروبيين، فيما توقف العمل تقريبًا باتفاق لتوزيع اللاجئين بشكل متساوٍ على الدول الأعضاء، ومن بين أشكال الضغوط التي تمارسها ووزير ماليتها وولفغانغ شوبل على الشركاء محاولة تذكيرهم بأن عليهم المشاركة بحصة مالية لدعم دول العالم الثالث، التي تستقبل عددًا كبيرًا من اللاجئين، مثل تركيا، إضافة إلى ضرورة توافر التزام أقوى بإيجاد حل للأزمة في سوريا، وهو ما من شأنه التقليل من تدفق اللاجئين.&&ويرى مراقبون أن نجاح سياسة ميركل سيقاس في الواقع بقدرتها على خلق الظروف الملائمة للتقليل من عدد المهاجرين، الذين يتدفقون على ألمانيا في عام 2016.&لا خصمأمضت ميركل أكثر من عشر سنوات في منصبها كمستشارة في دولة تعتبر الأهم أوروبيًا، ويرى مراقبون أنها قد تتعرّض إلى انتقادات بسبب سياساتها، ولكنها لا تواجه خصمًا حقيقيًا، لا داخل حزبها، ولا في ألمانيا بشكل عام.&&لكن نجاحها أو فشلها يمكن قياسه أيضًا من خلال كثافة الاحتجاجات الشعبية ودرجة الاستقطاب في الرأي العام، وهو ما تحاول حركات، مثل حركة بيغيدا، خلقه للتأثير على الرأي العام، وتشكيل موقف مناهض وعدائي بشكل عام.&&وكان أحد اهتمامات ميركل خلال السنوات القليلة الماضية ينصبّ على منع دخول حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى البرلمانات الوطنية والإقليمية ومنع حدوث استقطاب وخلق مشاعر تزمت داخل المجتمع الألماني، مثلما حدث في دول أوروبية أخرى. وقد تمكنت بالفعل من احتواء المشاعر المناهضة لأوروبا، مع ما رافقها من حركات وخطابات خلال أزمة اليونان. ولكن.. تبدو أزمة اللاجئين أخطر بكثير.&&وترى نيوزويك أن الاختبار الحقيقي لنجاح سياسة ميركل ستكون الانتخابات الإقليمية، التي ستنظم في آذار (مارس) المقبل، علمًا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" موجود حاليًا في 3 برلمانات إقليمية، وقد يتمكن من اقتحام 3 برلمانات إقليمية أخرى.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف