مقتل 38 مدنيًا خلال يومين في غرب حلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حلب: هزت اصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة الاحد ارجاء مدينة حلب السورية في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والاسلامية على اطراف احياء المدينة الغربية، حيث قتل 38 مدنيًا، بينهم 14 طفلا.
وتدور منذ يوم الجمعة اشتباكات عنيفة عند اطراف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، اثر هجوم شنته فصائل مقاتلة واسلامية و"جهادية"، بينها خصوصًا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) وحركة احرار الشام وحركة نور الدين زنكي. وتهدف الفصائل من خلال هجومها الى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة اشهر على الاحياء الشرقية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس "قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا، جراء مئات القذائف والصواريخ التي اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها". واشار الى اصابة "حوالى 250 آخرين بجروح".
وتشكل مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري والاكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011. وهي مقسمة منذ العام 2012 بين احياء غربية يعيش فيها حوالى مليون و200 الف شخص، واخرى شرقية يعيش فيها اكثر من 250 الف شخص.
وافاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية، التي تعد بعيدة نسبيا عن جبهات القتال، الاحد ان اصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت ارجاء المدينة طوال الليل، ولا تزال مستمرة. واكد مشاهدته اعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة.
هجوم ضخم ومنسق
واوضح عبد الرحمن بدوره ان "الاشتباكات على اشدها في محور ضاحية الاسد، اذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية" الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للاحياء الشرقية. ولفت مدير المرصد الى "عدم حصول تقدم حتى اللحظة، في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بعشرات الصواريخ"، مشيرا الى "وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح الى الطرفين".
وكانت الفصائل، وبعد ساعات على اطلاقها الهجوم، سيطرت على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد، ولم يتمكن الجيش السوري سوى من استعادة بعض النقاط، فيما تمكن من صد هجوم عنيف آخر على حي جمعية الزهراء. وتدور المعارك على جبهة تمتد حوالى 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند اطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى اطراف حلب الجنوبية.
وقال مصدر سوري ميداني لفرانس برس ان هجوم الفصائل "ضخم جدا ومنسق". وتمثل ذلك، بحسب قوله، "بالتمهيد الناري الكبير بصواريخ الغراد التي حصلوا عليها من جهات عربية، وبالعربات المفخخة، وبالمقاتلين الاجانب في صفوفهم". واكد ان "الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الاسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق اي محاور اخرى".
جبهة "من الداخل"
في المقابل اكد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف لفرانس برس ان "معنويات الثوار مرتفعة جدا"، مشيرا الى "هجوم مرتقب من داخل الاحياء الشرقية" لدعم العملية الجارية. وقال "لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها".
واسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة، بحسب المرصد، عن مقتل "اكثر من 50 مقاتلا سوريا وآخرين اجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها" فضلا عن عشرات الجرحى.
ورغم الغارات السورية والروسية على مناطق الاشتباك منعا لتقدم الفصائل، لم تستهدف الطائرات الحربية الاحياء الشرقية. ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة طلبا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب.
وكانت روسيا اوقفت منذ حوالى اسبوعين شن غارات على شرق حلب، تمهيدا لهدنة اعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 21 اكتوبر، وذلك بعد حوالى شهر من هجوم اطلقته قوات النظام بهدف استعادة الاحياء الشرقية. وانتهت الهدنة من دون ان تحقق هدفها باجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين في ذلك.