قراؤنا من مستخدمي تويتر يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر إضغط هنا للإشتراك
توفي رجل الأعمال اليهودي البحريني روبين داوود روبين، وهو من يصفه أصحابه بأنه لم يتأخر عن مساعدة الناس ومساندتهم في أعمالهم التجارية بالمحبة والمعاملة الطيبة.&فجر الاثنين، رحل رجل الأعمال البحريني روبين داوود روبين عن عمر 61 عامًا في منزله في المنامة، ويستعد أهله وأصدقاؤه لتشييعه إلى مثواه الأخير غدًا الأربعاء 20 كانون الثاني (يناير) 2016، في انتظار عودة محبيه وذويه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، فيما لازم خبر رحيله بين الناس مناقبه وأخلاقه وسيرته الطيبة، فذلك الراحل أنموذج للإنسان الذي سخر حياته للخير والمحبة.&في قلوبهم&تنقل "الوسط" البحرينية عن رجل الأعمال عادل المسقطي قوله إن الراحل كريم، امتدت يده إلى أعمال الخير، وكان حريصًا على التواصل مع جميع أطياف المجتمع، وتمتد علاقاته واتصالاته مع مختلف الشرائح، حتى أنه لم يكن يضع أي حاجز مع أي إنسان يقصده، لافتًا إلى أنه، وقبله والده المرحوم داوود وشقيقه المرحوم فريد وضعوا أساس مؤسسة تجارية حافظت على كيانها واسمها اللامع، وأكثر ما يتحدث عنه الناس عن هذه المؤسسة هو المعاملة الطيبة ومستوى وجودة خدماتها.&أهل المنامة بكل فئاتهم يكنون للراحل مكانة رفيعة في قلوبهم، يعبر استشاري الأمراض الباطنية عبدالرحمن خليفة عن الاعتزاز الكبير بعائلة روبين، "فوالدهم المرحوم داوود وابناه المرحومان فريد وروبين يرتبط ذكرهم بين الناس بالعلاقات الطيبة وحب الخير والتواصل مع الجميع".&ويتحدث خليفة عن روبين كرجل أصيل، مثال في التواضع والأخلاق وكانت يده ممدودة ويساعد الآخرين ويقبل على أعمال الإحسان بهدوء وصمت، ومن ذلك، أنه بعد إنشاء إحدى دور العبادة، بادر المرحوم بتوفير أجهزة التكييف دون أن يتحدث أو يطلب كلفة ما قدمه.&ود كبير&يشعر رجل الأعمال حمزة الأسود أنه فقد فردًا عزيزًا من أفراد عائلته، فهو يعتز بالعلاقة التي كانت تربط والده المرحوم الوجيه عيسى الأسود بالراحل والتي تجاوزت حدود التجارة وجمعت المرحومين والده وروبين في إطار الأهل والعائلة، وهذا الأمر كان منذ أيام حياة شقيقه المرحوم (فريد) فهما لم يتأخرا قط عن مساعدة الناس ومساندتهم في أعمالهم التجارية بالمحبة والمعاملة الطيبة.&وفي انتظار وصول داوود فريد روبين من الولايات المتحدة اليوم استعدادًا لوداع العم الغالي، وضعت السيدة آمال فريد روبين عبارة عن الراحل روبين (من مواليد 4 آب (أغسطس) 1954) وهي زوجة شقيقه، اختصرتها بالقول: "رحل دون أن نكتفي من حضوره وحنانه، وليس ذلك الود والحنان مقتصر على عائلته فحسب، بل مع كل معارفه من التجار ومن الشخصيات ومن المسؤولين ومن عامة أبناء البحرين".&لا يمكن حصرها&تعود السيدة آمال فريد روبين إلى السبعينات حين كان زوجها المرحوم (فريد) يصر على عودة (روبين) من إنكلترا حيث كان يدرس آنذاك كونه عضيده الذي يسنده في عمل (متجر روبين المتخصص في مجال الأجهزة والأدوات واللوازم المنزلية)، وفي العام 1975 عاد المرحوم روبين ليأخذه شقيقه فريد بالأحضان ويتكاتفا معًا لبناء كيان واحدة من المؤسسات التي تعتبر من الأسماء اللامعة في خدمة الاقتصاد الوطني، وعندما توفى زوجه في الثامن من أيار (مايو) من عام 2000، واصل روبين الدرب بكل إخلاص مقدمًا العائلة والناس والعمل على نفسه، ولهذا فجهوده وإنجازاته ومناقبه لا يمكن حصرها. ومن جملة المواقف التي يستذكرها الناس للراحل (روبين) مساهمته مع نسيبه إبراهيم عزرا نونو في دعم جهود غرفة تجارة وصناعة البحرين في كل مبادراتها، ومنها الحملة الشهيرة التي أطلقتها الحملة لجمع التبرعات لمساعدة الشعب الفلسطيني في عام 2008.&ويجدر ذكره هنا أن عائلتي روبين ونونو من بين سبع عوائل يهودية في البحرين، مثل يادكار وسويري وخضوري ومراد ومائير روبين، وجاءت عائلة روبين إلى البحرين من العراق في العام 1914، ولها إسهاماتها الجليلة في خدمة المجتمع البحريني.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يهود بحرينيون عراقيون
محمدالبندر -
لا مجتمع في الشرق الأوسط يدعي المدنية والتحضر والعدالة بدون يهود ، والمجتمع الذي يطرد يهوده هو مجتمع يحفر قبره بيديه كما حصل في العراق، وعل العكس فإن المجتمع الجاذب لليهود فهو المجتمع الذي ينعم فيه الناس بالخير والرفاهية .وعليه فإن أهم معيار لنجاح المجتمع وديمومة تطوره هو الحرية التي تتمتع بها المكونات الأقل حجماً ومن اليسير الإستشهاد بتاريخ وسيرة المجتمع العراقي في العقود الستة الماضية ، فعندما بدأت دولة العراق الحديثة في 1920 بالسير في طريق الحداثة والتطور على يد النظام الملكي ، كان لليهود والمسيحيين والصابئة المندائيين دور مهم في الحياة الإقتصادية والمالية والثقافية فيه . بناة اقتصاد العراق وثقافته كانوا من اليهود العراقيين. ومن سخريات القدر أن الإضطرابات السياسية الداخلية تفضي في العديد من البلدان الى تحميل اليهود وزر المصاعب المالية والسياسية، أو انهم رأس الحربة في مؤمرات دولية وداخلية تحاك ضد البلد. ففي عام 1941 حصل أول نهب جماعي ( ُسمي بالفرهود) شامل للمتلكات اليهودية إبان انقلاب العقداء الأربعة ضد الوصي عبد الإله تحت سمع ونظر الشرطة العراقية التي لم تتدخل لحماية المواطنين اليهود، وكان منظر الآباء والأمهات اليهوديات اللواتي يستعطفن المهاجمين الجيران المسلمين المتوحشين من اجل الإبقاء على حياة أطفالهم يمزق نياط القلب ، ويتكرر المشهد ذاته تماماً مع أيزيدي سنجار 2015 الذين رفض جيرانهم المسلمين استضافتهم هرباً من داعش ، وتبقى هذه المشاهد المخزية كلها وصمة عار سوداء في جبين المجتمع العراقي الى يوم القيامة .عام 1949 بدأت وتيرة العنف السياسي والديني تتصاعد ضد اليهود وكانت شرارتها الحرب العربية الإسرائيلية الأولى التي دفعت بالحقد والعدوانية ضد اليهود الى أقصاه، فاسقطت الجنسية العراقية ظلماً عنهم ،ودفعوهم الى الرحيل والهجرة القسرية الى إسرائيل وهم يحملون العراق في قلوبهم الى اليوم ويحنون إليه . ومن سخريات القدر أن اليهود العراقيين المهاجرين حظوا برعاية جيدة في إسرائيل ، وفي غيرها من البلدان ، وتعوضوا عما فقدوه من أموال وممتلكات فلم يذوقوا طعم الذل في معسكرات اللجوء كما حصل لاحقاً مع المسلمين العراقيين حين دار الزمن دورته واصبحوا يفرون من وطنهم منذ السبعينات وحتى اليوم تائهين لايجدون من يأويهم، وهذه إحدى حوبات اليهود.