تحت عنوان «التاريخ... من يكتبه ومن يستلهمه»
مثقفون يناقشون قضايا النشر في معرض الشارقة للكتاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمامصي: تتواصل فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ 35 مناقشة قضايا الابداع والنشر والترجمة سعيا وراء معالجة الكثير من القضايا الفنيية والجمالية وكاشفة عن الثغرات التي تؤثر سلبا على المشهد الثقافي العربي في مختلف جوانبه سواء ما تعلق بالابداع أو صناعة النشر أو التاريخ والترجمة.. فقد أكد أكاديميون متخصصون في علم التاريخ، أن المفهوم الواسع للمؤرخ تغير كثيراً في العصر التقني، حيث أصبح لكل قادر على الكتابة والتصوير القدرة على قول كلمة بشأن حادثة معينة وثقها من خلال الصورة، ونشرها في مواقع التواصل، لتكون شهادة حية يؤخذ بها فيما يمكن الأخذ به لتوثيق حوادث حياتية معينة تشكل جزءاً من الواقع الحالي للتاريخ.
في ندوة بعنوان "التاريخ، من يكتبه، ومن يستلهمه؟"، ناقش ثلاثة من الأكاديميين المتخصصين في التأريخ هم: د.نجيب بن خيرة ، ود.نور الدين الصغير، ود.خالد السعدون القضية من زوايا عدة حيث رأى د.بن خيرة أن المستعمر في العادة هو الذي كتب التاريخ للشعوب المستعمرة، لكن الدول انتبهت إلى ذلك بعد عهود الاستقلال، فانطلقت لكتابة تاريخها من جديد، وظهرت أسماء بارعة في هذا المجال كالدكتور عبد العزيز الدوري، ونيقولا زيادة، ونجيب عازوري، كلها كانت رد على على تاريخ المستعمر لأنه يكتبها للشعوب من وجهة نظره هو لا هي.
وفي مداخلة له على هذا الرأي بيّن د.خالد السعدون أن انتقادنا للمستعمر على كتابته للتاريخ ينبغي أن لا ينسينا دوره في تعليم أسس كتابة التاريخ، فهذا العلم وأدواته نشأت هناك، واستفاد منه المؤرخون المعاصرون كثيراً، كما أنه ليس كل التاريخ الذي كتبه المستعمر للشعوب المستعمرة سيئاً وإنما هناك الكثير من المؤرخين الذين أنصفوا الحقيقة.
وأشار د.نور الدين الصغير إلى أن صفات المؤرخ الناجح عند الغربيين هو: من يفهم الماضي ويدرك الحاضر ويستشرف المستقبل، وتحدث عن 4 من المؤرخين العالميين المشهورين ككارل بولاتي، وفون هايك من المدرسة المجرية، وصموئيل هنتغنتون، وفرانسيس فوكوياما"، ورؤاهم المختلفة التي تنبأت بالكثير من الواقع التاريخي العالمي الحالي.
وبين د.السعدون أنواع استلهام التاريخ الأربعة "الإبداعي، والعبرة، والمؤذي، والأمثل" الذي ينص على أهمية فهم المؤرخ الحاضر في ضوء الماضي، وله القدرة على تحليل الحدث وليس مجرد نقله، واختتم الدكتور نجيب بن خيرة أن من أبرز صفات المؤرخ الناجح: أن يكون واسع الثقافة، ويفكر بالتاريخ ولا يسرده، وله القدرة على التجرد عند الكتابة.
التجريب في النثر والشعر
ناقش الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله، والناقد والباحث والقاص الإماراتي سلطان العميمي، وفي الندوة التي أدارتها الإعلامية صفية الشحي، قضية التجريب بين النثر والشعر، فقال صر الله "لا يوجد كاتب يتجه إلى التجريب من أجل التجريب فقط، وذلك لكون أن هذا الفعل يعتبر في حد ذاته جزءاً أساسياً من العملية الإبداعية الفنية، فمثلاً محاولة التجريب في الرواية هي محاولة المساهمة في هذا الفن، وبالنسبة لي لا شئ يقلقني كالتكرار فمنذ البداية أنا أكره التكرار، وربما أنني وعيت لهذا الشئ منذ وقت مبكر، وتحديداُ حينما كتبت رواية "براري الحمى" والتي كتبتها كما فهمتها، وربما كتبتها تحت تأثير المسرح الأغريقي".
أضاف نصر الله "حينما صدرت هذه الرواية انقسم القراء والنقاد حولها، فكان السؤال هل يمكن أن تكون اللغة بهذه الدرجة، وأن يكون عدد الضمائر في أول ثماني صفحات فيها أربعة ضمائر فقط، حيث كانت هذه المسألة مغامرة كبيرة، كما أنه وفي الوقت الذي كان فيه العالم العربي يبحث في هل هذا العمل يعتبر رواية حداثة أم لا، كان العالم الغربي قد أكد أن العمل يعتبر رواية ما بعد الحداثة، وذلك لكون اللغة فيها كانت عالية جداً، وأن الحدث فيها كان أشبه ما يكون بالأسطورة".
وأوضح "أما في رواية "حارس المدينة الضائعة" فالحديث فيها كان عن شخصية مسحوقة ولكنها غائبة عن حاضرها، وكشفت الرواية أن هذه الشخصية تدرك الجزئيات وتغيب عنها الكليات، وفي رواية "طفل الممحاة" كانت الشخصية أكثر انسحاقاً، وكانت تعبر عن جندي عربي يذهب ضمن أحد الجيوش العربية لتحرير فلسطين، هذه الشخصية الغائبة تماماً والتي اتخذت فيها مسار السيرة الذاتية لأن السيرة الذاتية أعتبرها من وجهة نظري بنية ماحية، وقد كان هذا البناء أدق بناء يمكن أن يعبر عن الرواية، بعكس بناء رواية "مجرد اثنين فقط" التي كانت الشخصيات فيها تقوم باستحضار الماضي لتكون قوية به ولكي تتكثف وتحتشد لتقاوم لحظة الإبادة".
واعتبر نصر الله أن روايته "شرفة رجل الثلج" كانت فريدة لكونه كتبها بخمسة أشكال، كما أشار إلى أن روايته "أرواح كليمنجارو" التي صاحب فيها أطفال فلسطينيين فقدوا بعض أطرافهم في رحلة إلى قمة جبل كليمنجارو، كاشفاً عن أنه لم يتوقع قبل الرحلة أنه سيكتب عمل روائي، وظن أنه يمكن فقط أن يكتب كتاب عن أدب الرحلات.
ومن جانبه قال سلطان العميمي:"الحديث عن التجريب أمر صعب جدا، والإمساك بتعريف قاطع له كمحاولة الإمساك بقطرة زئبق، وذلك لكون مفهموم التجريب يمتد إلى فضاءات شاسعة تشمل التجريب في اللغة وفي البناء وفي الجنس الأدبي نفسه، وأعتبر أن الوعي بما كتب من أشكال أدبية سابقة هي مسألة مهمة جداً بالنسبة للكاتب الذي يبحث عن التجريب، لأنه إذا لم يطلع على الأشكال السابقة سيقع في التكرار بشكل أو بآخر".
وحول محاولته في التجريب أكد العميمي أن لديه محاولتين في التجريب كانت الأولى على صعيد الرواية بينما كانت الثانية على صعيد القصة القصيرة، ففي مجال القصة القصيرة كانت المحاولة في عمله الأخير "غربان أنيقة" التي ظهرت فيها ثلاث محاولات، الأولى ظهرت في تعدد أصوات الرواة، وهذا موجود فقط في الروايات، ولا يسمح به في القصة القصيرة، والمحاولة الثانية هي خلق الحدث في الظلام، والثالثة صناعة قصة أشبه بالكولاج مقتبسة من عدة عناوين أدبية، أما على صعيد الرواية أشار العميمي إلى أن التجريب فيها كان نابعاً من عدة أسباب أهمها البعد عن التكرار.
التنوع داخل التجربة
وحول تجاربه الشعرية المتنوعة واستخدام التجريب قال إبراهيم نصر الله: "الاختلاف دائما شئ مهم، وأنا أؤمن بأهمية التنوع داخل التجربة، فالكاتب الذي لا يهتم بالتنوع يكون مصير أعماله النضوب، وحول تجربتي الشعرية فقد كانت لدي ثلاثة دواوين قائمة على القصيدة المتوسطة، التي تقع في ثلاث أو أربع صفحات، كديوان "نعمان يسترد لونه" الذي تضمن شخصيات وأزمنة ومدن تدور فيها أحداث، وهذا الديوان أشبه ما يكون إلى نصف رواية، ثم توجهت إلى القصيدة الدرامية الطويلة في ديوان "الفتاة النهر والجنرال" التي يصل عدد أبيات بعض قصائدها إلى ألف بيت".
وأضاف نصر الله "بعد ذلك حدث تحول غريب في تجربتي الشعرية وذلك عندما اتجهت من القصيدة ذات الألف بيت إلى القصيدة ذات الأربعة أو الثلاثة أبيات، والتي نجدها في ديوان "عواصف القلب" الذي أحدث صدمة عند قرائي، واعتبر أن هذا الديوان وبرغم الانتقادات التي وجهت إليه في بداية الأمر، أنه قد فتح باباً واسعاً في اتجاه القصائد العربية القصيرة جداً، حيث صدرت بعده مباشرةً مجموعة كبيرة من الدواوين المشابهة له، وقد كان حجمه صغير جداً (9 × 13 سم)، وكان هذا الحجم لا يستخدم عادةً، ولكن بدأنا بعد ذلك نرى كثير من الدواوين تصدر بهذه القطع".
وأشار نصر الله إلى أنه بعد ذلك توجه إلى القصيدة السيرية، وحدث ذلك في ديوان "الأم والأبن" الذي تضمن كتابة سيرة ذاتية لأم من لحظة ميلادها وزواجها والبيوت التي تنقلت فيها وبقية مراحلها، كما أشار إلى ديوان "مرايا الملائكة" الذي كتب كل قصائده عن الشهيدة إيمان حجو الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الأربعة أشهر".
وفيما يخص محاولاته التجريبية في القصة القصيرة أكد سلطان العميمي أن القصة القصيرة كانت موجودة في الأدب العربي قديماً، وقد تم التوثيق لها من خلال سرد النوادر، لافتاً إلى أنها بدأت مؤخراً تحتل مكانة أكبر وبدأ الكتاب يلتفون حولها، وأشار العميمي إلى أن محاولات التجريب في القصة القصيرة بدأت من خلال اختصارها في حوالي التسعة أسطر، ومن ثم في سطر واحد، إلى أن وصلت في بعض الأحيان إلى ثلاث كلمات، وكشف عن أنه كتب قصة قصيرة من ثلاث كلمات وأنه لم ينشرها حيث يقول نصها "اشتعلت لتطفئ اشتعالها" وقال: "تركت تأويلها للقارئ".
وسائل وطرق الترجمة
وعالجت ورشة قضايا الترجمة العديد من مواضيع الترجمة، ومعاييرها، وجودتها، وفنونها، إذ استعرضت هبة شلبي من معهد جوته مسار الترجمة والتحديات التي تواجهها وأساليب تحسين الجودة، مقدمة ترجمة مباشرة لمقتطفات من الكتاب الألماني "متاهة الأكاذيب" للكاتبة الألمانية أوتيه كرواس، وذلك عن طريق استخدام مشروع "ليتريكس"، البوابة الإلكترونية للأدب الألماني وبرنامج الترجمة المباشرة الذي طوره معهد غوته.
وقالت هبة شلبي "أحياناً، لا تُجدي الترجمة نفعاً عندما تتم بشكل حرفي كلمة مقابل كلمة، عندئذٍ يجب على المترجم تقدير المواضع التي تستوجب تبسيط النص، وتغيير مواضع بداية الجمل وربطها بهدف إثارة اهتمام القرّاء، وشدهم إلى القراءة، مع مراعاة الفروق اللغوية وأخذها في الحسبان، فعلى سبيل المثال، تبدأ الجمل العربية بالأفعال في معظم الأحيان، وفي ترجمتي أبدأ أحياناً بالفاعل بدلاً من الفعل".
وأضافت "من أكثر الاستراتيجيات نجاحاً ترجمة معظم أجزء النص حرفياً، ثم إجراء التعديلات اللازمة، والتدقيق وضبط جودة الترجمة، لإغنائها جمالياً وجعلها أكثر سلاسة وقبولاً، لأن هذه الاستراتيجية تحتفظ بأصالة النص الأصلي إلى أقصى حد ممكن، وتضمن عدم ضياع التبطينات والتلميحات الثقافية الفريدة، كما تضمن سلاسة التدفق الأدبي وتماسكه".
وأثبت العرض المباشر للترجمة عبر برنامج مشروع "ليتريكس" فاعليته وفائدته، إذ استفاد منه الحضور وتعلموا كيفية مواجهة التحديات والمعضلات التي يواجهها المترجم أثناء عملية الترجمة، وكيفية التعامل معها الواحدة تلو الأخرى، وناقش المتحدثون أهمية اختيار الكلمات مع مراعاة الجمهور المستهدف.
الأدب الهندي
وتحدث الكاتبان شاجاهان مادامباتو، وس. جوبالاكريشنان، عن أثر "الهنود وشعب الملايا" في الأدب الهندي، حيث استعرضا فيها تجربتهما في الكتابة بعد أن أقاما لعقدين من الزمن في مدينة دلهي. وتوقف الكاتبان عند أثر المحمول الثقافي لثقافة الملايا، ومجمل الثقافة الهندية في كتابة النص الإبداعي، إذ انطلق الكاتبان من العلاقة التي يبنيها المبدع مع الفضاء الجغرافي، والثقافي، الاجتماعي، بوصف الكتابة إعادة انتاج لمجمل المتغيرات والمشاهد التي تعليق في ذاكرة الكاتب.
وتناولا مستوى الغنى المعرفي والثقافي الذي تحمله الملايا، إذ تعد المالايالي مصطلحا مستخدماً في الإشارة إلى المتحدثين الأصليين باللغة المالايالامية التي نشأت في ولاية كيرلا الهندية، وشهد هذا المصطلح توسعاً بحيث بات يشمل جميع المهاجرين من نسل المالاياليين الذين يحتفظون بجزء من التقاليد الثقافية المالايالية حتى وإن لم يكونوا من المتحدثين الدائمين بهذه اللغة.
وكشف الكاتبان خلال عرضهما للجذور التاريخية "أن أصول الشعب المالايالي تعود إلى ولاية كيرلا ومع ذلك توجد أعداد لا يستهان بها منهم في أرجاء أخرى من الهند والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية. ووفقًا للإحصاءات الهندية لسنة 2001، يبلغ عدد الناطقين بالمالايالية 30803747 متحدثًا أصليًا في كيرلا، بنسبة تبلغ 96,7 % من تعداد هذه الولاية. ولهذا السبب تستخدم كلمة أبناء كيرلا كثيرًا بنفس المعنى، رغم عدم معرفة المقصود بها تحديدًا".
وأوضحا "أن التكوين الثقافي للمالاياليين بدء من انتمائهم في القرن الثالث تقريبًا من العصر الحاضر، إلى حقبة تاريخية محددة بدقة تعرف باسم تاميلاكام التي اتسعت لتشمل مملكة تشيرا وتشولا وبانديا والساحل الجنوبي لولاية كارناتاكا، وبعد ذلك، عندما وصلت الطوائف العرقية الأخرى مثل نامبوثيريس أخذت تتشكل ثقافات مختلفة، ثم أخذت ثقافتهم في الانفتاح بمرور مئات السنوات من الاحتكاك بالثقافات الأجنبية مثل المجتمعات السورية واليهودية والعربية والبرتغالية والإنجليزية التي ترك كل منها أثرًا لا ينكر. وغالبًا ما كانت هذه المجتمعات الأجنبية تقيم في كيرلا وتخالط السكان المحليين مما أسفر عن طوائف عرقية مختلفة".
احتراف الكتابة وطقوسها
عرض كل من الكاتب الفلسطيني محمود شقير، والكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي، والكاتب الكندي تيري فالس، خلال ندوة "كيف أصبحت كاتباً محترفاً؟" تجاربهم المختلفة ورحلتهم مع الأدب، وتحولهم إلى كتاب محترفين، وطبيعة الطقوس التي يعتمدونها خلال الكتابة، والجوانب التي أثرت في حياتهم وقادتهم لاحتراف الكتابة والتأليف. حيث أشار شقير إلى أن بداياته تعود إلى 1962، حيث بدأ بكتابة القصة القصيرة، ونشرها في مجلة الأفق الجديد المقدسية، ثم تحول بعدها ناحية المقال السياسي تحت أسماء مستعارة التي كان ينشرها في عدد من الصحف الفلسطينية الصادرة في القدس والمناطق المحتلة عام 1948، ولكنه سرعان ما عاد إلى دائرة الأدب مجدداً، عبر تدعيم موهبته بالقراءة لكبار الكتاب العرب والغرب مثل انطون شيخوف ويوسف ادريس، حيث ساهمت هذه القراءات بصقل قدراته.
وأوضح شقير أن تجربته الأولى مع الاعتقال، قد فتحت أمامه الفرصة لأن يكتب داخل المعتقل. وقال: "خلال اعتقالي في المرة الأولى، صدرت لي أول مجموعة قصصية عن دار صلاح الدين للنشر في القدس، وحملت عنوان "خبز الآخرين"، وقد لقيت هذه المجموعة نقداً جيداً". وتابع: "اعتقلت للمرة الثانية في 1974 وحينها تم ابعادي إلى بيروت، وهناك وجدت طعماً آخر للثقافة، وتم استقبالي بصدر رحب، خاصة وأن كتابي "خبز الآخرين" كان قد سبقني إلى هناك، وهناك أصدرت مجموعتي الثانية".
ولفت شقير إلى أنه تحول بعد ذلك إلى كتابة المسلسلات التاريخية، وحمل أول عمل تلفزيوني له عنوان "عبد الرحمن الكواكبي"، وأكد أنه انصرف بعدها ناحية القصة القصيرة جداً. وقال: "صدر لي فيها 6 كتب، وحاولت الاستفادة من نجوم الفن والرياضة والسياسة لكتابة هذه القصص، واسقاطها على الواقع". وبين أن عودته إلى بيئته الأصلية في القدس، قد أعاد له الروح لأن يكتب السرد القصصي، والرواية، حيث قدم فيها "مديح لنساء العائلة" التي قال أنه يعكف على كتابة الجزء الثالث منها.
وأكد أنه لا يجنح عادة إلى طقوس معينه في الكتابة سوى أنه يمارسها يومياً، مبيناً أن تحوله إلى الكتابه على الحاسوب مباشرة قد زاد من زخم انتاجه، حيث أصدر خلال الفترة من 1998 وحتى اليوم 41 كتاباً.
أما الكاتبة فاطمة المزروعي فقالت إن هناك مجموعة من العوامل التي أثرت على تجربتها وساهمت في صقلها، وقالت: "بدأت الكتابة في سن مبكرة، وأول تجربة نشرت لي كنت في سن السابعة عشرة". وأضافت: "جدتي كانت العامل الأساسي الذي أثر على كتابتي، فمن خلالها كنت استقي الحكايات واعيد رسمها في مخيلتي ووضع النهاية لها وفق تصوري، إلى جانب ذلك لعبت القراءة وارتيادي لمكتبة المدرسة، أيضاً دوراً مهماً في هذا الشأن، فقد ساعدني ذلك في فتح الأفاق أمامي، خاصة وأنني كنت أطلع على روايات أكبر من عمري الحقيقي".
وتابعت: "النقد السلبي الذي حصلت عليه من أحد النقاد حول تجربتي القصصية الأولى، شكلت حافزاً مهماً لي، لأن أواصل وأن أبدع، وأتعلم كافة فنون الكتابة على اختلاف أشكالها، حيث اكتب الرواية والقصة والنقد والمقال وغيرها". وأشارت إلى أنها اعتادت أن تستوحي قصصها من واقع الحياة اليومية، ومن الأماكن التي ترتادها باستمرار، وبينت أنها لم تفكر يوماً في الشهرة، بقدر ما تفكر بكيفية الكتابة بروح إنسانية.
وأشار الكاتب الكندي تيري فالس إلى أن تجربته في الكتابة الابداعية بدأت عندما كان في سن 44، وقال: "قبل تحولي إلى الكتابة الإبداعية، مارست كافة أشكال كتابة الخطابات وبيانات العلاقات العامة والتقارير الصحافية، كما عملت أيضاً في السياسة، وهذا ساعدني في تكوين رأي خاص في السياسة، وحاولت أن أقدمه ضمن كتاباتي الإبداعية التي عادة ما أنحنى فيها نحو الكوميديا والكتابة الساخرة". وأشار إلى أنه أصدر حتى الآن 5 روايات، ولا يزال يعكف على السادسة. وقال: "هناك الكثير من الكتاب ليسوا متفرغين تماماً للكتابة، ولكي ينجح الكاتب في مهنته فهو بحاجة لأن يمارس عادة الكتابة بشكل مستمر، وأن لا ينتظر ردة فعل الآخرين حول ما يكتب".
صناعة النشر في الإمارات
أكد ناشرون وأدباء ومهتمون بصناعة النشر في دولة الإمارات أن القطاع انتقل من مرحلة البدايات إلى مراحل النضج، لكنه لا يزال بحاجة الى خطط تسويقية متقدمة لا تقتصر على الحضور في معارض الكتب الورقية، وإنما تتعداه إلى تشجيع النشر الإلكتروني باستخدام المنصات الإلكترونية المعروفة التي تتيح الكتاب الإماراتي في أي مكان من العالم وبأسعار زهيدة. جاء ذلك "صناعة النشر في الإمارات والتحديات المعاصرة"، شارك فيها كل من الكاتبين والناشرين الإماراتيين جمال الشحي، وسلطان العميمي، والناشرة البريطانية ايزابل بالهول، وأدارت الندوة الناشرة والمؤلفة الإماراتية نورة النومان، وحضرها مجموعة من الأدباء والناشرين زوار المعرض.
ركزت الندوة على محاور عدة دارت حول العوامل الأساسية لإيجاد دار نشر إماراتية ناجحة، اختصرها جمال الشحي بأهمية وجود خلفية إدارية للناشر، ومعرفة بالواقع الثقافي، والمعرفة المسبوقة بالقطاع، والهدف من نشر هذا المطبوع أو ذلك، ورأت ايزابل بالهول لابد من قياس شغف القراءة في أوساط القراء، وجودة تحرير الكتب المطبوعة، واسلوب الطباعة، والتصاميم، وخطة التسويق والتوزيع، وركز سلطان العميمي على مسألة الوعي والثقافة والخبرة.
وعن واقع الكتاب الحالي في المكتبات الإماراتية، ومعوقات انتشاره، أشارت ايزابل بالهول إلى أن أهم مشكلة من وجهة نظر الناشر هي البرامج التي تنقل الكتب باللغة العربية كما هي الحال باللغة الإنجليزية، وعدم وجود قواعد بيانات محدثة باستمرار من الناشرين للمكتبات يمكن في ضوئها التواصل معهم لنشر الكتب، وبين الشحي أهمية الفرز بين الناشر والموزع والسعي إلى خلق قطاع توزيع فالنشر من دون توزيع ناجح ومدروس لا يحقق الهدف.
ونبه العميمي إلى أهمية عدم إغراق المكتبة بالإصدارات وعناوين الكتب لمجرد النشر، حيث أن بعض تلك الدور لا تستطيع حتى أن تعرض جميع مطبوعاتها، وتخلق مشاكل مع الكتاب الذين لا يشاهدوا كتبهم على منصات العرض، بينما يمكن ذلك على منصات النشر الإلكترونية، ورأت إيزابيل بالهلول أن الناشرين لا سيما الغربيين يفضلون اختيار الكتب الناجحة والأسماء البراقة للمؤلفين للحصول على تسويق أكبر فالنشر هو تجارة وليست كل الكتب تفي بالغرض.
واتفق المشاركون في الندوة على نقاط عدة أخرى لدعم انتشار الكتاب الإماراتي وصناعة النشر منها: الترويج عبر وسائل التواصل الإجتماعي كونها منصات عالمية الشهرة ومجانية الإستخدام، وأهمية تقنين الجوائز الثقافية أو بذل المزيد من القيود للأعمال الفائزة، وعدم لجوء الكاتب إلى النشر الذاتي لأنه يأخذ الكثير من الوقت على حساب انتاجه، ودعوا الكتاب إلى بذل المزيد من الجهود اللازمة للجودة لكي يتم الإرتقاء بعملية النشر الإماراتي بشكل متميز.