ملفات ثنائية وإقليمية على أجندة قمة عبدالله الثاني ـ ميركل
الأردن وألمانيا: نهج تشاركي لمواجهة التحديات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن:&أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، محادثات في برلين اليوم الجمعة، كانت أجندتها الإقليمية والدولية والتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والدفاعية.
وفي تصريحات مشتركة أمام الصحافيين قبل بدء المحادثات، أكد الملك عبدالله الثاني حرص الأردن على تعزيز العلاقات مع ألمانيا والبناء عليها في شتى الميادين، وإدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا الإقليمية، وبما يخدم المصالح المشتركة.
وشكر العاهل الأردني، المستشارة الألمانية والحكومة والشعب الألماني على الدعم المتواصل للأردن خلال السنوات الماضية "وأيضاً من خلال ما تقدمتم به مؤخرا من تعهدات لمؤتمر لندن للمانحين لدعم اقتصادنا، خاصة في ظل الأعباء الهائلة التي نتحملها بسبب استضافة اللاجئين".&
وأشار إلى أنه في مطلع هذا العام تقدمت ألمانيا مجددا في مؤتمر لندن بحزمة دعم سخية للأردن، الذي يحتاج دعما عاجلا لمساعدة الشباب الأردني بالإضافة إلى اللاجئين "ذلك أن 20 % من السكان هم من اللاجئين السوريين الذين يقيمون في بلدنا، كما تعرفين فخامة المستشارة ميركل. وسيكون بمقدورنا تحسين ظروف معيشة هؤلاء اللاجئين من خلال دعمكم للأردن، وبما يمكننا من المضي قدما".
دعم اللاجئين
وتابع العاهل الأردني: وأود أن أشيد بدور بلدكم في هذا المجال، خاصة الدور القيادي الذي أظهرته ألمانيا وفخامتكم على صعيد أوروبا والمجتمع الدولي فيما يتعلق بدعم اللاجئين، ودوركم بالارتقاء بمستوى الالتزام الأخلاقي نحو قضيتهم، بالإضافة إلى جهودكم في مجال العمل الإغاثي لمساعدة اللاجئين والعالم بأسره.
ونوه إلى أنه لولا الدور الألماني في هذا المجال لكان الشرق الأوسط وإفريقيا في وضع أصعب بكثير. وعليه، فإنني هنا اليوم لأشكركم على ما تقدمونه من دعم للأردن وللإقليم أيضاً.
زيارة ميركل لإفريقيا
وقال العاهل الأردني مخاطبا ميركل: أعلم أن فخامتكم بصدد القيام بزيارة لإفريقيا قريبا، والتحدي الرئيسي الذي يواجهنا هو اتباع منهج شمولي لمواجهة التحديات، وهو الأمر الذي لطالما دعونا إليه. فالتحديات التي نواجهها لا تنحصر بالعراق وسوريا، بل تشمل شمال إفريقيا بالإضافة إلى شرقها وغربها.
وهنا أود أن أشيد بالدور الذي تقوم به المستشارة ميركل، فهناك قلة من القادة في العالم يتعاملون مع التحديات التي تواجه أجيال الحاضر على أنها تحديات دولية. ولا أعتقد أن هناك أصواتا دولية كافية تقدر الجهد الذي تبذله المستشارة ميركل في مواجهة مثل هذه التحديات.
وختم الملك عبدالله الثاني تصريحاته قائلا: أتطلع قدما إلى العمل معكم فخامة المستشارة، مستفيدين من هذا الزخم الجديد وحماسكم الشديد في التصدي للتحديات التي تواجه منطقتنا والعالم بأسره. والأردن مستمر بالوقوف إلى جانب ألمانيا تقديرا لدعمكم المتواصل، ونقدر عاليا دوركم في منحنا العزم على المضي قدما.
تحديات إقليمية
من جانبها، رحبت المستشارة الألمانية بزيارة عاهل الأردن إلى برلين، مؤكدة مواقف بلادها الداعمة للأردن لتمكينه من التعامل مع مختلف التحديات الإقليمية وتداعياتها، خصوصا ما يتصل بأزمة اللجوء السوري.
وقالت: "يسعدني أن أرحب بجلالة الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، الذي يزورنا في ألمانيا. وتتضمن الزيارة تسلمه جائزة ويستفاليا للسلام غداً، وأود أن أعبر له عن أصدق مشاعر التهنئة. بالأمس كان لجلالة الملكة رانيا العبدالله كلمة في يوم الصناعة الألماني".
وتابعت المستشارة: يسعدني أن يتاح لنا اليوم الاستمرار في محادثاتنا السياسية، وبشكل أساسي التطرق إلى وثيقة التعهدات نحو الأردن (ضمن مؤتمر المانحين في لندن)، ففي ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالأردن واضطراره لاستضافة الكثير من اللاجئين، سنبحث كيف يستطيع الأردن التقدم اقتصاديا، وكيف بإمكان الدول الأوروبية وغيرها من دول العالم المساعدة في هذا الشأن.
مؤتمر لندن&
ونوهت إلى أنه تأسيسا على مؤتمر لندن للمانحين، سينصب حديثنا اليوم على كيفية تطبيق مخرجات المؤتمر. وسوف نناقش بالتفصيل القطاعات التي تم إحراز تقدم فيها، فالمزيد من الأطفال يرتادون المدارس، وهناك المزيد من فرص العمل المتاحة.
وقال: "ولكن، في ضوء الحجم الكبير للاجئين السوريين، خاصة مع وجود أكثر من 700 ألف منهم، وفي ظل وضع اقتصادي داخلي صعب، فإن هذه الإجراءات تمثل خطوة أولى، وسوف ننظر في خطوات إضافية يمكن تنفيذها".
وقال ميركل: لا شك أن للوضع الإقليمي دور كبير، خصوصا المآسي الإنسانية في سوريا والعراق، وهي الدول التي تجاور الأردن، ما يظهر حجم التحدي الصعب الذي يواجهه الأردن. وبالرغم من ذلك، فإنني أعلم الجهد الكبير الذي يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني لتحسين الظروف الاقتصادية بما يمنح الشباب الأمل، ونود أن نكون شركاء في هذا الجهد. ويسعدنا جدا أن نرحب بكم، جلالة الملك، بيننا".
مساعدات جديدة&
وقال بيان للديوان الملكي الهاشمي، إنه خلال المحادثات أعرب الملك عبدالله الثاني عن تقديره للدعم الذي تقدمه ألمانيا لمختلف المشاريع التنموية التي تنفذها المملكة، خصوصا بعد أن أقرت الحكومة الألمانية قبل أيام تقديم مساعدات جديدة للأردن بقيمة (7ر272) مليون يورو لعام 2016.
وأشار إلى تطلع المملكة للاستفادة من الخبرات الألمانية في مجالات التدريب التقني، وإمكانية إنشاء مراكز تدريب تقنية متخصصة في عدد من محافظات المملكة، لرفد الشباب الأردني بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل.
نهج تشاركي&
وفيما يتعلق بالقضايا الملحة دوليا وإقليميا، تم استعراض جهود مختلف الأطراف الفاعلة في الحرب على الإرهاب والتصدي لعصاباته، حيث أكد الملك ضرورة تكثيف هذه الجهود، ضمن نهج شمولي تشاركي.
وقال البيان إن الملك والمستشارة، شددا على أهمية سرعة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وتمكين دول الجوار، وفي مقدمتها الأردن، من التعامل مع تداعيات هذه الأزمة.
واستعرض عاهل الأردن الجهود التي تبذلها المملكة في تقديم الرعاية والخدمات للاجئين السوريين على أراضيها، وما يشكله ذلك من ضغط على مواردها وقطاعاتها الخدمية، مثمنا جلالته، في هذا الصدد، الدعم الذي تقدمه ألمانيا، ومن خلال الاتحاد الأوروبي، للاقتصاد الأردني والمساهمة في توفير فرص عمل للشباب الأردني، ولخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، والتعامل مع تداعيات اللجوء الناتجة عنها.
كما تطرقت المباحثات إلى التحديات التي تمر بها بعض دول المنطقة، ومنها العراق وليبيا واليمن، حيث تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية تحفظ استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها.
&