قوات النظام تواصل تقدمها في حلب
جلسة طارئة لمجلس الامن حول سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: يعقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة حول سوريا الجمعة، غداة تحذير مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا من أن الاحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام، اذا ما استمرت الغارات الجوية الروسية والسورية.
وقال الدبلوماسيون إن الجلسة التي دعت اليها روسيا ستتخللها عند الساعة 14,00 ت غ احاطة عن الوضع في سوريا يقدمها دي ميستورا عبر الفيديو من جنيف.
ميدانيًا، حقق الجيش السوري تقدمًا هو الاول منذ العام 2013 داخل الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، معلنًا في الوقت نفسه تقليص ضرباته الجوية والمدفعية على الاحياء الشرقية، في خطوة اعتبرها محللون "خدعة إعلامية"، بينما اكد الرئيس السوري بشار الاسد المضي في القتال في حلب الى ان يخرج منها "المسلحون".
وفي موسكو، وفي اطار السعي لتمرير مشروع القرار الفرنسي حول سوريا في مجلس الامن، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، وقال له إن "لا شيء يمكن ان يبرر حمم النار" التي تتساقط على حلب.
اما الموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا فوجه نداء مؤثرًا لانقاذ الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب، والتي قال إنها قد تدمر بشكل كامل بنهاية العام، داعيًا المسلحين الجهاديين الى مغادرة المدينة.&
وصرح دي ميستورا لصحافيين في جنيف "خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد اقصى، اذا بقيت الامور تسير على هذه الوتيرة فقد تدمر احياء شرق حلب بالكامل".&
وتتعرض الاحياء الشرقية في حلب منذ اكثر من اسبوعين لقصف عنيف من قوات الحكومة السورية بدعم روسي، استهدف كذلك المستشفيات.
مبرر
وقال دي ميستورا إن وجود مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في المدينة يشكل مبررًا لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم عليها.
واضاف: "نحن نتحدث أساسا عن 900 شخص أصبحوا السبب الرئيسي لمهاجمة 275 ألف شخص حالياً".
ويفيد المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدد المقاتلين المناهضين لنظام الاسد في احياء حلب الشرقية يبلغ نحو 15 الف مقاتل، بينهم 400 لجبهة فتح الشام (النصرة سابقًا).
وتابع دي ميستورا مخاطبًا مقاتلي النصرة "اذا قررتم الخروج بكرامة ومع اسلحتكم (...) فإنني مستعد شخصيًا لمرافقتكم".
من جهته، أعلن الرئيس الاسد أن قواته ستواصل محاربة "المسلحين" في حلب حتى يغادروا المدينة، الا اذا وافقوا على الخروج بموجب اتفاق مصالحة، وفق مقابلة تلفزيونية مع قناة دنماركية نشرت نصها وكالة الانباء السورية الرسمية الخميس.
لكنه اشار في الوقت ذاته الى انه "إذا كان هناك أي خيار آخر مثل المصالحات التي تمت في مناطق أخرى، فإن ذلك هو الخيار الأمثل وليس الحرب".
كما نفى الاسد تعمد قواته استهداف المستشفيات في شرق حلب، مؤكدًا انه اذا حصل مثل هذا الاستهداف فيكون حتمًا "من قبيل الخطأ لكن ليس لدينا أي معلومات بأن ذلك قد حدث".
إيرولت ولافروف في موسكو&
في موسكو التقى ايرولت لافروف، وقال الاول "ان فرنسا تستهجن لكنها لا تستسلم"، مضيفاً "لقد التقيت سيرغي لافروف وكررت امامه القول وانا انظر مباشرة في عينيه، ان أحدًا لا يمكنه ان يتساهل مع هذا الوضع. ان فرنسا لا تستطيع التساهل مع ذلك، والامر سيان بالنسبة لروسيا".
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي انه "مستعد للعمل" على مشروع قرار وقف اطلاق النار في حلب الذي قدمته فرنسا في مجلس الامن.
الا أن لافروف اشترط مع ذلك ان لا يتعارض مشروع القرار مع "المقاربات المبدئية الواردة في الاتفاقات الروسية الاميركية، وان يأخذ&في الاعتبار القرارات التي سبق وان اتخذها مجلس الامن والمجموعة الدولية لدعم سوريا".
وكانت فرنسا اعلنت عزمها على طرح مشروع قرار لها يتعلق بسوريا على التصويت في مجلس الامن في نهاية هذا الاسبوع، ويتضمن وقفًا لاطلاق النار.
وعلى الرغم من&التوتر مع موسكو، أجرى كيري الاربعاء اتصالاً هاتفيًا بنظيره الروسي سيرغي لافروف للتباحث في الازمة السورية.
من جهة ثانية، كرر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان الخميس تأكيد "عزم" فرنسا على "استئصال" تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك خلال زيارة الى حاملة الطاِئرات شارل ديغول التي تقوم بعمليات في البحر المتوسط.
تقدم قوات النظام
وكان الجيش السوري أعلن قبل اسبوعين بدء هجوم هدفه السيطرة على الاحياء الشرقية لحلب، وذلك إثر انهيار هدنة في 19 سبتمبر كان تم التوصل اليها بموجب اتفاق اميركي روسي، وصمدت اسبوعًا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الخميس، "باتت قوات النظام السوري تسيطر على نصف مساحة حي بستان الباشا في وسط مدينة حلب".
واوضح ان "التقدم الاهم لقوات النظام داخل الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل منذ العام 2013".
ومساء الخميس، أفاد المرصد السوري باشتباكات عنيفة على محاور عدة في مدينة حلب، لافتًا الى ان قوات النظام احرزت تقدمًا على اطراف حي الصاخور، حيث سيطرت على مبانٍ عدة.
وترافق الهجوم مع غارات روسية كثيفة وأخرى سورية اوقعت 270 قتيلاً على الاقل بينهم 53 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد. كما تسببت بدمار هائل في الابنية والمستشفيات، ما استدعى تنديدًا من حكومات ومنظمات دولية تحدثت عن "جريمة حرب" ترتكب في حلب.
من ناحيتها، أعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) أن ثمانية اشخاص قتلوا في الاحياء الغربية من حلب حيث السيطرة للقوات الحكومية، نتيجة اطلاق قذائف من "مجموعات ارهابية"، في اشارة الى الفصائل المسلحة المعارضة.
ولاحقًا، افاد المرصد بارتفاع الحصيلة الى 11 قتيلاً، لافتًا الى أن عدد القتلى مرشح للازدياد لوجود أكثر من 65 جريحًا بعضهم بحالات خطرة.
ويقول الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية إميل حكيم لوكالة فرانس برس: "اتخذ النظام وحلفاؤه قرارًا بالسيطرة قدر الامكان على شرق حلب وهم يتحركون على هذا الاساس".
وعن اعلان الجيش تقليص ضرباته الجوية على المدينة، يضيف "اعتقد أن اعلانات مشابهة هي في الواقع هامشية. انها خدعة إعلامية".
ولا يستبعد الباحث المتخصص في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توما بييريه أن يكون هدف الجيش من هذه الخطوة لجم الضغط الدولي المتزايد على خلفية الوضع في شرق حلب.
والخميس، افادت سانا بمقتل ثمانية اشخاص واصابة اكثر من 55 آخرين بجروح "نتيجة قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الارهابية" على حي الجميلية في غرب حلب.
على جبهة أخرى في سوريا، قتل 29 مقاتلاً على الأقل من فصائل سورية معارضة مدعومة من انقرة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا.
وتشهد سوريا منذ مارس 2011، نزاعًا داميًا تسبب بمقتل اكثر من 300 الف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.