قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: تمضية الليلة في الشارع في نيويورك خلال فصل الشتاء تجربة صعبة، لكن العديد من المشردين غير واهمين ازاء الجهود المبذولة لتسوية هذه المشكلة، ويرفض بعضهم حتى الاقامة في مراكز استقبال، ويقارنونها بـ"السجون".&يقدر عدد المشردين بين ثلاثة الى اربعة الاف، يفترشون الارض في الحدائق العامة ومحطات المترو والقطارات او قرب باب في مدينة تضم اكبر عدد من اصحاب المليارات في العالم بحسب مجلة "فوربس".&واصبحت هذه المسألة محرجة سياسيًا بالنسبة الى رئيس بلدية المدينة الديموقراطي بيل دي بلازيو. والاثنين اعلن مكتبه انه سيستثمر ثمانية ملايين دولار لفتح ثلاثة مراكز استقبال جديدة يمكن للمشردين استخدامها للاغتسال والاكل وتلقي العلاج والتدفئة.&وفي مطلع كانون الثاني/يناير طلب حاكم الولاية اندرو كوومو، الذي يقيم علاقات متوترة مع رئيس البلدية، ان يلجأ المشردون الى مراكز الاستقبال، عندما تتدنى درجات الحرارة تحت الصفر. وفي الاسبوع الماضي نجحت رئاسة البلدية في توجيه 97 شخصًا الى مراكز الاستقبال في ليلة شديدة البرد.&وقال ايدي (61 عاما) لوكالة فرانس برس وهو يتكئ الى عصا "هناك الكثير من الاشخاص لا يحبون الملاجئ". واضاف "عندما تصلون الى الملجأ يعاملونكم وكأنكم في سجن. سيبدأون بتفتيشكم جسديًا".&وفي الشهر الماضي دان مراقب نيويورك المالي سكوت سترينغر "الشروط المروعة" في البنى التحتية التي تستقبل اسر المشردين، مشيرا الى وجود فئران. واضافة الى الاشخاص الثلاثة الى اربعة الاف الذين يعيشون في الشوارع، تعد نيويورك 60 الف مشردا، تستضيفهم المدينة، بينهم اكثر من 23 الف طفل ضمن اسر. وهذا رقم قياسي منذ الثلاثينات، وفقا لبعض الخبراء، مع سبعة الاف شخص اضافي خلال عامين.&قذرة يسودها العنف&وقال ايدي "بدلًا من بناء فنادق لاستقبال السياح، يجب ان تستقبل هذه الابنية المهجورة المشردين"، مشيرا الى مبان قديمة. ويقول مشرّدون انهم يكرهون الملاجئ لانها قذرة ويسودها العنف.&ولم يتمكن تروي العسكري السابق، والجد البالغ الـ48 من العمر، من النوم في هذه الملاجئ منذ اكثر من عام. ويجلس على صندوق بلاستيكي فوق شبكة تهوئة تمنحه القليل من الحرارة.&ويقول إن الملاجئ "اشبه بالسجون". ويضيف "هناك الكثير من المواقع كهذا المكان"، وهو يحاول تدفئة يديه فوق شبكة التهوئة. وتابع "اذهب الى الملجأ لالتقي صديقي عندما اتمكن من الاستحمام. او اذهب الى المركز الاجتماعي واستحم".&ويقول داشون براون (38 عاما) لوكالة فرانس برس معلقا على اسوأ تجربة له في مركز استقبال "تشاجرت مع شخص، وتجمعوا ضدي، وتعرضت للضرب". ويحتمي من البرد في محطة بن ستايشن. وبراون طويل القامة، واسنانه غير سليمة، وكان يشوي شرائح من اللحم عندما كان مراهقا، ولم يعد يعمل مذذاك.&واعلنت رئاسة بلدية نيويورك عن سلسلة تدابير في الاشهر الاخيرة بعدما اعرب رئيس البلدية عن تصميمه على "عكس ظاهرة" المشردين. واكدت رئاسة البلدية انها ساعدت 22 الف شخص على مغادرة الملاجئ، ووسعت الخدمات المتوافرة لمساعدة 91 الف نيويوركي اضافي.&لكن رئيس البلدية يؤكد ان المشكلة تعود الى 30 او 40 عاما، وان المعركة لن تكون سهلة. وقال عضو مجلس البلدية الديموقراطي كوري جونسون ان "رئيس البلدية ليس مسؤولا عن هذه الازمة. ورثت هذه الادارة اوضاعا يرثى لها".&لكن تروي سئم. ويريد العودة الى شيكاغو، حيث لديه اقارب، واقترح صديق ان يدفع له بطاقة السفر. واضاف "ان المعيشة هنا غالية، وعليّ ان اكسب 20 دولارا على الاقل في الساعة اذا توظفت فقط لادفع الايجار".