رئيس الاستخبارات الروسية طالب الأسد بالتنحي.. ومات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالإله مجيد من لندن: ارسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدير الاستخبارات العسكرية الروسية الجنرال ايغور سرغون الى دمشق لإبلاغ بشار الأسد بأن عليه ان يرحل.
وبعد اسابيع على نقل الرسالة الى رئيس النظام السوري مات الجنرال الروسي في بيروت في 3 كانون الثاني/يناير من السنة الجديدة.&
وحمل الجنرال سرغون الذي كان ضابطا في الاستخبارات السوفيتية عمل في سوريا رسالة الى الأسد مفادها ان الكرملين حليف الأسد الرئيسي يرى ان الوقت حان لرحيله.
وكشف مسؤولان كبيران في اجهزة استخبارات غربية لصحيفة فايننشيال تايمز تفاصيل المهمة التي كُلف بها الجنرال سرغون. ولكن متحدثا باسم بوتين نفى ان تكون موسكو طلبت من الأسد ان يرحل.
وقال مسؤول استخباراتي اوروبي رفيع ان بوتين القى نظرة فاحصة على النظام السوري واكتشف ان مشاكل النظام أكثر مما كان يعتقد فيما رأى كثير من المحللين في اوروبا والولايات المتحدة ان التدخل العسكري الروسي في النزاع لدعم الأسد بلغ حدوده القصوى.
ولكن المسؤول الاستخباراتي الاوروبي قال لصحيفة فايننشيال تايمز ان روسيا تمادت في لعب اوراقها مع الأسد وان الأسد رفض بشدة رسالة بوتين قائلا للجنرال سرغون ان لا مستقبل للنفوذ الروسي في سوريا من دون بقائه رئيسا.
وأكدت مصادر قريبة من النظام السوري ان شكوك الأسد في نيات روسيا تتزايد منذ بعض الوقت.
وقال رجل اعمال في دمشق ان الانتشاء بين مؤيدي النظام& حين تدخلت روسيا عسكريا استمر لبعض الوقت ولكنهم ازدادوا تشاؤما بعد ذلك. واضاف "ان جماعة الاسد بدأوا يدركون ان وجود أخ أكبر يدافع عنهم يعني انه يستطيع ان يطالبهم بأشياء ايضا".
كما حرص الأسد على سحق أي شخصيات قوية يمكن ان تشكل ذات يوم بديلا عن قيادته.
وقال جوشوا لا نديس الباحث المختص بالشؤون السورية في جامعة اوكلاهوما الاميركية ان اختفاء عبد العزيز الخير مثال صارخ على ذلك.
وكان الخير قياديا في هيئة التنسيق الوطنية التي تعمل من اجل التغيير عن طريق التفاوض مع نظام الأسد ، ومن عائلة مرموقة في قرية قرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.
واضاف لانديس ان الخير "زار موسكو في 2012 ثم الصين وبدا واضحا ان الجميع تعاملوا معه بوصفه بديلا علويا محتملا عن النظام الحالي يمكن ان يطمئن الطائفة العلوية".& ولدى عودته الى دمشق اقتاده ازلام مخابرات الأسد الى مكان مجهول.
وقال لانديس ان هذه كانت اشارة من الأسد الى روسيا بأنه لن يسمح لها باختيار الرئيس القادم.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مصدر روسي مختص بالشؤون السورية وله دور في دبلوماسية موسكو "انه بات من الواضح تماما ان رحيل الأسد جزء من اي حل سياسي رغم اننا لا نعتقد ان القرار اتُخذ بشأن موعد رحيله.
ومنذ أن نُقل الرئيس الأسد جوا ليستقبله رئيسنا العام الماضي كان موقفه لا يبعث على الارتياح، وهذا يتدخل في جهودنا لايجاد حل سياسي".&
ولكن خبراء في السياسة الدولية يرون ان الكرملين برغماتي ايضا وان تدخله يهدف الى استعراض عضلاته على الساحة الدولية بقدر ما يهدف الى تحديد الرئيس السوري القادم.
وقال ديمتري ترينين رئيس مركز كارنيغي في موسكو انه "في حسابات بوتين لم يكن التدخل في سوريا ذات يوم من اجل إبقاء الأسد في الحكم& بل حمل الاميركيين على الاعتراف بدور روسيا الأساسي في تسوية النزاع ، وان هذا يتحقق من خلال عملية فيينا".
في هذه الاثناء قال دبلوماسي بريطاني لصحيفة فايننشيال تايمز انه في غياب استراتيجية مقبولة للانسحاب ، تضاعف روسيا رهانها على تدخلها العسكري جاعلة أفق السلام عن طريق المفاوضات بعيدا عن الواقع.
&