مشروع بسيط والتكلفة غير ضخمة
بلدة لبنانية تقدم نموذجا في التخلص من النفايات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: بدأت بلدية بيت مري في جبل لبنان باتباع سياسة "صفر نفايات" في معالجة نفاياتها، ويقول روي أبو شديد، رئيس بلدية بيت مري، لـ"إيلاف" إن صفر نفايات مشروع يجب أن يعمّم على مختلف البلديات في لبنان، وهو عملية بسيطة جدًا تقوم على وجود قطعة أرض في البلدية وإنشاء معمل أو "هنغار" عليها. يضيف أبو شديد: "تعاقدنا مع شركة خاصة للقيام بتشغيل الهنغار كي يصبح قابلًا للفرز وتدوير النفايات".
والهنغار هذا موجود في ساحة في المونتيفردي التي كانت تستعمل في الماضي مكبًا للنفايات. وعندما بدأت "سوكلين" بجمع النفايات، توقفت بلدية بيت مري عن استعمال هذه الساحة كمكب، ثم إعيد استعماله مع أزمة النفايات التي واجهت لبنان. ويلفت أبو شديد إلى أن العمل في هذا الهنغار لفرز النفايات مرخص من وزارة البيئة.
أرض وهنغار
يشرح أبو شديد تفاصيل العمل داخل الهنغار، يقول: "المشروع في بلدية بيت مري يبقى مشروعًا متكاملًا لصفر نفايات في البلدة من خلال طباعة أكياس من النايلون بلونين أسود وأزرق، وفي الشهر الأول من بدء العملية، وزعت البلدية الأكياس مجانًا، ووزعنا المنشورات لشرح كيفية فرز النفايات داخل المنازل، وقمنا بالعديد من الندوات لتوعية أهالي بيت مري على الفرز المنزلي، ونرسل شاحنات خاصة يوميًا إلى منازل الأهالي في بيت مري لجمع النفايات على حساب الأهالي والمواطنين. قسمنا بيت مري إلى مناطق خمسة يتم جمع النفايات فيها وإيصالها إلى الهنغار حيث تتم عملية الفرز، فنضع ما هو قابل للتدوير من بلاستيك وزجاج وألومنيوم لترحيله إلى معامل التدوير، وكل ما هو مواد عضوية يتم تسبيغه ليصبح أسمدة للزراعة، والقسم الأخير أي العوادم يتم فرمها على حرارة قوية لتصبح ألواحًا غير مضرة تستعمل كألواح الخشب للمقاعد والمنازل الجاهزة، وككواتم للصوت للمولدات الكهربائية".
التعميم واجب
يلفت أبو شديد أن المعمل في بيت مري يستوعب نحو 15 طنًا من النفايات يوميًا، وهذا معدل نفايات بيت مري، وعملية تشغيل المعمل وإدارته من قبل شركة Cedar Environmental، ويديرها زياد أبي شاكر. وبحسب، كلفة المشروع ليست ضخمة، فبوجود الأرض لتشغيل الهنغار، 200 ألف دولار كافية، "لكن تبقى المعاملات الإدارية متعبة من أجل الحصول على موافقات إدارية، فللأسف الروتين الإداري في الدولة اللبنانية يعيق الكثير من المشروعات، ونحن قدمنا في هذا الخصوص مشروعًا جديدًا لوزارة البيئة من أجل 200 طن في المنطقة من النفايات، لكل المنطقة، أي المكلس والمنصورية وبعبدات والدكوانة والفنار، من شهر ونصف تقريبًا، ولم نحصل على موافقة حتى الساعة.
ويؤكد أبو شديد لـ"إيلاف" أنه مع وجود الأرض والإرادة الحقيقية يمكن تعميم هذه التجربة على مختلف البلديات، "من هنا يجب القيام بمعمل أكبر لكل المنطقة كما ذكرت، لكي ننقذ المنطقة كلها، إذ لا يمكن أن نعيش في بيت مري حيث أوجدنا ما يسمى صفر نفايات ضمن منطقة لا تزال تعاني كثرة نفاياتها، كما أن التداخل بين البلديات المحيطة يحول دون أن تبقى بيت مري صفر نفايات، لذا يجب أن يشمل الأمر كل البلدات المجاورة".
منع المبادرات
وعن المبادرة التي تقوم بها بلدية بيت مري من أجل جمع وتدوير 200 طن من نفايات المنطقة في ظل بلد يمنع الحكام فيه أي مبادرات، يقول أبو شديد: "معظم المشروعات في لبنان لا ينطلق إلا بغايات سياسيّة، وربما لا ينجح مشروع صغير بلا غايات وأطماع سياسية، إلا بالإرادة والعزم والصبر".
ويؤكد أبو شديد أن المفروض أن تنجح سياسة صفر نفايات في كل لبنان، "لكن ما زلنا نعالج النفايات المنزليّة، ولم نعالج نفايات المستشفيات أو النفايات الالكترونية حتى الآن، وكلها تحتاج إلى معالجة معينة".