أخبار

أراضيها باتت ثكنات عسكرية لجماعة الحوثي وصالح

رصد انتهاكات ضد المدنيين في الجوف اليمنية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من عدن: تقع محافظة الجوف شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وتبعد عنها بحدود (143) كيلومتراً، وعدد مديرياتها (12) مديرية، ومدينة الحزم مركز المحافظة. وترتبط المحافظة بحدود مع المملكة العربية السعودية، كما تجاور محافظة صعدة معقل الجماعة الحوثية، ومحافظات صنعاء ومأرب وعمران.

وتعد الجوف اولى المحافظات التي حاول الحوثيون اقتحامها والسيطرة عليها قبل أن تندلع الحرب في مارس من العام الماضي. ومنذ اندلاع الحرب الجارية، ارتكبت الجماعة سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين في هذه المحافظة إثر احتلالها عددا من المناطق وعزلها.

ثكنات عسكرية

وأكد الناشط في حقوق الانسان ماجد الورش أن أراضي محافظة الجوف باتت ممرات وثكنات عسكرية تتمركز فيها الجماعات الانقلابية وتطبق الحصار على المناهضين لها، وحولت منازلهم إلى ركام ومزارعهم الى مخابئ للأسلحة التي يتم جلبها وتمويهها في المزارع التي تعتبر المصدر الوحيد لأكثر المواطنين.

وأضاف الورش في حديث خاص لـ "إيلاف": "الجانب الانساني منعدم تمامآ، البيت مهدوم، والقرى اهلها نازحون هربا من الحرب والدمار الذي حل بهم، اما بقية من هم في قراهم فلا يقلون معاناة عمن نزحوا خارج قراهم".

ونفى الورش بأن يكون هناك دور خدمي تنموي في الجوف، مشيرا إلى ان اهالي الجوف منذ حكم الرئيس السابق صالح وحتى الان يفتقرون للخدمات الاساسية من تعليم وصحة وكهرباء ومياه.

وحول وضع المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الموالية للشرعية، قال: "منذ دخول الشرعية وسيطرتها على مركز المحافظة تم تفعيل المركز الصحي في المحافظة، وبات اليوم يؤدي دورًا كبيرا في الجانب الصحي للمواطنين وبعض مشاريع المياه تم اعادة تفعيلها، وخاصة في مركز المحافظة".
 
نزوح بالآلاف 

كشف المدير التنفيذي لمؤسسة المعلم للتنمية وعضو لجنة الاغاثة في محافظة الجوف صالح علي جماله، عن تسبب الصراع والحرب بنزوح اكثر من ستة آلاف اسرة خلال الثلاث السنوات الاخيرة في مديريات الغيل و المطمة والزاهر والحزم وخب والشعف والمتون والمصلوب والحميدات و المراشي والعنان و رجوزه.

وأوضح جماله في حديث خاص لـ "إيلاف" أن النازحين يتواجدون بشكل كبير في مركز المحافظة - الحزم - والخلق واجزاء من مديرية الغيل، مشيرا الى تعرض المجتمعات المضيفة للنازحين الى ازمات كبيرة في المواد الغذائية والسكن والخدمات الاساسية مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم والإصحاح البيئي. 

وحذر جماله من الاثار السلبية لقدوم فصل الشتاء على النازحين، قائلا: "مع قدوم الشتاء سوف يواجه 53 الفا من النازحين ظروفا صعبة جدا بسبب ضعف الايواء، بالإضافة إلى أنّ 14 الف نازح يسكنون في مبانٍ حكومية ومدارس ويسببون مشاكل كبيرة في عرقلة موظفي السلطة المحلية والتربية والتعليم من اداء واجبهم، كما يواجه النازحون صعوبة كبيرة جدا في الحصول على الخدمات الصحية بسبب تدهور الوضع الصحي بشكل عام وتوقف الكثير من المرافق الصحية وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية".

نتائج كارثية

واستعرض مدير مؤسسة المعلم وعضو لجنة الاغاثة النتائج الكارثية التي أحدثتها الحرب في الجوف، قائلا ان اكثر من 35 مدرسة تعرضت لتدمير كلي او جزئي، وأتلف اغلب الاثاث والتجهيزات المدرسية خلال الاحداث الجارية، بينما هناك اكثر من 24 مدرسة محتلة من قبل النازحين.

وأضاف قائلا: "أكثر من 800 اسرة فقدت معيلها خلال هذه الحرب، بينما هناك اكثر من 1500 من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحصلون على الحد الادنى من الرعاية الصحية والاجتماعية بسبب تدني الخدمات، وهناك اكثر من 15 ألف طفل في سن التعليم اجبروا على مغادرة مدارسهم، وتعرضوا لظروف صعبة جدا، ويتعرض المئات من الاطفال للتجنيد من بعض الجماعات المسلّحة والزجّ بهم في جبهات القتال واستغلال ظروفهم المعيشية وميولهم الى العنف الناتج من الاثار السيئة للصراعات".

جرائم بالجملة 

وعدّد جماله عددًا من الانتهاكات بحق المدنيين، وقال إن جماعة الحوثي والحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي صالح مسؤولة عنها، مشيرا الى قيامهم باختطاف عدد من المدنيين، تم اختطاف معظمهم من نقاط التفتيش التابعة للحوثي، وبعضهم الاخر عبر اقتحام منازلهم.

ولفت إلى أنّ عناصر الحوثي قامت بتفجير منازل مواطنين، من خلال زراعة الديناميت في 101 منزل لمواطنين معارضين لهم بعد اخراج النساء والأطفال منها بالقوة، موضحًا أنّ مديرية الغيل احتلت بالمرتبة الاولى من حيث عدد المنازل التي تم تفجيرها.

وأضاف أن الجماعات نهبت واقتحمت عددًا من المؤسسات والجمعيات والمراكز الاهلية، موضحا انّه تم نهب واقتحام 18 جمعية ومؤسسة مجتمع مدني، ومكتبين لجامعات أهلية، و5 مكاتب حكومية، و5 مقرات احزاب سياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف