وفاة فيدل كاسترو.. الحداد يعم كوبا ونقل رماد الزعيم إلى مهد الثورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تؤبن كويا زعيمها الثوري فيدل كاسترو، الذي أعلنت السلطات وفاته رسميا في وقت متأخر الجمعة الماضية.
وعمت مظاهر الحداد ونكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد.
وسيتمكن المواطنون من تقديم العزاء في زعيمهم الراحل عن 90 عاما، ابتداء من يوم الاثنين، قبل حرق جثمانه ونقل رماده إلى مدينة سانتياغو دو كوبا جنوبي البلاد، المكان الذي أطلق منه حملته الثورية للوصول للسلطة.
على الطرف الآخر، شهدت مدينة ميامي الأمريكية احتفالات بوفاة كاسترو، حيث يقيم العديد من المعارضين المنفيين وعائلاتهم.
ووصل الزعيم الراحل إلى الحكم عام 1959 متزعما ثورة شيوعية، ومتحديا الولايات المتحدة على مدار عقود.
ويعتبره أنصاره الرجل الذي وقف في وجه أمريكا إبان الحرب الباردة، وأعاد كوبا إلى شعبها، هذا بينما يدعوه منتقدوه بالديكتاتور.
وقطعت الولايات المتحدة علاقتها مع كوبا منذ 1961، مع تصاعد حدة الحرب الباردة بنيها وبين والاتحاد السوفيتي سابقا، وفرضت عقوبات اقتصادية قوية على هافانا، والتي استمرت طوال نصف قرن تقريبا.
لكن تلك العلاقات شهدت تغيرا نوعيا في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام الماضي.
وبدأ الحداد رسميا في كوبا اليوم الأحد، وسيستمر حتى نقل رماد كاسترو إلى سانتياغو دو كوبا في 4 ديسمبر/ كانون أول، ليظل هناك على الدوام.
ويوصف كاسترو بأنه أطول الحكام بقاء في السلطة في العالم طوال القرن العشرين، من غير الأسر الملكية، وقرر تسليم السلطة إلى شقيقه راؤول بعد تعرضه لوعكة صحية في 2006.
ناصب كاسترو الولايات المتحدة العداء إبان الحرب الباردة وكان بمثابة شوكة في خاصرة واشنطن.
وحقق كاسترو انجازا تكتيكيا عسكريا حين استطاع قيادة جيشه الصغير من المسلحين، وأطاح بالزعيم فولغنسيو باتيستا عام 1959، وهزم جيشه.
ونجح في خلال عامين في إحكام قبضته على البلاد معلنا عن ثورته الماركسية-اللينينية والتحالف مع الاتحاد السوفيتي، وكانت تلك البداية لأزمة الصواريخ الكوبية بين واشنطن وموسكو عام 1962، والتي دفعت العالم إلى حافة حرب نووية بين القوتين العظميين.
وتعود خلفية الأزمة إلى أبريل / نيسان 1961، عندما حاولت الولايات المتحدة إسقاط الحكومة الكوبية، من خلال تجنيد جيش خاص من الكوبيين المنفيين لاجتياح جزيرة كوبا.
وتمكنت القوات الكوبية في خليج الخنازير من ردع المهاجمين وقتل العديد منهم واعتقال حوالي الف شخص.
بعد ذلك بعام واحد وافق كاسترو على نشر صواريخ روسية نووية في بلاده على مسافة أقل من 09 أميال من سواحل الولايات المتحدة.
واستنادا إلى مذكرات الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خروتشوف فقد ارتأى الاتحاد السوفيتي أن ينشر صواريخ بالستية في الجزيرة الكوبية لردع أي محاولة امريكية لغزوها.
وفي أكتوبر / تشرين أول عام 1962 اكتشفت طائرات تجسس أمريكية منصات الصواريخ السوفيتية، ما جعل الولايات المتحدة تشعر بالتهديد المباشر.
إلا أن الأزمة انتهت بعد توصل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى تسوية، سحبت موسكو بموجبها صواريخها مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا وسحب صواريخها التي أنزلتها هناك.
واستمر حكم كاسترو طوال عقود رغم العداء مع واشنطن، وعاصر 10 رؤساء أمريكيين ونجا من أمثر من 600 محاولة اغتيال بتخطيط من المخابرات الأمريكية.
وقد ظل كاسترو يلقي باللوم في المصاعب الاقتصادية التي تواجهها بلاده على الحظر الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على كوبا.
وقد اثر انهيار المعسكر الاشتراكي عام 1991 كثيرا على أوضاع كوبا خاصة الاقتصادية إلا أن بعض المحللين يرون أن كوبا تمكنت من التقليل من آثاره.
رودو الأفعال العالميةنعى الكثير من قادة العالم كاسترو، ووصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالصديق المخلص والجدير بالثقة".
وكتب أوباما ناعيا الزعيم الكوبي، بأن التاريخ سيذكر كاسترو بأثره الضخم الذي تركه، وبأن أمريكا تمد يد الصداقة للشعب الكوبي في هذا الوقت".
وكتب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تعهد بانهاء العمل باتفاق أوباما لاعادة العلاقات مع كوبا، "مات كاسترو!"، ووصف ترامب كاسترو بأنه "ديكتاتور قاس ترك إرثا من معاناة لا يمكن تصورها".
كما أشاد الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف بتحدي كاسترو للعقوبات الأمريكية، قائلا إنه وضع كوبا على مسار التنمية المستقلة.
وفي الصين نعى الرئيس تشي جينبينغ، كاسترو قائلا إنه بلاده فقدت "رفيقا حقيقا وجيدا".
ووصفه الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو الزعيم الثوري الراحل، بأنه أحد أبرز رموز القرن العشرين، وصديق للمكسيك، بينما قال سلفادور سانشيز زعيم السلفادور: "إنه فقد رفيقا أبديا".
ومن جهته، حث الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بلده على استكمال مسيرة كاسترو، وحمل علم الاستقلال الذي كان يرفعه. وتعد فنزويلا الحليف الأساسي لكوبا في المنطقة.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن كاسترو جسد الثورة الكوبية "بآمالها واحباطاتها".
وقال البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إن وفاة كاسترو الذي التقى به عندما زار كوبا العام الماضي خبر حزين وأعرب عن أسفه لذلك.
وفي الهند ، التي كانت حليفا لكوبا في حركة عدم الانحياز، أعرب الرئيس براناب مخرجي عن المواساة في وفاة كاسترو، واصفا الزعيم الكوبي الراحل بأنه "صديق الهند الحميم".
أما رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما فقال: "إن كاسترو دافع عن حرية المقموعين في أنحاء العالم".