الخبير في الشؤون الصينية محمد مازن في مقابلة لـ"إيلاف":
الصين تبذل جهوداً للوساطة بين السعودية وإيران ومصر وإثيوبيا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
•كيف ترى زيارة الرئيس الصيني للمنطقة في هذا التوقيت بالذات؟&بالنظر للوضع المعقد في الشرق الأوسط، تكتسب زيارة الرئيس الصيني للسعودية ومصر وإيران، الدول الثلاث التي تتمتع بنفوذ كبيرة أهمية كبيرة من عدة نواح. أولا: المنطقة شهدت تدهورا شديدا في الأمن مع بروز تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف "داعش"، والحرب الأهلية في سوريا والنزاعات بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وروسيا والنزاع بين السعودية وإيران كل هذا فرض تهديدات كبيرة للمصالح &الصينية في الشرق &الأوسط. كما أن الصين &تجاوزت الولايات المتحدة الأميركية كأكبر مستورد للنفط في العالم، معظمه من دول الشرق الأوسط وبالتالي زيارة الرئيس شي جين بينغ يمكن أن تساعد عبر علاقات ودية ومستقرة مع المصدرين الرئيسيين للنفط وضمان أمن الطاقة الصيني.&•إذن الزيارة تتجاوز الأوضاع السياسية الملتهبة إلى المصالح الإقتصادية؟&الرئيس الصيني بزيارته للدول الثلاث المؤثرة يفترض أن يحث الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط على التوصل الى توافق يخدم الاستقرار والسلام في المنطقة التى تعتبر نقطة محورية جدًا في استراتيجية الحزام والطريق الحريري، التي اقترحها قبل عامين، وهي أهداف سياسية تخدم المجال الإقتصادي. وسيسعى "شي" جاهدا خلال زيارته لربط استراتجيات التنمية للدول الثلاث بمبادرة الحزام والطريق التي تهدف الى ربط القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا بمشاريع تنموية كبري تخدم الدول بطولها، وبالتالي سيسعى الى رفع الثقة المتبادلة والتكامل الاقتصادي بين الصين والمنطقة الى مستوى أعلى.&فبالرغم من الروابط الاقتصادية بين الصين والدول العربية الا ان الجانبين يواجهان تحديات متعددة في العلاقات لا سيما مع تفشي الاٍرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". كما أن تنامي القوى الإرهابية باسم الاسلام يؤثر أيضا على بعض المسلمين في الصين وبالتالي يقوض الاستقرار في المناطق الحدودية للصين وأمنها السيادي وطبعا عرقلة تنفيذ الحزام والطريق الحريري.&•هل يمكن أن يحمل الرئيس الصيني في جعبته مبادرة جديدة للحل السلمي لبعض مشاكل الشرق الأوسط؟&بالطبع، ستكون هناك مبادرة، لكن الصين تعتبر أن مبادرة طريق الحرير، بجانب انها تلبي حاجة الدول العربية للتنمية السلمية والمستمرة توفر دعما سياسيا ايضا لمعالجة التحديات التى تواجه الصين والشرق الأوسط وتخلق فرصة جيدة للصين لتلعب دورا أكبر في الشؤون الإقليمية كوسيط وتحمل المسؤولية كقوة كبيرة مسؤولة، في ظل تحول الولايات المتحدة إلى آسيا الباسيفيك ما خيب آمال حلفائها في الشرق الأوسط.&إن زيارة شي مهمة من هذه النواحي، تأتي في سياق تعزيز انخراط الصين مع دول المنطقة، لا من أجل الاستفادة من صعوبات المنطقة، ولا من أجل هيمنة، فالصين طالما عرفت بحياديتها، ووقوفها الى جانب القضايا العربية. &وطالما فضلت أن تنأى بنفسها عن المنطقة المضطربة لكن ضرورات اللحظة والتغيرات المعقدة تقتضي تحركها، حماية لمصالحها ومساعدة المنطقة على تحقيق التنمية ما يخدم المصالح المشتركة والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
•باعتقادك، هل تبحث الصين عن أسواق جديدة، لا سيما في ظل تباطؤ معدلات النمو؟&الصين قررت خفض معدل النمو بارادتها بعد ٣ عقود من النمو العالي جعلها تقفز إلى مرتبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقرار خفض المعدل يدخل في إطار وضع "العادي الجديد"، وتحويل نمط النمو من اقتصاد يعتمد بشكل أساسي على الصادرات والاستثمارات إلى نمط نمو يعتمد على الطلب المحلي وتعزيز قطاع الخدمات بهدف تعزيز نوعية الاقتصاد والتحول إلى اقتصاد قوي ومستدام. وتحرك الصين إلى المنطقة ليس بسبب التباطؤ بل يدخل في إطار الدبلوماسية الصينية الشاملة والمتوازنة في العالم.&ومنذ توليه منصبه قام "شي" بزيارات كثيرة تفوق الأربعين زيارة في العام الماضي فقط بهدف تعزيز الشراكات والتعاون مع كافة الدول، ويلاحظ أن منطقة الشرق الأوسط هي آخر منطقة كبرى لم تمسها دبلوماسية الصين منذ تولي "شي"، وبالتالي تأتي زيارته المهمة للمنطقة لمساعدتها في تحقيق التنمية المنشودة والعمل مع الدول &لتحقيق أحلامها المؤجلة. وتوفر الإمكانيات المتاحة في المنطقة فرصة كبيرة لنمو العلاقات العربية الصينية، فالسعودية تقوم بإصلاحات اقتصادية بعد &تهاوي &أسعار النفط، ومصر لديها حلم للنهوض والانطلاق على المعراج الاقتصادي بعد سنوات من الاضطرابات وضعف النمو. &والصين من جانبها لديها الخبرات والتجارب التي يمكن الاستفادة منها وكذلك الاستثمارات لاحتياطها الأجنبي الضخم في تحقيق التنمية المشتركة.&•يبلغ حجم التجارة البينية بين مصر والصين نحو 12 مليار دولار، منها حوالى 11 مليارا واردات مصرية، كيف يمكن لمصر أن تستفيد من الصين في ضوء هذه الأرقام؟&بالنسبة لمصر لعلاج الخلل التجاري من المفيد لها أن تجذب رأس المال الصيني لتحفيز اقتصادها، وهناك منطقة اقتصادية وتجارية مشتركة بين البلدين شمال غرب السويس يمكن القاهرة أن تحث الجانب الصيني على تعزيز استثماراته في المنطقة وما وراءها مع افتتاح قناة السويس الجديدة وتنمية محور قناة السويس، وفي الحقيقة الاستثمارات الصينية ضعيفة جدا في مصر مقارنة بامكانيات البلدين.&وبالتالي جذب رأس المال هذا سيفيد الجانبين، فالشركات الصينية تستطيع أن تفتح فروعا مستفيدة من سوق مصر الاستهلاكي الكبير، وشراكات مصر التجارية مع افريقيا وأوروبا لتعظيم استفادتها بعمالة رخيصة وتسويق منتجاتها في تلك الدول المشمولة بالشراكات بدون رسوم وشراء المواد الخام منها ايضا، ومصر ستستفيد طبعا من فرص العمل التي ستتوفر وكذا ضخ هذا المال في جسم الاقتصاد.
•ما المشروعات والاتفاقيات المتوقع إبرامها بين مصر والصين؟&هناك مجالات كثيرة يمكن أن تفتح مجالا أرحب للتعاون في القدرة الإنتاجية وانشاء البنية التحتية كالعاصمة الإدارية الجديدة وشبكات السكك الحديد والمترو والفضاء والعلوم والتكنولوجيا &وايضاً مشاريع الطاقة وغيرها من المجالات.&•ثمة تقارير إعلامية تتحدث عن تمويل صيني لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه مصر، هل يمكن أن تسهم الزيارة في تهدئة الأجواء بين القاهرة وأديس أبابا؟&بالنسبة لتقارير تمويل الصين لسد النهضة هي غير مؤكدة، والثابت أن الصين لا تشارك في مشروعات متنازع عليها. وهي قادرة طبعا أن تلعب دور الوسيط لحل هذا النزاع في ضوء ما هو معروف عنها كدولة حيادية وفي ضوء العلاقة القوية التي تربطها بدول حوض النيل، وسبق ان توسطت في حل النزاع بين السودان وجنوب السودان، وساعدت في التوصل الى اتفاق بين الأطراف المتحاربة في جنوب السودان.
•وما الإتفاقيات والمشروعات المزمع عقدها بين الصين والمملكة العربية السعودية؟&يتوقع أن تغطي مشاريع في مجالات الطاقة والفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية والطاقة الجديدة والطاقة النووية والبنية التحتية. ويتوقع أن يوقع "شي" على وثيقة رفع العلاقات الصينية السعودية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة واتفاقيات أخرى اقتصادية وتجارية واستثمارية.&&•يزور الرئيس الصيني إيران أيضاً، هل يمكن أن تلعب بكين دوراً في التقريب بين السعودية وإيران، في ظل حالة التوتر الشديدة التي تسيطر على الأجواء بين البلدين؟&يمكن القول إن الصين الدولة الوحيدة بين الدول الكبري التى حافظت على علاقات طيبة مع حميع الدول في الشرق الأوسط، ولم يسبق أن زار رئيس دولة كبرى البلدين في وقت واحد على الأقل في السنوات الاخيرة، وزيارته للبلدين وسط النزاعات الطائفية في المنطقة يعتبر نتيجة لدبلوماسية الصين المتوازنة وعدم انحيازها لأي طرف. والصين منذ اندلاع الشجار الدبلوماسي بين الرياض وطهران دعت إلى ضبط النفس، وأرسلت نائب &وزير خارجيتها إلى العاصمتين في جهود لتهدئة التوترات، ولم يحدث ذلك من قبل عاصمة أخرى، والصين ترحب ببذل أي جهود في هذا الصدد، ولن تتوقف أبدا عن بذل الجهود التي تخدم السلام والاستقرار في المنطقة.
•هل يمكن أن تشارك الصين في الحرب ضد الإرهاب، ولا سيما ضد تنظيم داعش، وما أفق تلك المشاركة؟&الصين بالفعل تحارب الاٍرهاب على أراضيها وموقفها ثابت في ضرورة مواجهة كافة التنظيمات والجماعات الإرهابية &بكل حزم وقوة أينما وجدت ونبذ المعايير المزدوجة في مواجهته، وطالما أكدت على عدم ربط الاٍرهاب بدين او عرق او جماعة معينة. وطالبت المجتمع الدولي مرارا بتبني موقف موحد لمكافحة الاٍرهاب. وهي تعاني منه ايضا على أراضيها وتعمل بكل جهد لمحاربة قوى الشر الثلاث التطرّف والارهاب والانفصالية، &وأخيرا تبنت أول قانون في تاريخها &بشأن الاٍرهاب ويعتبر هذا القانون أحدث محاولة لمواجهة الاٍرهاب في الداخل والمساعدة في الحفاظ على الأمن العالمي. &&•لماذا تفضل الصين رغم قوتها الإقتصادية والسياسية والعسكرية عدم الإنخراط بجدية في قضايا العالم العربي، لا سيما أنها ترتبط بعلاقات وطيدة مع غالبية الدول، وتحظى باحترامها؟&الصين لم تغب أبدًا عن القضايا العربية، ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا، وهي تنادي بحل الصراع بالسبل الدبلوماسية والحوار، وكانت لها مبادرة في هذا الصدد، كما عارضت ولا تزال التدخل العسكري في سوريا. وتطالب بعملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم. ولم تتوقف عن دعم الموقف العربي في الصراع العربي الإسرائيلي.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف