أخبار

الامم المتحدة تحذر من وضع "مخيف" في شرق حلب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حلب: حذرت الامم المتحدة الثلاثاء من وضع "مخيف" في احياء حلب الشرقية، بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة نحو 16 الف مدني الى الفرار من شرق المدينة.

دبلوماسيا، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الثلاثاء مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري لبحث تطورات الوضع في حلب وسبل تقديم المساعدات للسكان المحاصرين. واعرب رئيس العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين الثلاثاء عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب".

وفي خسارة هي الاكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في العام 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الاحياء الشرقية اثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها في اطار هجوم بدأته في منتصف الشهر الحالي لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب.

وقال اوبراين ان "التقارير الاولى تشير الى ان حوالى 16 الف شخص نزحوا والكثير منهم يواجهون اوضاعا صعبة. من المرجح ان آلافا اخرين ليس لديهم من خيار سوى الفرار في حال استمرت المعارك وازدادت حدة في الايام المقبلة".

واوضح الناطق باسم الامم المتحدة ينس لاركي في تصريح صحافي لاحقا ان حوالى عشرة الاف منهم توجهوا الى غرب حلب، فيما فر ما بين اربعة الاف وستة الاف نحو حي الشيخ مقصود تحت سيطرة القوات الكردية.

لا يشمل هذا العدد، الالاف من المدنيين الذين نزحوا داخل الاحياء الشرقية خلال الايام الثلاثة الاخيرة، ويعيشون ظروفا ماساوية وفق المرصد السوري لحقوق الانسان ومراسل لفرانس برس.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس الثلاثاء ان الاف نزحوا منذ ليل الاثنين الثلاثاء الى مناطق سيطرت عليها قوات النظام في اليومين الاخيرين، وتحديدا من حيي الشعار وطريق الباب اللذين يشكلان حاليا خطوط المواجهات بين طرفي النزاع وفيهما كثافة سكانية مرتفعة.

انحدار نحو الجحيم
وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي بتينا لوشر الثلاثاء في جنيف ان المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفا "رهيبة" واصفة الوضع بانه "انحدار بطيء نحو الجحيم".

وفي انتظار الحصول على موافقة من دمشق لادخال المساعدات الى شرق حلب، يستعد البرنامج لتلبية احتياجات العائلات التي وصلت الى غرب المدينة.

وقبل بدء الهجوم، كان يعيش اكثر من 250 الف شخص في الاحياء الشرقية في ظروف صعبة نتيجة حصار بدأته قوات النظام قبل حوالى اربعة اشهر. ودخلت آخر قافلة مساعدات إنسانية الى مناطقهم في يوليو الماضي.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في شرق حلب امس عشرات العائلات معظم افرادها من النساء والاطفال، تصل تباعا سيرا على الاقدام. ويعاني افرادها من الارهاق والبرد الشديد والجوع، حتى ان بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.

واظهرت مقاطع فيديو لفرانس برس دمارا هائلا في شرق حلب في وقت اعلن جهاز الدفاع المدني الاثنين نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثيّة والطبيّة الى التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". وقال الناطق باسم الدفاع المدني في حي الانصاري ابراهيم ابو الليث لفرانس برس بصوت متقطع "النزوح جماعي والمعنويات منهارة (..) تنام الناس على الارض. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ".

وطالبت منظمة العفو الدولية الحكومة السورية بحماية المدنيين في الاحياء الشرقية التي سيطرت عليها مؤخرا. وقالت رئيسة قسم الحملات ونائب مدير المكتب الإقليمي للمنظمة في بيروت سماح حديد في بيان مساء الاثنين "بالنظر إلى تاريخ الحكومة السورية الطويل والمظلم، في ما يتعلق بالاحتجاز التعسفي والاختفاءات القسرية على مستوى جماعي، فإنه لأمر على درجة أكبر من الأهمية واللزوم أن يحظى المدنيون بالحماية في المناطق التي سيطرت عليها (قوات الحكومة) مؤخرًا في مدينة حلب".

اجتماع "فوري"
وغداة توجيه الامم المتحدة نداء عاجلا الى الاطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع "فورا" من اجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الاغاثة لسكانها".

وقال آيرولت في بيان "ثمة حاجة ملحة اكثر من اي وقت لتطبيق وقف للاعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الانسانية بدون قيود". ومن المقرر عقد محادثات بشأن سوريا في مجلس الامن الدولي، لكنها ليست على ارتباط بالوضع في حلب.

ميدانيا، تركزت الاشتباكات الثلاثاء في حيي طريق الباب والشعار الملاصقين لحيي جبل بدرو والصاخور اللذين خسرتهما الفصائل امس. وافاد المرصد بمقتل عشرة مدنيين على الاقل جراء غارات شنتها طائرات سورية عل حي باب النيرب تحت سيطرة الفصائل.

ويعد تقدم النظام في شرق حلب أكبر انتصاراته بعدما استعاد المبادرة ميدانيا منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل اكثر من عام، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء ايجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات. وتعد روسيا حليفة رئيسة لدمشق، لكنها لا تشارك حتى اللحظة في شن غارات على الاحياء الشرقية، بحسب المرصد.

وانتقد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف الثلاثاء "تعامي" الغربيين حين "يتعلق الامر بتقييم الوضع الحقيقي في حلب"، لافتا الى ان "عمليات الجيش السوري الدقيقة (..) غيرت الوضع بشكل جذري في الساعات الـ24 الاخيرة".

وفي سياق متصل، اوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الى الوزارات المعنية "بارسال مشاف ميدانية متنقلة الى محيط مدينة حلب لتقديم المساعدة الطبية الى السكان" وفق ما نقلت وكالات انباء روسية عن الكرملين. وقالت انه سيتم ارسال مشفى الاربعاء يتسع لـ250 مريضا يوميا.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف