أخبار

إيلاف في مسرح الباتاكلان المفتوح مجدداً على الحياة

باريس تذكرت "المجزرة" بالدموع والابتسام والورود

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خاص بـ "إيلاف" من باريس: تغيّرت كثيرًا باريس في سنة. عاشت موتها ودفنها وقيامتها، أو على الأقل محاولة القيامة.

يوم السبت افتتح من جديد مسرح الباتاكلان، وكانت الطرق إليه مقفلة والحواجز الأمنية كثيفة. قبل عام على وجه التحديد كان العرض في هذا المسرح داميًا بشعًا، أوقع 90 ضحية بريئة.&

بعد عشرة أشهر من أعمال الترميم، يشعر من يدخل المسرح بهيبة تحبس الأنفاس. كلّ شيء عاد تمامًا كما كان. يعتلي مغني الروك البريطاني "ستينغ" الخشبة، يقف دقيقة صمت، يتكلّم بالفرنسية، يغنّي "إنشالله" ويرافقه على الساكسوفون المبدع ابراهيم معلوف. "انشالله" يصلّيها 1500 إنسان داخل المسرح، بينهم أهالي الضحايا. البطاقات كلها نفدت بعد ساعات قليلة من الإعلان عن الحفلة.

&

مسرح الباتاكلان - خاص إيلاف

&

تتحدّث "إيلاف" إلى عدد ممّن حضروا الحفلة، والجواب واحد: "ساعة تمتزج فيها الأحاسيس". تأثّر كبير يلفّ المكان، حزن وأمل وذكرى. يكفي أن يتخيّل من في الداخل كيف لرجل مجنون أن يدخل ويفتح النار على أبرياء ذنبهم الوحيد أنّهم يحبّون الموسيقى والحياة.
&
في الشوارع المجاورة، الأحاسيس نفسها يعيشها الجميع. جولة بين المقاهي التي تلقّت رصاص الكراهية تبعث على التفكير. على شرفة مقهى A la bonne bière تجلس امرأة كانت قد وضعت بعض الورود على المدخل، تقول لـ"إيلاف": "هنا فقدت أغلى صديق لي، كان هنا على هذا الكرسي، لم أرافقه ذلك اليوم. من يعلم، كان يمكن أن أكون أنا الضحية وهو الذي يقدّم إليّ الأزهار".

&

أهالي الضحايا فضلوا الحداد بصمت - خاص إيلاف


&
لا يحبّ الفرنسيون كثرة الكلام. يفضّل أهالي الضحايا عيش حدادهم بصمت. حتّى أن أصحاب المقاهي يمنعون الصحافيين من التحدّث إلى الزبائن. الحياة عندهم تستمر ولا فائدة من تذكّر اللحظات القاسية.

&

الفرنسيون لم يعتادوا على العنف -خاص إيلاف

&

هكذا أراد أصلًا أهالي الضحايا أن تكون ذكرى الهجمات، من دون خطابات ولا مراسم رسمية. طلبوا إلى عمدة باريس تركيز لوحات تكريمية في كلّ زاوية سقط فيها قتيل. جال الرئيس فرنسوا هولاند أمس في كلّ هذه الأماكن، وضع الزهور وتُليت أسماء الشهداء برصانة وحزن.

&

صورة من إحياء ذكرى اعتداءات باريس - خاص إيلاف

&

شعب فرنسا لم يعتد العنف ولا الحداد ولا الدم، على الأقل في العقود القليلة الماضية، لكنه الآن تعب من الحداد ومن حالات الطوارئ الممدّدة.

وعندما نسأل الناس في الشارع عمّا تغيّر في هذا العام، تختلف الإجابات: "ازداد الخوف كثيرًا، نعيش في قلق دائم"، يقول رجل يعيش قرب الباتاكلان. ويعلق شاب تونسي: "أدرك الفرنسيون أهمية تقبّل الآخر وخطورة العنصرية".&

الخوف كلمة تتردّد كثيرًا على ألسنة الباريسيين، يذكرون هجمات نيس وقبلها الهجوم على مكاتب مجلة &شارلي - إيبدو. باتوا يعيشون في قلق دائم من "الآخَر"، من الاختلاف، ويحنون إلى أيام كانت حياتهم قبل الهجمات أكثر راحة وبساطة. لكن إرادة الحياة أقوى من خوفهم، على ما يقولون: "سوف نخرج ونحتفل بسلام. لقد فتحوا علينا حربًا لا نريدها، سنواجهها بحبّ، باريس مدينة حبّ". وتلفظ ماري الباريسية هذه الكلمات، على وجهها دمعة وابتسامة، وفي يدها وردة بيضاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف