هل يكتبُ لها الحياة من جديد؟
العولمة في رمقها الأخير!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ الهجوم الذي شنه مرشحون في الانتخابات الرئاسية الاميركية على حرية التجارة والمكاسب الكاسحة التي حققتها أحزاب معادية للمهاجرين في اوروبا، طُرح السؤال عمّا إذا كنا نشهد موت العولمة.
لندن: يبدو أن الاتجاه الذي ساد الاقتصاد والتجارة منذ عقود وصل إلى نهايته. فالصادرات العالمية تتراجع باطراد منذ عامين بعد أن بلغت ذروتها، والغرامات المفروضة على الشركات متعددة الجنسيات بلغت مستويات قياسية، والأرجح أن عملية التصنيع بوتائر فائقة السرعة في الصين انتهت الآن. وبريطانيا التي اشتهرت ببناء امبراطوريتها على التجارة ستخرج من أكبر منطقة تجارة حرة في العالم هي اوروبا.&
ودونالد ترامب الذي كان مناهضًا لاتفاقيات حرية التجارة طيلة حياته العامة سيصبح رئيس الولايات المتحدة.
وتشير هذه الدلائل إلى موت ذلك الشكل من العولمة الذي اخترعه عالم الدول الغنية وحرسه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبلغت هذه السياسات اوجها بنظر البعض في الفترة الممتدة من 1980 إلى الأزمة المالية في 2008.
وهناك خشية من أن تكون هذه السنوات مماثلة لما شهده العالم من تكامل لم يعرف التاريخ نظيرًا له وقتذاك في السنوات الواقعة بين 1870 واندلاع الحرب العالمية الأولى في 1914. &
تنمو سريعًا
لكن التاريخ لا يعيد نفسه بالضرورة. ومن المهم أن يُلاحظ أن الازدهار العالمي أكبر من أي بلد بمفرده، وأن بعض أسباب الركود في اتجاه العولمة أسباب حسابية تتمثل في أن الاقتصادات الفقيرة تنمو أسرع من الاقتصادات الغنية وتستورد أقل.
ومع ارتفاع حصة البلدان النامية من إجمالي الناتج المحلي العالمي، تنخفض نسبة التجارة إلى الدخل العالمي.
ويمكن أن تتقدم بلدان أخرى لأخذ دور الصين بوصفها محرك النمو على الصعيد العالمي.&
لعل الهند البلد الوحيد الذي يمكن أن يُحدث ما احدثته الصين من تغيير وما ترتب عليه من نتائج عالمية. كما أن عددًا من البلدان ذات النمو المتسارع يمكن أن تعيد وضع الاقتصاد العالمي على سكة النمو.
ويقدر صندوق النقد الدولي أن تحقيق معدل نمو بنسبة 6 في المئة في 12 بلدًا قيمة اجمالي الناتج المحلي في ما بينها تبلغ 4 تريليونات دولار، سيضيف إلى الاقتصاد العالمي أكثر مما تضيفه منطقة اليورو بأقصى معدلات نموها.&
أسئلة وإجابات خاطئة
لكن هذه تبدو إجابات خاطئة عن أسئلة خاطئة. ومن الضروري الاتفاق على ما إذا كانت العولمة بنسختها الحالية تخفف من وطأة الفقر بطريقة عادلة.
ويبدو من الانقلابات التي تحدث على يمين السياسة ويسارها أن الجواب هو بالنفي. فمن شأن التوصل إلى صيغ أكثر عدالة أن يساعد البلدان الفقيرة على النمو إلى بلدان أغنى، لأن التجارة ليست لعبة صفرية بل يجب أن تعود منافعها على جميع من يمارسونها. لكن العالم القائم لم يُصنع على هذا النحو، والتفكير السائد خلال العقود الأخيرة ينتمي إلى النظرية الكلاسيكية في حرية التجارة القائلة إن الاستيراد إذا كان يكلف فرص عمل في الداخل فالتصدير سيوفر فرص عمل جديدة، والمنافسة تُبقي الاسعار منخفضة، والجميع رابح بمرور الوقت.
لكنّ بحوثًا اكاديمية أُجريت أخيرًا تروي قصة مغايرة. حين درس اقتصاديون في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا تأثير العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وجدوا أن ثمنها كان باهظًا على العمال الاميركيين.&
واكتشفت دراسة المعهد انه عندما تختفي فرص العمل كان العمال الأعلى تأهيلًا يعودون إلى العمل، لكنّ كثيرًا من العمال ذوي الياقات الزرق كانوا يبقون عاطلين.
وتتضخم الخسائر في الصناعة التحويلية بسبب تركيزها الجغرافي وتضرر مناطق كاملة بتراجعها، فلا غرو أن تكون رسالة ترامب الحمائية محورية في الحملة الشعبوية التي اوصلته إلى الرئاسة.&
لا آذان صاغية
ليس الحل بالانكفاء وراء الأسوار، فهذا يعني العودة إلى سياسات أنانية ضيقة الأفق وخطر الحرب. وعلى صانعي السياسة أن يعودوا إلى متابعة الأرقام التي تهم الجماعات التي خلفها القطار وراءه، أي العجز التجاري، إذ يجب تحديد الأسعار في التجارة الدولية تحديدًا عادلًا بحيث لا تكون الصادرات غالية بصورة مفتعلة ولا تكون الواردات رخيصة بصورة مفتعلة.
ومن الضروري معالجة الواردات من بلدان تدوس على حقوق العمال. وهذه قضايا أثارها مفكرون واعون في معسكر اليسار منذ سنوات، ولا سيما الاقتصادي الاميركي جوزيف ستيغليتز الفائز بجائزة نوبل الذي ابدى قلقه منذ زمن طويل في شأن استحواذ الشركات على ثمار الاتفاقيات التجارية، وحذر من أن الشراكة العابرة للمحيط الهادئ التي طرحها الرئيس الأميركي اوباما تعمل بموجب قواعد تضر الاقتصاد الاميركي والعمال الاميركيين.
لكن تحذيره لم يلق آذانًا صاغية من الديمقراطيين إلا بعد فوات الأوان. ويجب العمل لحل مواطن التوتر بين الديمقراطية والدولة القومية والتكامل الاقتصادي العالمي. ويجب أن تبين الاتفاقيات التجارية أن البلدان مفتوحة للتعامل التجاري بوضع مصالح الشعب في المقدمة وليس مصالح الشركات.
لعل العالم يمر بمنعطف في طبيعة الرأسمالية... ولعل هذا ليس سيئًا.&
اعدت "ايلاف" هذا التقرير عن "غارديان". المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:
https://www.theguardian.com/commentisfree/2016/nov/20/the-guardian-view-on-globalisation-its-death-is-the-making-of-it?CMP=oth_b-aplnews_d-2
التعليقات
it''s outrageous
jebran -It really is outrageous to raise these subjects at times when Morocco is suffering from hunger and unemployment and corruption ! Is homosexuality that important with other ailments in the country. You have not reached the development in the developed world where they have almost everything and they have time and energy to think about this stupid issue. Even if the West asks our countries about rights of homos , why don''t they ask us about rights to housing , jobs , laws against rape and theft of the country''''s public wealth by the governments. I think those homosexuals should be ashamed of themselves to see that Morocco is facing other fatal problems that need to be addressed than this. Of course , the same goes for other Arab countries who take the homosexuality issue seriously instead of feeding their people and make their countries clean ; like Egypt , Jordan , Lebanon and others.