أخبار

تحالف إعلامي وطني يقود التغطيات الصحافية للمعارك

صحافيو العراق ضحايا على جبهة تحرير الموصل

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فيما أكملت اليوم عملية تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من سيطرة تنظيم داعش أسبوعها الأول، فإن الصحافيين أصبحوا جزءًا من الخسائر التي تسفر عنها المعارك هناك، والتي يقوم تحالف وطني عراقي يضم قنوات تلفزيونية عدة بتغطيتها، حيث قتل وأصيب حتى الآن ثمانية إعلاميين، وسط انتقادات للقيادات العسكرية بسبب زجّها الفرق الإعلامية في خطوط المواجهة مع مسلحي التنظيم.

إيلاف من بغداد: نعت نقابة الصحافيين العراقيين مسؤول قسم الأخبار في قناة تركمان إيلي أحمد هاجر أوغلو، الذي قتل في منطقة التسعين في وسط كركوك، على أيدي قناص لتنظيم داعش الجمعة.. ودعت الصحافيين والإعلاميين إلى توخي الحيطة والحذر واتباع إجراءات السلامة المهنية أثناء تغطيتهم للأحداث.

كما نعى المرصد العراقي للحريات الصحافية مصور قناة السومرية الفضائية علي ريسان الذي قضى في معارك تحرير الموصل بسلاح قناص داعشي، عندما كان يغطي المواجهات الشرسة ضد التنظيم في ناحية الشورة في جنوب الموصل، والذي وصل جثمانه إلى بغداد الليلة الماضية، حيث ساهم مغرّدون بترويج هاشتاغ #علي_ريسان استذكارًا وتخليدًا للمراسل ريسان.

علي ريسان مصور قناة السومرية العراقية

وقال علي الموسوي، الذي كان برفقة الصحافي لحظة مقتله، إن قناصًا من عناصر داعش استطاع أن يصيب الزميل إصابة بالغة أثناء تغطية المعارك في قرية البو فشكة.. موضحًا بالقول: "حاولنا نقله إلى أقرب نقطة طبية، لكنه فارق الحياة".

وأشار محمد الشمري المراسل الحربي الميداني للمرصد إلى أن زميله علي ريسان والعشرات من الصحافيين الذين يغطون معارك الموصل هم عرضة للإستهداف، لأنهم يندفعون بشكل لافت وشجاع لتغطية الأحداث المتسارعة، ما يؤدي إلى جرح العديد منهم، وكان آخرهم ريسان، الذي سقط بسلاح قناص، وهو الثاني خلال يومين، بعد أحمد هجر أوغلو.

إصابة ستة صحافيين &&
كما أصيب ستة صحافيين، بينهم أميركي، خلال تغطية سير العمليات العسكرية في الموصل، التي بدأت الاثنين الماضي، لتحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش، الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014.&

وإلى جانب إصابة صحافيين من قناة وار ووكالة رويترز للأنباء، فإن مراسل قناة زاكروس الكردية أصيب بسلاح قناصي داعش في قرية كبروك.&

فقد أصيب صحافي أميركي يعمل لحساب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة خلال عمليات استعادة ناحية برطلة في شرق الموصل. دخل الصحافي براين فيدو للتغطية الصحافية مع القوات العراقية خلال اقتحام الناحية، إلا أن القوات تعرّضت لهجمات انتحارية بأكثر من سيارة مفخخة، أصيب الصحافي في إحداها، وتم نقله إلى مستشفى في مدينة أربيل للعلاج.&
&&
وكان فريق من صحيفة نيويورك تايمز، بين أعضائه صحافيون أميركيون، وصلوا قبل أيام لتغطية معارك الموصل. من جهته، أعلن المرصد العراقي للحريات الصحافية عن إصابة الصحافي أحمد الزيدي مراسل قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم إثر سقوط قذائف هاون خلال مرافقته للقوات العسكرية العراقية في ناحية برطلة في شرق مدينة الموصل.

وقال عباس العيساوي، مدير عام قناة الفرات في تصريح صحافي، إن "الزيدي أصيب إثر سقوط قذائف هاون شرق الموصل، حيث أسفر عن جرح في ساقه، وتلقى العلاج في المستشفى الحربي المتنقل هناك".

كما تعرّض فريق عمل قناة العراقية نيوز المملوكة للدولة أمس إلى قصف بقذائف الهاون من قبل عناصر داعش في محور الحمدانية في شرق الموصل.&

انتقاد لزجّ قيادات العمليات للإعلاميين في خطوط المواجهة
وقد انتقد مرصد الحريات الصحافية قيادات العمليات العسكرية لزجّها الفرق الإعلامية في خطوط المواجهة مع مسلحي تنظيم داعش. وحمّل المرصد في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه القيادات العسكرية مسؤولية عدم التنسيق مع الصحافيين والفرق الإعلامية أو توفير وسائل النقل المطلوبة لهم، وطالبها بعدم زجّهم في خطوط المواجهة المسلحة.&

من جهته، قال رئيس المرصد إن قوات مكافحة الإرهاب لم تهتم بتوفير السبل اللازمة لحماية الصحافيين، داعيًا إلى إيجاد خطة جديدة لآلية تؤمّن تحرك الصحافيين أثناء المعارك لتجنب خسارة المزيد منهم. وطالب الصحافيين بارتداء ملابس مقاربة لتلك التي ترتديها القوات المقاتلة.

ووجّهت الإعلامية الدكتورة سلوى زكو نداء إلى القادة الميدانيين في مختلف الجبهات، دعتهم فيه إلى المنع بالقوة أي صحافي لا يلتزم بشروط السلامة المهنية من مرافقة العمليات العسكرية أو لا يرتدي الخوذة الواقية على رأسه أو واقي الرصاص على صدره.. وكذلك أي صحافي يتقافز بين العجلات العسكرية أثناء التقدم، كي يحظى بلقطة نادرة يشكره عليها رئيسه الجالس في مكتبه في بغداد يشرب الشاي والقهوة. وطالبتهم أيضًا بمنع أي صحافي لا يلتزم بتعليماتهم "فالقائد الميداني وحده هو من يصدر الأوامر".

تحالف إعلامي وطني يقود التغطيات الصحافية للمعارك
ويقود تحالف وطني إعلامي، أطلقته شبكة الإعلام العراقي الرسمية، التغطيات الإعلامية لتطورات العمليات العسكرية لتحرير الموصل.

يعتمد التحالف خطة إعلامية موحدة لتغطية تحرير المدينة، وتقديم جميع الخدمات الفنية والصحافية إلى وسائل الإعلام، كما يؤمّن غرفة عمليات مشتركة ستستمر حتى التحرير النهائي للمدينة.

يبث تحالف الإعلام الوطني عند الساعة السادسة من مساء كل يوم نشرة أخبار مصورة موحدة عن عمليات تحرير الموصل عبر قنوات السومرية والعراقية وهنا بغداد والفرات والرشيد و أي إم بي والحدث.

وأطلق تحالف الإعلام الوطني خلال الساعات الأخيرة هاشتاغين جديدين بعنواني #فجر_الحدباء و#علي_ريسان، وذلك ضمن حملة إعلامية مستمرة منذ أيام في مواقع التواصل الاجتماعي ضد تنظيم داعش.

وقد ثمّن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي نجاح تحالف الإعلام في نشرته المشتركة.. وقال في بيان مقتضب "بارك الله بجهدكم الوطني بالكلمة الصادقة دفاعًا عن الحقيقة وعن المقاتلين الأبطال وعن كل العراقيين".

يطلق التحالف هاشتاغ بشكل يومي من على شاشات التلفاز المتعددة، حيث إن غرفة التحالف تدعمها مجموعات وطنية للإعلام الإلكتروني، على رأسها #فوج_الموصل_الالكتروني، و#خلية_شباب_نينوى و#فريق_تويتر_العراقي.

يذكر أن المرصد العراقي للحريات الصحافية أعلن في يوليو الماضي عن مقتل 8 صحافيين خلال النصف الأول من العام الحالي، بينهم 5 قتلوا خلال تغطية معارك تحرير مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش.

ويصنف العراق على أنه من بين أكثر البلدان خطورة في ما خص العمل الصحافي، حيث قتل المئات من الصحافيين منذ إسقاط النظام العراقي السابق عام 2003، ووفق أرقام المرصد ونقابة الصحافيين العراقية فإن 420 صحافيًا قتلوا في البلاد منذ ذلك العام.
&

&


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف