أخبار

مدينة عراقية قديمة مرشحة لتدرج على قائمة التراث العالمي

حصر أضرار تدمير داعش لمدينة نمرود الأثرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: بعد ثلاثة أيام من استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة نمرود الاشورية الاثرية جنوب الموصل من قبضة تنظيم داعش فقد أعلن في بغداد الاربعاء عن البدء بجرد الأضرار التي لحقت بالمدينة جراء تدمير معالمها الاثرية وتفجيرها.

وقالت الهيئة العامة للاثار والتراث التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والاثار إنها تلقت "بفرح غامر تحرير مدينة نمرود الاثرية من براثن التنظيم الضال بعد ثلاثين شهرا من الاحتلال والنسف والتجريف".

وأشارت الى انه "رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة الاثرية وما فقدناه من تفاصيل عمارية تعود للقصور والمعابد والزقورة الا اننا واثقين باننا ومعنا كل العالم المتحضر والمنظمات الدولية قادرين على ترميم وصيانة ما تم تخريبه واعادة الحياة لهذا الموقع الاثري المتميز وان دماء شهداؤنا الزكية التي اريقت على ارض موقع النمرود اضافت له بعدا تاريخيا وغنى الى ما له من غنى".

واضافت الوزارة في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاربعاء ان "الهيئة العامة للاثار والتراث قد بدأت بتشكيل فرقها الميدانية لحصر وتقييم الاضرار للمواقع الاثرية المحررة تمهيدا لخطوات الاسعافات الاولية والشروع بمشاريع التأهيل". 

وقالت "نحن نعول كثيرا على وعي المجتمعات المحلية القريبة من المواقع الاثرية المحررة للوقوف معنا في حمايتها وصونها مستقيدين من الدرس القاسي الذي شهدته تلك المناطق بعد احتلالها من العصابات الارهابية". 

فيديو تدمير داعش لمدينة نمرود الاثرية:

وقد انتزعت القوات العراقية في 13 من الشهر الحالي السيطرة على بلدة نمرود التي توجد بها آثار مدينة آشورية قديمة وكان مسلحو تنظيم داعش اجتاحوها قبل عامين.

وتقع بلدة نمرود على بعد كيلومتر واحد غربي أطلال مدينة آشورية قديمة يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام. وسيطرت القوات العراقية أيضا على قرية النعمانية على أطراف المدينة والتي كانت يوما ما عاصمة إمبراطورية آشورية تمتد من مصر إلى أجزاء مما بات يعرف الآن بإيران وتركيا.

 

من معالم مدينة نمرود

 

وتقول الحكومة العراقية إن جرافات تنظيم داعش اجتاحت نمرود العام الماضي في إطار حملة لتدمير آثار يصفها التنظيم الارهابي بأنها أصنام.

وتقع نمرود على الضفة الشرقية لنهر دجلة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي مدينة الموصل حيث تقاتل القوات العراقية وقوات خاصة مسلحي داعش لتحرير أكبر مدينة تحت سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.

داعش نشر شريطا مصورا لتدمير نمرود

وفي 12 ابريل الماضي نشر تنظيم داعش شريطا مصورا لمسلحيه وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وأظهر الشريط  مسلحي داعش وهم يستخدمون المطارق وآلات ثقيلة لتدمير الآثار قبل أن يعمدوا إلى تفجيرها بالكامل.

وحسب خبراء الآثار فإن تنظيم الدولة يعتمد على تهريب الآثار وبيعها كأحد مصادر تمويله ويقوم بتدمير الآثار الثقيلة التي لا يستطيع نقلها. وتؤكد السلطات العراقية تعرض مدينة نمرود لـ"تجريف" في الخامس من مارس الماضي من قبل التنظيم باستخدام جرافات وآليات في ما اعتبرته اليونيسكو "جريمة حرب".

ونمرود مدينة أثرية آشورية تقع جنوب شرقي الموصل يعود تاريخها للقرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكانت تعرف باسم "كلحو".

ومن جهتها اكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"  في مارس الماضي قيام عناصر من تنظيم داعش بتدمير مدينة الحضر الأثرية ضمن سلسلة تدمير للتراث الثقافي شملت تسعة مواقع أثرية قام التنظيم المتطرف بتدميرها من بينها نمرود فيما يتزايد الاعتقاد أنها عملية ممنهجة لمحو آثار بلاد ما بين النهرين.

 

معاول داعش تهدم معالم مدينة نمرود

 

وقد تم تصميم التخطيط العام لمدينة نمرود على شكل مربع محاط بسور طوله ثمانية كيلومترات ومدعم بأبراج دفاعية. وفي الزاوية الجنوبية من السور يوجد تل نمرود.

الملك شلمنصر الأول أسس مدينة نمرود

ويقول عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الأميركية حيدر حمداني إن "نمرود كانت عاصمة آشور في العصر الآشوري الحديث".

وقد أسس المدينة الملك شلمنصر الأول ولكنها ظلت مغمورة حتى اختارها الملك آشور ناصربال الثاني مقرا ملكيا له وعاصمة عسكرية للدولة الآشورية فجددها ووسع في قلعتها وفي المنطقة خارج الأسوار. ثم أكمل ملوك من بعده بناء المدينة. وعلى مدار تاريخها تعاقبت عليها شعوب وشهدت ديانات وثقافات عديدة.

وبدأ ذكر المدينة لدى علماء الآثار عام 1820 ثم جدّ علماء أجانب في استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة. فقد اكتشف خبير الآثار البريطاني أوستن لايارد مدينة نمرود في القرن التاسع عشر، ثم نشط عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان في الموقع خلال الخمسينيات من القرن الماضي واستلهمتها زوجته الروائية أغاثا كريستي في رواياتها، ومنها "جريمة في قطار الشرق السريع" و"جريمة في بلاد الرافدين".

وتعرضت مدينة نمرود على مدار تاريخها لعمليات نهب مختلفة، منها ما كان إبان الغزو الأميركي للعراق عام 2003 بالتزامن مع عملية نهب واسعة لمختلف الآثار العراقية. وفي عام 2014 قام تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد منتصف يونيو من العام بتجريف مدينة نمرود الأثرية بالآليات الثقيلة ما اعتبرته وزارة السياحة والآثار العراقية انذاك "اعتداء" على المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".

مرشحة لتدرج على قائمة التراث العالمي

 ونمرود من المواقع الأثرية المرشحة لتدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" واسمها المعتمد هو الاسم العربي للمدينة التي كانت تعرف أساسا باسم "كلحو".
ومن معالم نمرود الأثرية تماثيل الثيران المجنحة الشهيرة ذات الوجوه البشرية ويطلق عليها اسم "لاماسو" وتقف عند مداخل قصر "آشور ناصربال الثاني" ملك الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد ومعابد قريبة من الموقع.

ومن أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع "كنز نمرود" الذي بدأ التنقيب عنه عام 1988 وانتهى بعد أربع سنوات وهو 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب. ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون عام 1923.

ويعود تاريخ الكنز إلى حوالي 2800 عام وقد أخفته السلطات العراقية حينها بعد فترة قصيرة من العثور عليه. وقد عُثر على الكنز محفوظا في بناية البنك المركزي العراقي وسط بغداد بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين إثر دخول القوات الأميركية بغداد في أبريل عام 2003.

ويتكون كنز نمرود من حوالي 45 كيلوغراما من المصوغات الذهبية ومجموعة من القطع الأثرية النادرة حيث تعود المصوغات الذهبية إلى ملكتين آشوريتين وأنها دفنت بعد موتهما في قبريهما بالقصر الشمالي الغربي للملك آشور ناصربال الثاني في نمرود.

وقد تم نقل عدد من آثار نمرود من الموقع الأثري إلى متاحف عدة بينها متحفا الموصل وبغداد إضافة إلى متاحف في باريس ولندن وغيرها لكن أبرز القطع مثل التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشرية والقطع الحجرية المنقوشة بقيت في الموقع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف