اتهام بيشمركة بارزاني بإحراق قرية عربية في كركوك
دعوة لطوارئ وحاكم لإدارة نينوى بعد تحريرها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من لندن: مع دخول المعارك الجارية لتحرير محافظة نينوى العراقية الشمالية وعاصمتها الموصل من سيطرة تنظيم داعش أسبوعها الثالث، فقد بدأت تداعيات ما بعد التحرير تشغل قادة البلاد حيث دعا ائتلاف علاوي الى تجميد الحكومة المحلية للمحافظة وتعيين حاكم لإدارتها تختاره أطرافها بعد تحريرها وإعلان الطوارئ فيها لفترة معينة، فيما اتهم ائتلاف العربية قوات البيشمركة التابعة لحزب بارزاني بإحراق قرية عربية وطرد اهلها منها في محافظة كركوك.
واشار ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي إياد علاوي الى ان هنالك العديد من التحديات التي ستواجه محافظة نينوى بعد تحريرها من تنظيم داعش حيث ان ترك القرار بيد مجلس محافظتها بوجود صراعات بين الكتل السياسية المكونة له قد يكون سببا في زيادة المشكلة بدل حلها خلال هذه المرحلة.
وقال رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية كاظم الشمري في بيان صحافي الثلاثاء تسلمت نصه "إيلاف" ان "الائتلاف يشعر بأن هنالك ضرورة لقيام مجلس النواب بدوره وضمن صلاحياته الدستورية بتجميد عمل مجلس المحافظة لفترة معينة ومنح الصلاحيات الكافية للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لفرض حالة الطوارئ وتشكيل مجلس موقت بصلاحيات كافية لادارة أوضاعها خلال تلك الفترة يتبعها إجراء البرلمان تقييما للنتائج المتحققة بغية إتخاذ قرار بتمديد عمل المجلس الموقت لفترة اخرى او رفع التجميد عن مجلس المحافظة .
واضاف ان "محافظة نينوى ربما تكون هي المحافظة الاكثر تعقيدا من ناحية التنوع المكوناتي مع وجود أديان وقوميات عديدة قد لا نجدها في اي محافظة اخرى"، موضحا ان "هنالك جوانب عديدة ينبغي التعامل معها كل على حدة وبنفس الاهمية والتنسيق سواء من الناحية السياسية ومخاوف التقسيم واختلاف وجهات النظر بين بغداد واربيل حول مستقبل المحافظة اضافة الى الحالات الانتقامية والصراعات المجتمعية التي قد تحصل هنا وهناك نتيجة لمواقف وجراح مسبقة من مرحلة داعش".
واشار الى ان "رؤية ائتلاف الوطنية التي وضعها لجميع التحديات الممكن حصولها والحلول الانسب لتجاوزها تستوجب من جميع القوى السياسية الحريصة على مصلحة المحافظة خصوصا والعراق عموما تبنيها ودعمها اذا ما اردنا التقدم وعدم العودة الى المربع الاول".
التحالف الدولي في الموصل
وكان نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي قد دعا نهاية الشهر الماضي الى وجود للتحالف الدولي في مدينة الموصل لفترة انتقالية في مرحلة ما بعد داعش لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اي عمليات انتقام أو تصفية حسابات خارج القانون وسلطة الدولة .
جاء ذلك خلال اجتماعات للنجيفي وهو رئيس تحالف متحدون للقوى السنية ومن أبناء الموصل مع السفيرين الفرنسي مارك باريتي والاميركي دوغلاس سيليماني ونائب السفير السويسري تيرنس بليتر اضافة الى يان كوبيتش ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق كلا على انفراد حيث تم خلالها بحث ومناقشة الوضع السياسي والأمني وعمليات تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من سيطرة تنظيم داعش والوضع الإقليمي والدولي وتأثير ذلك في مجريات المعركة ضد التنظيم حيث طرح المسؤول العراقي تصوراته لتطورات المعركة ولمرحلة ما بعد داعش .
واشار إلى "أنه يرى أن يكون للتحالف الدولي وجود على الأرض لفترة انتقالية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والمساعدة على عدم فسح المجال لأية حالة يمكن أن تدخل في باب الانتقام أو تصفية الحسابات خارج القانون وسلطة الدولة وإعادة الروابط التي تؤهل المنطقة لإعادة البناء وإشادة نموذجها الاداري والسياسي بما يعبر عن حقيقة ارادة مواطني نينوى" .
وشدد على ضرورة وجود مشروع سياسي يستجيب للتطورات ويطمئن المواطنين إلى مستقبلهم .. موضحا ان هناك تخوفات وقلقا حقيقيا من الاقليات وعموم مكونات المحافظة من المستقبل والافتقار إلى مشروع سياسي يفتح الباب واسعا لاحتمالات ليست في صالح المواطن .
يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها الثالث والعشرين على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر السابع عشر من الشهر الحالي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014 .
وتعتبر نينوى ثاني اكبر محافظة في العراق مساحة بعد الأنبار حيث تبلغ (37323) كيلومترا مربعا وتشكل تسعة بالمئة من مساحة العراق وتتكون من (32) بلدة .. عشر منها كبيرة و(22) صغيرة مترامية الأطراف فيما يبلغ عدد سكانها قبل هجوم سيطرة داعش على المدينة حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم داعش في العراق وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم مؤكدة أنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
إحراق قرية عربية في كركوك
اتهم إئتلاف العربية بزعامة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني بإحراق قرية قوشقاية التابعة لقضاء الدبس غربي محافظة كركوك وطرد اهلها منها.
وقال إئتلاف العربية في بيان صحافي اليوم حصلت "إيلاف" على نصه انه "في الوقت الذي استبشر عرب كركوك بلقاء إئتلاف العربية بمسعود بارزاني قبل ايام "والذي كان لقاءا إيجابيا حيث قدم رئيس الاقليم "رؤية وحلولا حول الكثير من الإشكاليات الا اننا تفاجئنا اليوم بإقدام البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي بإحراق قرية قوشقاية وإخراج اَهلها منها". واكد ان قيام البيشمركة بعملية احراق قرى ومناطق في كركوك وتهجير اَهلها منها يعد خرقا للمواثيق والعهود التي تم الاتفاق عليها ومؤشرا خطرا على التغيير الديموغرافي وضربا لمبدأ التعايش السلمي الذي نص عليه الدستور.
وطالب الائتلاف مسعود بارزاني بالإيفاء بالوعود التي تم الاتفاق عليها خلال تلك الزيارة مشيراً إلى أن "الجميع يعلم ان بارزاني صريح وواضح ولديه مواقف ايجابية تجاه النازحين من كل القوميات وهو ما اكد عليه خلال الاجتماع الأخير لذا لابد من الإيعاز لتلك القوات على ضرورة احترام القرى العربية وعدم الاعتداء عليها".
وحذر ائتلاف العربية من خطورة الاوضاع في محافظة كركوك قائلا انه في حال "عدم التحرك بصورة جدية لإيقاف الانتهاكات ضد القرى العربية فان الأمور ستنزلق نحو الهاوية وعند ذلك لن يستطيع احد لعب دور التهدئة لإيقاف مالايحمد عقباه".
وكانت القوات الكردية قد دمرت منازل مئات العرب وترحيلهم من مدينة كركوك في عمليات انتقامية ردًا على هجوم شنه تنظيم داعش مؤخرا بحسب ما أشارت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في بيان امس الاثنين.
وأكدت المنظمة غير الحكومية أنه في أعقاب هجوم شنه تنظيم داعش في كركوك في 21 أكتوبر الماضي أقدمت سلطات المدينة التي يسيطر عليها الأكراد على تدمير وحشي لمنازل العراقيين العرب وطلبت منهم مغادرة المدينة.
تنديد
ونددت المنظمة بهذه الخطوة معتبرة أن "ترحيل وتشريد سكان سنة عرب قسرًا من كركوك غير قانوني وقاسٍ".. وطالبت السلطات الكردية إنهاء هذه الممارسات "فورًا". وحذرت من أن "عمليات تدمير مماثلة وغير مبررة بضرورة عسكرية تشكل جريمة حرب"، معتبرة أن "إصدار أوامر بتشريد السكان المدنيين ما لم يكن ذلك للحفاظ على سلامتهم أو أن يكون هناك مبرر عسكري هو أيضًا جريمة حرب".
ومدينة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) هي مركز محافظة كركوك وخامس اكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان البالغ حوالى مليون نسمة وتعتبر إحدى أهم المدن التي تمتلك حقول النفط ويعود تاريخها الى 5 الاف سنة .
وكانت القوات الكردية استغلت الفوضى التي حصلت بعد سقوط النظام السابق وانهيار الدولة عام 2003 بفرض سيطرة البيشمركة على المحافظة والقيام بحملات شعواء لمحاربة العسكريين والموظفين والعمال العرب بحجة محاربة حزب البعث ودفعهم لترك المدينة هم وعوائلهم. وفي الوقت نفسه قامت بجلب اكراد ومنحهم وثائق مزورة على أنهم من سكان كركوك والقيام بتشكيل حزام سكني أمني حول المحافظة من خلال توزيع 100 ألف قطعة سكنية على عائلات كردية وتكوين أحياء كردية جديدة تحيط بالاحياء التركمانية والعربية من كل ناحية.
التعليقات
كل يصرح بما يفكر به
psdk -تصريحات من هنا وهناك ومن هذا زعيم الكتلة او المسؤول او ذاك ، ومن يتحكم بالموصل ‘ بعد تحريرها انشاء الله هم اهليها ومجلس محافظتها المنتخب ، ومحافظها المنتخب من مجلس المحافظة ...والدستور العراقي واضح وكذلك القوانين العراقية ، كما اكذ مجلس النواب قبل اسابيع على وحدة محافظة نينوى ، وصوت عليه نواب كتلة علاوي ونواب كتلة النجيفي ايضا ، لذلك لا حاكم عسكري التي يدعو اليه السيد اياد علاوي ولا قوة دولية التي يدعو اليها السيد اسامة النجيفي ، هي التي ستفرض الامن والاستقرار ، لان القوة الدولية التي يطالب بها السيد النجيفي ، يعني وجود قوات تركية، او ايرانية او خليجية أو غيرها ، وهذا لا يمكن قبوله من العراقيين ، لان في المدينة شرطة من اهلها وفرقة عسكرية من اهل الموصل ايضا ، هي التي ستتولى الامن والاستقرار بالتعاون مع مجلس المحافظة والمحافظ ... وما يجري في كركوك عمل اجرامي يجب ان يحاسب عليه من قام به ، كما تم محاسبة مرتكبي جرائم الانفال وحلبجة وغيرها ... ومن يهجر اهل كركوك سيؤدي الى غضب مقابل بتهجير في مناطق اخرى جاء اليها الكرد قبل ثلاثة او اربعة عقود من الزمن ، وعلى محافظ كركوك ومجلس محافظتها التصرف بحكمة وعقلانية قبل فوات الاوان وعدم السماح بتغيير الواقع الحالي لما قبل 2003 ...
لم كل هذا التحامل
طارق -هذا التقرير الصحفي يفتقد الحيادية والدقة. البيشمركة دخلت كركوك عام 2003 وتركت المدينة بعد ايام بموجب اتفاقيات سياسية، والمحافظة هي جزء من اقليم كردستان تعرض لحملات تعريب واسعة بلغت أوجها ايام حكم البعث 1968-2003، والعائدون من الاسر الكردية التي تم تهجيرها قسرا طوال نصف قرن لا يتجاوز 50% منها لأن الكثيرين قد تأقلموا في مناطقهم التي هجروا اليها سواء في العراق أم في الخارج. اقليم كردستان (أربيل، كركوك، السليمانية ودهوك) فتح أبوابه للنازحين والمهجرين من مختلف الاطياف العراقية وبلغ اجمالي النازحين المقيمين فيه مليونان ونصف المليون مهجر ونازح، وفيما يخص قرية قوشقاية، فقد تحولت الى بؤرة وخلية نائمة لداعش لتطعن سكان كركوك من الداخل، وتهجيرهم هو للضرورة الأمنية، خصوصا وان القوات العراقية (الجيش، البيشمركة، الحشد بمختلف أصنافه، الشرطة) يخوضون حربا ضروسا ضد أشرس تنظيم ارهابي في العالم. هذا التقرير تهجم واضح على الكرد ويفتقد الموضوعية والدقة،