7 قتلى و100مفقود اثر غرق مركب قبالة شواطئ ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روما: قتل سبعة مهاجرين وفقد اثر نحو مئة بعد مأساة جديدة اصابت مركبًا مطاطيًا قبالة سواحل ليبيا وفق ما اعلنت منظمة اطباء بلا حدود الخميس اثر انتشال 27 ناجيًا على سفينتها "بوربون ارغوس".
وقالت المنظمة على تويتر ان الناجين، وهم 27 رجلا، باتوا الان على سفينة النجدة التابعة لها، كانوا على مركب يقل 130 شخصا. وقالت "انهم الناجون الوحيدون. هذه المأساة لا تحتمل"، مشيرة الى انها انتشلت كذلك الجثث السبعة.
ولم يتسن الحصول على الفور على توضيحات حول هذه المأساة الجديدة التي تأتي اثر سلسلة حوادث اودت بحياة 11 شخصا وتسببت بفقدان اثر 230 اخرين الاثنين والثلاثاء قبالة ليبيا. ومنذ السبت، تم انقاذ اكثر من 3200 شخص كانوا على زوارق في هذه المنطقة بحسب حصيلة خفر السواحل الايطالي الذي ينسق عمليات الاغاثة.
هذا الرقم يشكل ما يوازي الاجمالي الذي سجل في نوفمبر من السنة الماضية ويؤكد بعد شهر اكتوبر القياسي الوتيرة المرتفعة لانطلاق المهاجرين رغم ظروف الابحار الصعبة. والمراكب المطاطية المحملة بركاب فوق طاقتها، تنقل عموما ما بين 120 و140 شخصا وفي بعض الاحيان اكثر، ويمكن ان تنقلب بسهولة وتغرق.
قلق متصاعد ازاء امكانات الإنقاذ قبل الشتاء
يواصل المهاجرون الانطلاق بأعداد كبيرة من ليبيا عبر البحر المتوسط، لكن زوارق الغوث المنتشرة لانقاذهم غير مجهزة للشتاء، ما يثير الخشية من مآس إضافية من دون مساعدات أكبر.
وشهدت الأيام الخمسة الاخيرة نشاطا فاق مستواه في مجمل نوفمبر من العام الفائت، تم خلاله انقاذ اكثر من 3200 مهاجر، فيما قضى 11 شخصا وفقد 230 على الاقل مقابل سواحل ليبيا. ويؤكد الرقم القياسي لعدد المهاجرين المسجلين على السواحل الايطالية في اكتوبر البالغ 27300 والعدد الاجمالي الذي تجاوز 8000 في نوفمبر، ان المخاطر التي يشملها الابحار في هذا الموسم لم تعد تثني المهاجرين ولا مهربيهم عن الرحلة.
غير ان الجزء الاكبر من الزوارق الانسانية الخاصة التي لعبت دورا اساسيا في أعمال الانقاذ هذا العام ستعود الى الميناء في نهاية الشهر لدواع امنية ولاعمال صيانة ضرورية استعدادا للعمليات المحتملة في العام المقبل. ويقول مدير منظمة "ام او ايه اس" المالطية بيت سويتنام لوكالة فرانس برس "كان عاما طويلا جدا للطواقم والسفن"، علما ان منظمته كانت في 2014 اول من استأجر زورقا خاصا لعمليات الانقاذ قبالة سواحل ليبيا.
وجالت عشرات الزوارق المياه مقابل الساحل الليبي هذا العام بمبادرات من "ام او ايه اس" و"اطباء بلا حدود" و"اس او اس المتوسط" و"سيف ذا تشيلدرن"، و"برواكتيفا اوبن ارمز" الاسبانية و"سي واتش" و"سي آي" و"يوغند ريتيت" الالمان.
وبحسب جهاز خفر السواحل الايطالي الذي ينسق اعمال الانقاذ في المنطقة، نفذت تلك السفن اكثر من 20% من العمليات، وتمكنت من رصد زوارق كثيرة وتوزيع سترات انقاذ واسعافات طارئة بانتظار سفن اكبر انقذوا معها ايضا حياة الكثيرين. ويوضح الباحث في العلوم السياسية في جامعة لايدن (هولندا) اوجينيو كوسومانو وهو صاحب دراسة حول زوارق الاغاثة الانسانية، ان هذه الزوارق "ملأت فراغا خلفته الدول".
المسؤولية الاوروبية
ويضيف كوسومانو ان البنية العسكرية الاوروبية الحالية المؤلفة من البحرية وخفر السواحل الايطاليين وعملية "صوفيا" لمكافحة التهريب ووكالة ضبط الحدود الاوروبية "فرونتكس"، تركز فعلا على عمليات مراقبة اكثر من الانقاذ. وبالتالي مع انسحاب زوارق الغوث، سيضطر عناصر خفر السواحل الايطاليون لتكثيف الاستعانة بسفن شحن او ناقلات نفط وهي ليست مجهزة اطلاقا لانقاذ زوارق متهالكة محملة اكثر من قدرتها الاستيعابية.
وتقول مسؤولة منظمة "اس او اس المتوسط" صوفي بو ان "اعمال الانقاذ المستمرة والضحايا الكثيرين في الايام الاخيرة تعكس مدى خطورة الوضع في المتوسط، انها كارثة انسانية تجري امام اعيننا".
وسعيا الى تلبية الحاجات، ستواصل سفينة "اكواريوس" المستأجرة من منظمة "اس او اس المتوسط" و"أطباء بلا حدود" دورياتها طوال الشتاء. واذا دعت الحاجة ستحاول سفينتا "بوربن ارغوس" التابعة لاطباء بلا حدود و"لإينكس" التابعة لمنظمة "ام او ايه اس" تمديد عمليتيهما.
لكن كل هذا مكلف. وتنفق "اكواريوس" 11000 يورو يوميا، فيما بدأت الهبات التي تدفقت بعد نشر صور جثة الطفل آلان، تنحسر. ويتابع كوسومانو "حاليا بدا الجمهور يشعر بالكلل. الناس يعلمون، سمعوا الكثير من القصص المؤلمة"، فيما يشير سويتنام الى "انقلاب بارز في الراي العام" ازاء المهاجرين.
وتستمع المنظمات غالبا الى ايعازات بسحب السفن، والقول ان غرق بعض المهاجرين كاف لثني الاخرين عن القدوم. لكن كوسومانو يؤكد ان "هذا الامر غير مقبول اخلاقيا، كما انه خطأ في الواقع"، مذكرا بان عدد المهاجرين بحرا ارتفع رغم تعليق ايطاليا عملية الانقاذ "ماري نوستروم" في اواخر 2014.
ويقول المتحدث باسم منظمة "سي ووتش" روبن نوغيباور ان "جوهر المسألة هو ان هذا العمل لا يفترض ان يكون من مسؤوليتنا. على الاتحاد الاوروبي تحمل مسؤولياته". وتشدد مديرة "اطباء بلا حدود" ايطاليا لوريس دي فيليبي قائلة "ندعو الدول الاوروبية الى التفكير في نقطة مهمة، وهي ضرورة الا تترك اعمال الانقاذ لتتولاها المنظمات".