مناظرة للمرشحين الجمهوريين بلا ترامب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دي موين: تنافس المرشحون الرئاسيون الجمهوريون الاميركيون لجذب الناخبين الخميس بغياب متصدرهم الصاخب الثري دونالد ترامب الذي قاطع المناظرة الاخيرة قبل انتخابات الحزب التمهيدية في دي موين في ولاية ايوا وسلب الاضواء منهم في حدث مواز.
وجازف ترامب كثيرا باعلانه عن مقاطعة المناظرة بسبب خلاف مع قناة فوكس نيوز الاخبارية، ما اشاع الغموض بشأن السباق الرئاسي قبل ايام على التصويت في ايوا في الاول من شباط/فبراير. مع بدء المناظرة تطرق المرشحون السبعة الى "الغائب الحاضر" كما وصفته باستياء الاعلامية ميغان كيلي المذيعة في قناة فوكس التي اعتبر ترامب انها منحازة ضده.
واعتمد المنافس الرئيسي خطابا مشابها لكلام ترامب للسخرية من نفسه وخصومه في انتقاد مباشر للمرشح الغائب. وقال "انا مهووس وكل من على هذه المنصة ابله وسمين وقبيح. بين (كارسون) انت جراح مروع"، وهو ينظر الى الجراح المتقاعد المرشح. وختم مازحا "ها قد انتهينا من حصة دونالد ترامب".
وعلى الرغم من غيابه عن المناظرة ما زال قطب العقارات الثري متصدرا الاستطلاعات. واشار استطلاع اخير اجرته سي ان ان ومؤسسة او ار سي للناخبين الجمهوريين الى حصول ترامب على 41 بالمئة من اصواتهم مقابل 19 بالمئة لكروز. واكد اكثر من الثلثين ان قطب العقارات سيكون مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة.
لكن يبقى على ترامب ان يخوض معركة فعلية في ايوا ليبقى في طليعة السباق فيما يتبعه كروز المحافظ المتشدد بمعدل حوالى 5 نقاط مئوية في استطلاعات اخيرة في ايوا. ويصر كروز الحائز على دعم شخصيات دينية او مناهضة للاجهاض بارزة تشيد بقيمه الدينية، على امكانية الفوز في السباق مع ترامب واتى الى ايوا برفقة 12 الف متطوع وموظف.
حاليا تتجه الانظار الى هذه الولاية الوسطى حيث يتنافس 12 مرشحا جمهوريا وثلاثة ديموقراطيين من بينهم هيلاري كلينتون قبل ان يتجه السباق التمهيدي الى نيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا.
بلا ترامب
اكد ترامب لفوكس ومنافسيه ان اي مناظرة اساسية بغيابه ستكون "كارثة تامة" وستجذب نسب حضور ضئيلة. في البدء برر الملياردير الذي يتصدر الاستطلاعات لترشيح حزبه رفضه المشاركة في المناظرة التي نظمتها قناة فوكس الاخبارية في ايوا بسؤال "غير منصف" طرحته عليه الصحافية في القناة ميغان كيلي في مناظرة سابقة.
لاحقا اكد انه نظم تجمعا متزامنا مع المناظرة لجمع الاموال لصالح قدامى المحاربين مؤكدا انه لا يسعه الانسحاب منه. لكن حتى بغيابه بقي ظل ترامب ماثلا وشكل موضوع الكثير من الاخبار الاساسية.
وبعد دقائق فقط من بداية مناظرة الجمهوريين، دشن دونالد ترامب التجمع الذي حضره حوالى 700 شخص وقامت شبكة سي ان ان بنقله مباشرة. وقال مبررا مقاطعته للمناظرة "قلت انني لن اشارك في المناظرة لانيي احترم نفسي" وسط هتافات وتصفيق الحشد الكثيف. "لكنني احب ايوا. ها انا هنا"، على ما اضاف.
واكد ترامب قبل بدء المناظرة ان قناة فوكس نيوز قدمت له اعتذاراتها عن بيان ساخر اصدرته الثلاثاء. وصرح ترامب "اتصلوا بي قبل دقائق ليقولوا: هل يمكنك المجيء؟ لكننا كنا قد بدأنا ولم يعد بامكاني التراجع". واكد ان التجمع الذي نظمه سمح بجمع خمسة ملايين دولار للمحاربين القدامى بينها مليون قدمها هو شخصيا.
وانضم الى ترامب في التجمع الموازي منافسه حاكم اركنسو السابق مايك هاكابي المتاخر في الاستطلاعات، وكذلك السيناتور السابق المتدني الشعبية في الاستطلاعات ريك سانتوروم.
وفاز الاثنان سابقا في مناقشات كبار الناخبين في ايوا لكنهم بدوا الخميس كسمكتين صغيرتين تسبحان خلف القرش العملاق ترامب.
مسرحية سياسية
اصيب المحللون بالذهول نتيجة الدراما المفاجئة والاخلال بالوتيرة المعتادة لمسار الانتخابات السياسية في ايوا. فالمرشح البارز الاخير الذي قاطع مناظرة ما قبل الانتخابات التمهيدية في الولاية كان رونالد ريغان في 1980.
وعلق استاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا ستيفن شميت على هذه الاحداث بالقول "انها نقلة شطرنج مذهلة". وفي غياب المرشح الصاخب، ركز كروز وخصومه الاخرون على مواقفهم السياسية. وتناول جدل حاد بين كروز والسيناتور ماركو روبيو مسألة الهجرة. واتهم روبيو كروز بتغيير موقفه لكسب التاييد.
وقال "الحقيقة هي انك طوال هذه الحملة كنت مستعدا لقول وفعل اي شيء لكسب الاصوات". وتناول النقاش ايضا السياسة الخارجية ومكافحة تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد.
كما تطرق المرشحون الجمهوريون الى المرشحة التي تتصدر السباق الديموقراطي هيلاري كلينتون عندما اكد حاكم نيوجرسي كريس كريستي انه بصفته مدع عام فدرالي سابق "لا احد على هذا المنبر افضل استعدادا للمرافعة في القضية ضد كلينتون مني".
وتذكر حاكم فلوريدا السابق جيب بوش الذي واجهت حملته صعوبة في احراز تقدم، تهديد ترامب بحظر دخول المسلمين الى البلد، مؤكدا ان اي تحرك غير عقلاني مماثل سيخلق بيئة "سامة" في اميركا.
كما هاجم ترامب على تصريحاته السلبية بخصوص النساء وذوي الاصول اللاتينية وعلى سخريته من الاشخاص ذوي الحاجات الخاصة مؤكدا "هذا ليس مؤشر قوة".