مفوض حقوق الانسان بالأمم المتحدة يصف ترامب بالخطير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: قال مفوض حقوق الانسان في الامم المتحدة زيد بن رعد الحسين الاربعاء ان تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب تدل على انه سيكون شخصا "خطيرا" في حال انتخابه للرئاسة الاميركية.
وفي مؤتمر صحافي في جنيف، قال المفوض السامي انه "لا يسعى ولا ينوي التدخل في اية حملة سياسية" الا انه قال انه نظرا الى تصريحات ترامب "المزعجة" و"المقلقة"، فانه من المناسب التحذير.
وقال "اذا انتخب دونالد ترامب رئيسا فعلى اساس ما قاله حتى الان، واذا لم يتغير ذلك، اعتقد انه سيكون دون ادنى شك شخصا خطيرا من وجهة النظر الدولية"، واشار الى دعوة ترامب الى العودة الى استخدام اساليب التحقيق التي قال خبراء قانونيون انها تصل الى مستوى التعذيب.
واضاف ان هجمات ترامب على "المجتمعات الاكثر ضعفا" مثل المسلمين والمهاجرين والاقليات "تشير الى احتمال حرمانهم من حقوقهم"، والشهر الماضي شن زيد بن رعد هجوما قاسيا على الشعبويين من امثال ترامب وزعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز، ودعا الى العمل لوقف "الاوهام الديماغوغية والسياسية" لهؤلاء.
كما شبه ترامب برئيس وزراء المجر فيكتور اوربان وزعيمة الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية مارين لو بان، والبريطاني نايجل فاراج الذي قاد حملة خروج بلاده من الاتحاد الاوروبي، واثارت تلك التصريحات غضب سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين مطلع هذا الاسبوع، حيث قال ان زيد بن رعد تخطى صلاحياته ويجب ان لا ينتقد رؤوساء دول وحكومات اجانب.
وقال زيد بن رعد الاربعاء "نحن لسنا مكتبا سياسيا ولذلك لن نتدخل في السياسة، ولكن عندما يتعلق الامر بحقوق الناس وخاصة الاكثر ضعفا، فسنرفع صوتنا بالحديث"، واكد ان مكتبه "يؤيد تماما حرية التعبير، ونحن نعتقد ان ذلك ليس مجرد حق بل انه اكبر ضابط للطغيان".
وقال "عندما تشعل الاستياء وتسعى كزعيم سياسي الى القاء اللوم على طائفة معينة من المجتمع بشأن المشاكل الاعمق، المشاكل الحقيقية، فان هذا امر مؤسف للغاية".
واشار الى ان "الشعبويين غالبا ما يحاولون القول انه اذا انتقدت زعيما شعبويا، فانك تنتقد من يؤيدونه. وهذا خطأ".
وقال "هناك مخاوف حقيقية تتم اثارتها واستغلالها" مؤكدا انه "من صلاحيات هذا المكتب التحدث بصراحة عندما نشعر ان جماعات اكثر ضعفا مستهدفة لاسباب خاطئة".
التعليقات
الشعبوية و السيطرة
محمد الشعري -إحترامي لكل من يحارب الشعبوية . فهي تضليل و تهريج و تهييج و سخرية من الفئات الشعبية التي تجبرها ظروفها الإقتصادية و الإجتماعية التعيسة على البحث عن أية مشاعر حادة Sensations fortes بدون أن تميز بين مشاعر طيبة و أخرى سيئة و بالتالي بدون أن تميز بين أهداف أخلاقية و أخرى إجرامية . إني ألاحظ بشكل يومي تقريبا كيف و لماذا تتشبث تلك الفئات بأحقر الممارسات و أشدها نذالة و أقبحها خزيا و أبشعها تشويها . و إني أعتقد أن أسباب ذلك التشبث الإنتقامي قد تكون بالأساس أسبابا ناتجة عن معاناة المهانين و المقهورين و المفضوحين . يبدو أنهم محتاجون للتعويض عن عقدهم النفسية والجنسية الجماعية . لكن تلك العقد تستثمرها بعض الفئات الإجرامية العريقة المتخصصة في الترفيه الماخوري و في السيطرة به على السياسيين و المثقفين خصوصا و ليس فقط على الشعوب عموما . أعتقد بناء على ما سبق أن الشعبوية إحدى أخطر الظواهر التي تهدد الديموقراطية بتحويلها إلى ترفيه تجنيني هستيري للمقهورين و جعلهم يبتهجون بإنتاج أزمات إقتصادية دائمة و كوارث إجتماعية مأساوية للتظاهر بالسعي لحلها أو بالصبر عليها و حتى بإنتاج حروب أهلية بذرائع سياسية أو دينية يتظاهرون فيها بالبطولة و الرجولة و الفحولة . إني ألاحظ أن مفهوم السيطرة لدى تلك الفئات المنكوبة ذهنيا مفهوم متدرج على أربع مستوايات محمية كلها بقوانين الصحة العقلية . المستوى الأول و البسيط نسبيا من السيطرة هي السيطرة المالية بحيث يصير السياسي أو المثقف عبدا لمن يقدمون إليه بعض المال أو لمن يتسببون في إفلاسه مع ما يعني ذلك من إستمتاع التشفي لدى تلك الفئات الإنتقامية . المستوى الثاني من السيطرة هي السيطرة الطبية بحيث يصير السياسي أو المثقف عبدا لمن يوفر له الدواء لمعالجة مرض مزمن وقع التسبب فيه عمدا أو بشبه العمد أو عبدا لمن يهدده بالتسميم أينما حل أو إرتحل . و هذا أيضا مثير و ممتع للإنتقاميين . إنها شماتة . المستوى الثالث من السيطرة هي السيطرة بالدعارة بحيث يصير السياسي أو المثقف عبدا لمن يوفرون له بعض المومسات أو عبدا لمن يهددونه بتحويل عائلته إلى ماخور شديد القذارة و العفونة مفتوح ليلا نهارا لكل من هب و دب و ليس فقط لمجموعة مميزة بكونها أولياء أمره و أصحاب الفضل عليه و المحافظين على سمعته و على نظافه ماخوره و لو محافظة شكلية . و في هذه المراوحة بين الستر و الفضح يشعر الإنتقاميون