مؤلفة من 10 أجزاء وتتابع حياة الملكة منذ العام 1947
حياة الملكة اليزابيث في سلسلة تلفزيونية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: بين تجاذبات الأهواء والواجب العام، تجد حياة الملكات مشحونة بالتوتر، وجاهزة لتسلك مسارًا دراميًا. شخصية الملكة إليزابيث فريدة ومتميزة، ما دفع بيتر مورغان، كاتب مسلسل "الملكة" ومسرحية "ذا أوديانس"، إلى دراستها 10 سنوات ثم محاولة صوغ حياة هذه المرأة الشهيرة في سلسلة تلفزيونية، من بطولة كلير فوي بدور الملكة، ومات سميث بدور دوق إدنبرة، وجون ليثغو بدور تشرشل.
&
العرش والصراع&
في عام 1952، حطّت الملكة الجديدة إليزابيث في "مطار لندن" على متن رحلة آتية من كينيا إذ علمت بوفاة والدها الملك جورج السادس وتسلّمها العرش، وتلقّت رسالة من جدتها الملكة ماري، جاء فيها: "فيما تحدّين على والدك، عليك إعلان الحداد على شخص آخر، إليزابيث مونتباتن التي تمّ استبدالها حاليًابإليزابيث رجينا. سينشأ صراع دائم بين هاتيْن الشخصيتيْن، لكن على التاجأن يفوز. لا بدّ من أن يفوز دائمًا".
ليست هذه رسالة حقيقية، بل مشهد من السلسلة الجديدة "ذا كراون". صحيحأن الملك مات فعلًا وحطّت ابنته في "مطار لندن"، لكنّ هذه الكلمات هي من اختراع مورغان الذي كتب الحوار بأسلوب ذكي.
السلسلة مؤلفة من 10 أجزاء، تتابع حياة الملكة منذ عام 1947 وزواجها بفيليب مونتباتن إلى عام 1955، واستقالة وينستون تشرشل من رئاسة الوزراء. وهي الدراما التلفزيونية الأكثر بذخًا وإسرافًا التي تمّ تصويرها يومًا عن العائلة المالكة. هذا العمل من إنتاج شركة "نتفليكس" الأميركية لتزويد خدمات البث الحي عبر الإنترنت، وسيحظى بالتأكيد بإعجاب أنصار المملكة، ومتابعي الدراما التاريخية، ومدبّري المكائد العائلية والسياسية. وبدأ إنتاج 10 حلقات إضافية، مع إمكانية إنتاج المزيد.
&
بطلة في مأزق
يصف مورغان مسلسل "ذا كراون" بأنه "نوع من الملحمة العائلية"، لكنها من دون شك ملحمة عائلية غير تقليدية وفريدة من نوعها. فإليزابيث لم تكن قد تجاوزت الخامسة والعشرين من عمرها حين تولّت العرش، لترث بذلك موقعًا ما كان يجب أن تشغله من كافة الجوانب.
في عام 1936، أدّى تنازل عمها الملك إدوارد الثامن عن العرش (أصبح لاحقًادوق وندسور وكان تخلى عن العرش من أجل أن يتزوج المطلقة الأميركية واليس سمبسون) إلى تتويج والدها، وهو رجل خجول أدّت وفاته عن عمر 56 سنة إلى مواجهة ابنته مسؤولية كبيرة، إذ أصبحت ملكة بشكل مفاجئ.
يقول مورغان: "إنها بطلة في مأزق لا يمكن لأحد منا تصوّره، وهذا الجانب هو الذي سلّط عليه الضوء في هذه السلسلة: إلى أي درجة يؤدّي هذا التغير الهائل في حياتك إلى تغيير كافة علاقاتك وهيكليات السلطة العائلية؟ إلى أي مدى يجعلك هذا والدة وزوجة وشقيقة وابنة مختلفة، حين تكونين في الوقت نفسه رئيسة العائلة الدولة؟"
&
سحرته لكنّه ينكر
ربما لا نجد مؤلفًا مسرحيًا كرّس هذا القدر من الوقت لشخص بذاته بقدر ما فعل مورغان للملكة. ربما وجد موضوع إليزابيث رجينا آسرًا وساحرًا إلى ما لا نهاية، لكنّه ينكر ذلك قائلًا إنّه لا يهتم على الإطلاق بالعائلة المالكة، "إلا إنني كنت قادرًا على الكتابة عن هذه المرأة، وأجهل السبب".
يتابع: "إليزابيث الثانية مرآة فريدة يمكن النظر عبرها إلى النصف الثاني من القرن العشرين - ولا يمكنك التعامل مع هذا الأمر من خلال مسرحية تدوم ساعتيْن، ففكرت في أنه إذا أردت الدخول في تفاصيل هذيْن المنزليْن، هذيْن الصرحيْن، قصر بكنغهام و10 داونينغ ستريت، فسنتمكّن حينها من الحصول على 3 مواسم: ملكة شابة، ملكة في منتصف العمر، وملكة مسنة. وما أن بدأت أعدّ العمل حتى أدركت أن حياة الملكة الشابة تشكّل وحدها موسميْن، ولو طُلب منّي تمديد المسلسل إلى 5 مواسم لملأت هذه المواسم بسهولة".
معركة الشبكات التلفزيونية
في ديسمبر 2013، اجتمع مورغان والمنتج المنفذ أندي هاريس الذي عمل معه في "الملكة"، وستيفن دالدري الذي أخرج "The Audience"، مع كل من "أي تي في" و"بي بي سي" لمناقشة المشروع. وفي يناير 2014، توجّه الثلاثة إلى لوس أنجيليس لعقد اجتماعات مع أربع شبكات تلفزيونية أميركية رئيسة إضافةً إلى "نتفليكس".
اعتقد هاريس أنه سيتمّ اعتبار المشروع إنتاجًا مشتركًا بين شركة تلفزيونية بريطانية وشركة قناة فضائية على غرار "إتش بي أو". وكان اجتماعهم الأخير مع "نتفليكس". قال: "نال هذا العمل إعجاب الجميع، لكن كان رد نتفليكسالسريع مثيرًا للإعجاب، فالإنتاج مقياس لكيفية تحدّي المنصات الإلكترونية على غرار نتفليكس وأمازون للقنوات التلفزيونية التقليدية والأفلام". وقيل أن نتفليكسدفعت 100 مليون جنيه إسترليني لقاء أول 20 حلقة - وهو رقم، استنادًا إلى المنتج أندرو إيتون، من الصعب أو حتى المستحيل على "بي بي سي" مجاراته.
اضاف إيتون: "حين تقوم بشيء يتعلق بحقبة زمنية معينة ويتمحور حول أغنى وأشهر العائلات في العالم، أنت بحاجة إلى مبلغ كبير من المال لتحقيق ذلك"، ولدى نتفليكس أكثر من 83 مليون مشترك في نحو 190 بلدًا. إذًا بحسب إيتون، "إذا شاهد نصف مشتركي نتفليكس مسلسل "ذا كراون"، فهذا أكثر كثيرًا من نسبة مشاهدة أي عرض تلفزيوني أو فيلم في هذا البلد".
&
وقائع تاريخية
تتطوّر حوادث "ذا كراون" في سلسلة من اللحظات الشخصية والشرعية الحساسة خلال السنوات الأولى من حكم الملكة: التتويج، والتضحية بالزواج المتوقّع بين شقيقتها الأميرة مارغريت (فانيسا كيربي) وقائد المجموعة بيتر تاونسند (بن مايلز)، وسعادتها على مذبح الصواب الدستوري، وأوامر الكنيسة، والفترة الضبابية في لندن في عام 1952 التي أنهت تقريبًا مسيرة تشرشل المهنية.
يوسع المزيج الوقائع التاريخية التي خضعت لبحوث وافية ودقيقة، والشخصيات التي تمّ تصويرها بشكل حماسي، فهمنا للملكة ودورها في الحياة الوطنية، وكم هو لافت أن تتمكّن امرأة ورثت العرش وهي غير معدّة سابقًا بهذا السن اليافعأن تحكم بعزم وحزم طوال 64 سنة، وأن يمرّ في خلال حكمها 13 رئيس وزراء.
&
مملّة؟
يوضح مورغان: "في الوهلة الأولى، تبدو إليزابيث ويندسور نقيض ما يبحث عنه مؤلف درامي في أي شخصية. هي خجولة، منطوية على نفسها، ريفية، محدودة الخيال نسبيًا، وفي شخصيتها نوع من الدراما... هي هادئة الطباع، ربما ترغب في شخصية في موقع مهيمن، غير تقليدية، مليئة بالعيوب القاتلة، شهوانية، تتعاطى المخدرات. فالشخصية التي لا تشتكي ليست البطلة التي ترغب فيها لبرنامج تعرضه نتفليكس.
يضيف: "إنه هذا الصراع الذي لم يتمكّن عمها [دوق ويندسور] من التعامل معه على الإطلاق، وهو ما حطّم والدها، لكنها نجحت بطريقة ما في احتوائه. سينظر إليها التاريخ على أنها شخصية متمسكة بالرسميات، لكن في الحقيقة إنها فرد مثلي ومثلك. لذا تبدو الكثير من المعضلات والمواقف مألوفة وشخصية. إنه الأسلوب اللغوي والبروتوكول - علم البشر - الذي يختلف فحسب".
من آن بولين إلى الملكة إليزابيث
تتمتّع كلير فوي ببعض الخبرة في المجال الملكي، إذ أدّت دور آن بولين في "وول هول"، لكنها تقول إن هذا الدور مختلف. في الواقع تؤدي فوي دورها بشكل رائع، فالملكة الصاعدة هي امرأة غير مستعدة بالكامل للدور الذي عليها تأديته، مثقّفة في ما يتعلق بمركزها الدستوري لكن ليس إلى حدّ كبير، لديها معرفة بالأحصنة أكثر منه بالسياسة، وهي تعاني للتوفيق بين تناقضات العائلة والواجب - أهمها في زواجها &- لكنّها تفرض شخصيتها، وذلك بذكاء كبير وحزم ملحوظ.
تقول فوي: "أعتقد أن العمل الذي قامت به استثنائي. فعلى المستوى البشري،أن تخسر والدها وهي شابة وأن يكون لديها طفلان صغيران، وفجأة عليها تحمّل هذه المسؤولية الكبيرة، وكل أثقال الدنيا على كاهلها، يمكن القول إن حياتها تحطّمت بطريقة ما. قد يقول الكثيرون إنها أصبحت ملكة إنكلترا. يا للفرحة! لكن ثمة ما يزعجني في هذا الشأن، أنا أتعاطف معها، وكلما عملت على شخصيتها زاد تقديري لها".
&
مشاهد استثنائية
يكمن أحد مباعث السرور في هذه السلسلة في المقتطفات الشهوانية التي يقدّمها عن الحياة الخاصة لأفراد العائلة المالكة: غرفتيْ النوم المنفصلتيْن للملكة ودوق إدنبرة، المشاهد الرومانسية في القصر حيث الخدم المرتدين زيًا أحمر اللون يحنون رؤوسهم عند عبور الملكة في الأروقة، غرفة الجلوس الدافئة والمريحة حيث تجلس وتقرأ كتبًا عن الأحصنة. يصوّر حياة العائلة المالكة كما لم نرها من قبل. في الحلقة الأولى، ثمة مشهد استثنائي حين يصل جرّاح إلى قصر بكنغهام لإجراء عملية للملك جورج المريض بغية إبقاء خطورة وضعه سرًا. تجري العملية الجراحية في أحد أجنحة القصر على ضوء شمعدان ملوكي &-وهذا ما حصل فعلًا.
فستان زفاف الملكة نسخة طبق الأصل عن فستان من تصميم نورمان هارتنل، استغرق إنجازه 6 أشهر، بينما تطلّب تصميم فستان الزفاف في "ذا كراون" 7 أسابيع فقط، بتكلفة 30.000 جنيه استرليني. تقول فوي إنه في خلال مشهد التتويج، وهي تضع الماكياج الخاص بهذه الطقوس وترتدي التاج، شعرت حرفيًا بثقل عظمة الشخصية، ودور الملكة الذي طُلب منها تأديته.
تطلّب تصوير هذا المشهد 5 أيام، وكان فستان الزفاف يزن طنًا. إضافة إلى التفاصيل الدقيقة المطلوبة واستعمال المرحاض والتاج على الرأس، فلا بد منأن هذه المرأة الشابة تمتّعت بالدهاء وروح المبادرة لترتدي هذا كله، وتمشي بهدوء واتزان في الكنيسة التي تعجّ بالوجهاء ورؤساء الدول... من برأيكم كان سيتمكّن من القيام بذلك وتحمل هذه المسؤولية وإتمام العمل كما يجب لفترة بهذا الطول بدون أن يشتكي حتى؟ هذا أمر مدهش فعلًا.
&
التاج والحكومة
أحد الموضوعات الأساسية التي يتمحور حولها المسلسل هو العلاقة بين التاج والحكومة، وتجدر الإشارة إلى أنّه حين طلب فريق الانتاج الإذن لتصوير حفل إزاحة الستار عن صورة تشرشل المثيرة للجدل التي رسمها غراهام ساذرلاند، في المكان الذي أقيم فيه فعليًا، أي قاعة وستمنستر في مجلسي البرلمان، رُفض الطلب.
وفي هذا الإطار قال إيتون: "سمحوا بتصوير فيلم "سوفرجت" هناك. والسبب الذي دفعهم إلى منعنا من ذلك هو أن الموضوع قد يكون مثيرًا للنزاع". كما رفضوا تصوير مشاهد تتويج الملكة وزواجها في كنيسة وستمنستر، فاستعمل المنتج كاتدرائية إيلي.
يمتد النفوذ الملكي في كل مكان، ويذكر إيتون في إحدى المرات حين كانوا يصوّرون مشهدًا في منزل كبير في بيركشاير، تلقى صاحب المنزل اتصالًاهاتفيًا من القصر الملكي لإيقاف ذلك، لكنّ الأمور سارت على ما يرام آنذاك.
النظام الملكي والعصر الحديث
بضربة من نبوغ خيالي، وبعد ضغوط هائلة من دوق إدنبرة في شأن الحاجةإلى إحضار النظام الملكي إلى العصر الحديث، دخلت الكاميرات للمرة الأولىإلى الكنيسة لتصوّر حفل التتويج. وكان دوق ويندسور، المنفي إلى باريس، يشاهد البث مع مجموعة من الأصدقاء، فسألوه عن سبب إخفاء الملكة عن الأنظار تحت قبة ذهبية في أكثر اللحظات قدسيةً في الحفل، وهي المسح بالزيت المقدّس، أجاب: "من يريد الشفافية حين يمكنك الحصول على السحر؟ من يرغب في النثر بينما يمكنك الحصول على الشعر؟ ارفع الحجاب وماذا يتبقى لك؟ امرأة شابة عادية ذات قدرات متواضعة ومخيلة محدودة. لكن ألبسها بهذه الطريقة وامسحها بالزيت، ويا للروعة، علام تحصل؟ إلهة".
إذًا، يقوم مورغان بمنح دوق ويندسور (يؤدّي دوره أليكس جنينغز) أفضل الجمل عن النزاع بين السعادة الشخصية والواجب الملكي.
في إحدى المحادثات الخيالية التي يجيدها مورغان بشكل بارع، يشبّه الدوق نفسه والملكة بأبي الهول وغانيشا. يقول لها: "نحن أنصاف أشخاص، ممزقون من صفحات بعض الأساطير الغريبة، هذين الجانبين لنا، البشر والتاج، منخرطون في حرب أهلية مخيفة لا تنتهي أبدًا وتنخر كل معاملة بشرية كالشقيق والزوج والشقيقة والزوجة والأم. أفهم الحزن الذي تشعرين به وأنا هنا لأخبرك أن هذا الشعور لن يفارقك أبدًا".
بالنسبة إلى الملكة، تتمثّل هذه المعضلة في علاقتها بزوجها الذي تحطّمت آماله بمواصلة مسيرته المهنية الخاصة في البحرية الملكية لحظة وفاة الملك جورج.
شخصية غريبة
يصوّر "ذا كراون" دوق إدنبرة ممزقًا بين الرغبة في دعم زوجته من جهة، وقيود البروتوكول وضغوطه الملقية على زواجهما من جهة أخرى، ما يدفع به إلى البحث عن ملجأ برفقة أصدقاء مستهترين، وعلاقات أخرى كما يشير البرنامج بمهارة. ربما تبدو شخصيته الشابة الوسيمة والمليئة بالحياة والثملة والمتنقّلة في سيارات رياضية (يؤدّي الدور مات سميث) غريبة تمامًا بالنسبة إلى معظمنا، وقريبة أكثر إلى صورة الدوق المتصلّب ونافذ الصبر وعديم اللباقة الذي نعرفه في التاريخ الحديث.
يقول سميث: "إذا سألت معظم الناس في بريطانيا عن الأمير فيليب، فهذا رأيهم به. لكنني وجدت في شبابه الكثير مما يستحق التقدير. كان بحارًاممتازًا ومحترمًا في البحرية، كان ذكيًا وبارعًا وأبًا رائعًا، فهو من كان يهتم بالدرجة الأولى بالأولاد".&
يوضح سميث أنه قبل تأدية هذا الدور، لم يكن مهتمًا أو متأثّرًا إلى حدّ كبير بالعائلة المالكة، لكن بعد هذه السلسلة، تغيّر الوضع: "فبات عندي اهتمام وعاطفة كبيريْن &- خصوصًا تجاه فيليب. وكما هي الحال مع أي شخصية تؤديها، بدأت أنحاز إلى وجهة نظره وحسّه القائل "لا.. أنا رجل ويجب أن تُسمع كلمتي. لماذا يجب أن أسير وراءك؟".
دور تشرشل
كان أن يؤدي أميركيًا دور تشرشل خيارًا جريئًا، إذ يمكن القول إنه أكثر البريطانيين شهرة في التاريخ الحديث. لكن إيتون يقول: "عند قراءة النص للمرة الأولى، كان جليًا للجميع أن ليثغو وُلد لهذا الدور، وكان يملك الصوت والنبرة والتصرّف، كما غاص في الشخصية وقرأ كل سيرة حياة صادفها، وزار شارتويل وملجأ تشرشل في الحرب". ويلفت جون في هذا الإطار إلى أنّه يأمل النجاح في نقل روح تشرشل وشخصيته المتقلّبة التي تتمتّع بصفات تختلف بين المزاجية والشجاعة والعاطفية.
وبالنسبة إلى الفارق في الطول بين ليثغو وتشرشل (ليثغو أطول من تشرشل بمقدار قدم)، كان على فريق الإنتاج جعل باب 10 داونينغ ستريت أعلى للحفاظ على النسبية.
ويصف ليثغو "ذا كراون" بأنه "السلسلة الدرامية الأكثر رقيًا مع رهانات عالية". وعلى غرار تحويل أي عمل تاريخي إلى دراما تلفزيونية، "ذا كراون" يقيم توازنًا بين نهاية الوقائع وبداية الخيال.
بمنزلة والدة
لكن لا بدّ من ضرورة الابتكار في تجسيد الشخصيات وحواراتها الخاصة. فبحسب مورغان، هذه ليست الملكة، إنها ملكته هو، وليس الهدف نقل الصورة بحذافيرها، بل الدخول إلى عقلها والتعامل مع التحديات التي تواجهها.&
يقول في هذا السياق: "مرت أوقات كنت أود لو أنها أجابت بطريقة معينة، لكن بعد فترة تقول "ما كانت أبدًا لتقول ذلك"... لكن ما أدراني؟ لم ألتق بهذه المرأة أبدًا".
إنه دليل على مهارات مورغان ككاتب سيناريو، فبالنسبة إلى الكثيرين اكتسبت نسخاته عن ديفيد فروست وبراين كلو والملكة موثوقية على صعيد السيرة الذاتية. فهو، وفقًا لروبن جانفرن الذي كان نائب وزير الملكة الخاص، يبلي حسنًا في أعماله لأنّه "يستهدف الحقيقة أكثر مما يستهدف الدقة".
السخرية هي أنه بعدما عاش، إذا جاز التعبير، مع العائلة المالكة أكثر من 10 سنوات، يقرّ مورغان بأنه لا يهتمّ كثيرًا لهؤلاء الناس، لكنّه يلفت إلى أنّنا في أعماقنا نعرف أنّهم يمثّلوننا ونمثلهم. ويوضح أن الملكة ستبلغ نفس عمر والدته الراحلة، "هي بمنزلة والدتي، وجدة لغيري. سواء أعجبك الأمر أم لا، ففي اللاوعي العميق، هذا أمر قوي ونافذ".
أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلا عن الغارديان البريطانية على الرابط التالي.