عدد في افتتاح المهرجان الوطني بتطوان جهود وزارته لدعم المسرح
الصبيحي للمسرحيين المغاربة : برهنوا على أن أب الفنون ما زال حياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
« إيلاف» من الرباط: "وأنا أودعكم من مسؤوليتي هاته، عليكم عزيزاتي أعزائي أن تبرهنوا بالحجة والدليل، لكل من ادعى باطلاً نهاية المسرح المغربي، أن أب الفنون ما زال حياً معطاء يستشرف المستقبل بكل عزم وإرادة وطاقات نسائه ورجاله" .. هكذا، خاطب محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، الاربعاء ، فيما يشبه "خطبة وداع"، المسرحيين المغاربة، في افتتاح المهرجان الوطني للمسرح، الذي ينظم هذه السنة، في دورته 18، بتطوان، إلى غاية السابع من الشهر الجاري.
تكريم على "أنغام مسرحية"
رأى الصبيحي في تكريم دورة هذه السنة لكل من خديجة أسد وجمال الدين الدخيسي وعبد السلام بوهديد "وقفة للاعتراف والوفاء اتجاه ما قدموه للثقافة المغربية عموماً والمسرح المغربي خصوصاً من إبداع غزير وتضحيات جمة".
وتميز حفل افتتاح هذه الدورة، التي تنظمها وزارة الثقافة بشراكة مع ولاية جهة طنجة -تطوان -الحسيمة وبتعاون مع المجالس والجماعات المنتخبة بالجهة، بتقديم عرض "أنغام مسرحية"، العمل المسرحي الذي أنتج بمناسبة دورة هذه السنة، من إخراج مسعود بوحسين، وبطولة فاطمة الزهراء بناصر وعبد الحق الزروالي وسعيد آيت باجة وأمين نصور، بمشاركة جوق "أصوات من المغرب".
ويتضمن برنامج مسابقة الدورة 12 مسرحية، مع برمجة 17 خارج مسابقة هذه الدورة التي تطمح إلى "تكريس تطوير هذه التظاهرة"، وجعلها "مناسبة حقيقية للاحتفاء بأب الفنون وتتويج الإبداعات المسرحية المتميزة والكفاءات الفنية المعطاء"، و"فرصة للجمهور بجهة طنجة تطوان عموما ومدينة الحمامة البيضاء خصوصا، للاطلاع على حصاد الموسم المسرحي والالتقاء بالمبدعات والمبدعين المغاربة من خلال العروض والندوات واللقاءات".
حصاد مسرحي
اعتبر الصبيحي أن "وصول المهرجان الوطني للمسرح للدورة الثامنة عشرة وترسيخه كمناسبة سنوية للاطلاع على الحصاد المسرحي الوطني الذي تزرع بذوره الأعمال المسرحية المدعمة في إطار الإنتاج والترويج والتوطين، وكذا جعله فرصة للقاء والتشاور والتبادل بين المسرحيين"، قد زاد من الإيمان واليقين بـأهميته وجدواه، الشيء الذي دفع إلى "إحداث إطار قانوني ينظمه كجائزة وطنية للمسرح تقدم لنساء ورجال المسرح سنوياً ضمن فعاليات المهرجان مقابل جهودهم الإبداعية طيلة سنة بكاملها. هذه الجائزة التي تشمل كل أصناف الإبداع المسرحي من تأليف وإخراج وسينوغرافيا وتصميم الملابس وتشخيص نسائي وذكوري إلى جانب تتويج العمل المتكامل وتشجيع أحد إشراقات أمل المسرح المغربي".
كما تحدث الصبيحي عن سياسة الدعم، مشيراً إلى أن الوزارة نهجت، منذ 2012، "مقاربة جديدة للتعامل مع الإبداع الثقافي والفني عموماً والمسرحي خصوصاً، ووضعت برنامجاً يهم دعم المشاريع الثقافية والفنية وفق دفتر للتحملات يدقق في كل العمليات المرتبطة بهذا الدعم، مع إسناد دراسة الملفات واختيار المشاريع للجن مهنية ومتخصصة ومستقلة".
أرقام الدعم
أبرز الوزير المغربي أنه "في إطار دعم المسرح، وباستشارة مع المهنيين، تم تعديل التصور عدة مرات ليواكب التحولات التي يعرفها المشهد المسرحي وليساير طموحات الأسرة المسرحية المغربية"؛ حيث تحدث، في هذا السياق، عن الانتقال "من صيغة دعم الإنتاج والترويج إلى صيغة دعم مجالات أخرى كالإقامات الفنية وورشات التكوين، وتنظيم والمشاركة في التظاهرات والمهرجانات المسرحية والجولات المسرحية ومسرح الشارع سنة 2014، وإضافة مجال توطين الفرق المسرحية بالقاعات المسرحية سنة 2015 باعتباره مجالا هاما وقادرا على حل بعض إشكالات التنشيط المسرحي بالمسارح وبمحيطها".
وأوضح الصبيحي أنه لتنزيل هذه المقاربة على أرض الواقع كان لزاما رفع الموازنة المخصصة للدعم المسرحي من 5 ملايين درهم (الدولار يساوي نحو 10 دراهم مغربية) سنة 2012، إلى 8 ملايين درهم سنة 2013، إلى 10 ملايين درهم سنة 2014، ثم إلى 15 مليون درهم سنة 2015 ، وهي الموازنة التي ستخصص برسم سنة 2017.
وبالعودة إلى مخلفات الدعم المسرحي لسنة 2016، يضيف الصبيحي، نجد أن مجموع المشاريع المودعة لدى وزارة الثقافة بلغت 360 مشروعا في الدورتين استفاد منها 151 مشروعا بموازنة وصلت إلى نحو 14 مليون و600 ألف درهم منها نحو أربعة ملايين و640 ألف درهم لدعم الإنتاج والترويج لفائدة 39 مشروعا، وأربعة ملايين و670 ألف درهم لدعم التوطين لفائدة 12 مشروعا بمدن الدار البيضاء (كمال الزبدي – عين حرودة – مديونة)، مراكش، مكناس، الرباط (مسرح باحنيني )، العيون، تطوان، وجدة، تازة والحسيمة. كما حظيت الجولات المسرحية الوطنية بدعم 26 مشروعا قدم من خلاله 167 عرضا مسرحيا بمبلغ مليونين و617 ألف درهم.
كما تحدث عن تنظيم والمشاركة في المهرجانات والتظاهرات المسرحية، فأشار إلى استفادة 39 مشروعا، يهم دعم الجوانب اللوجيستيكية والتقنية لمهرجانات مسرحية وطنية وكذا المشاركة في مهرجانات مسرحية خارج الوطن بمبلغ مليون و500 ألف درهم، في حين حظي 20 مشروعا في مجال الإقامات الفنية وورشات التكوين بـ545 ألف درهم، وحصل 15 مشروعا على 630 ألف درهم. وهي مشاريع تتوزع بين العروض المسرحية الخاصة بالعرض في الشارع (11 مشروعا) وحلقات الفرجة والحكاية (4 مشاريع منها 3 حلقات بجامع الفنا بمراكش وحلقة واحدة بسلا). وسيمكن هذا الدعم من تقديم 52 عرضا مسرحيا بالشارع و265 عرضا للحلقة.
وفضلا عن سياسة الدعم المسرحي، أشار الصبيحي إلى أن الوزارة تحتفي سنويا باليوم العالمي للمسرح، حيث عرفت مختلف جهات المملكة خلال السنة الجارية تقديم حوالي 200 عرضا مسرحيا، موزعة على 40 مدينة. كما تم الاحتفاء، أيضا، باليوم الوطني للمسرح في 14 مايو ، وذلك ببرمجة ما يفوق 140 عرضا مسرحيا بأكثر من 30 مدينة. هذا إلى جانب تنظيم عدد من العروض المسرحية في إطار برنامج تنشيط المراكز الثقافية والتي بلغت ما يعادل 500 عرضا مسرحيا سنويا".
كما أبرز العمل الذي يتم على مستوى المسرح الوطني محمد الخامس، الذي هو مؤسسة تحت وصاية وزارة الثقافة، فقال إنه يستفيد بدوره من دعم الوزارة بموازنة قدرها 15 مليونا و600 ألف درهم، على إنتاج 9 عروض مسرحية وما يوازي 200 عرضا مسرحيا في السنة، وزعت بين قاعة المسرح وباقي المراكز الثقافية بالمغرب. ولأن المسرح يهم جميع الأعمار، فقد تحدث الوزير عن تنظيم الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي لمسرح الطفل بمدينة تازة بمشاركة دول مصر، تونس، السعودية، إسبانيا، الصين، سلطنة عمان وروسيا".
آليات قانونية
من أجل إضفاء المزيد من الفعالية على الدعم المسرحي وتجويد الآليات القانونية المنظمة له بغية تطوير الإبداع وتحسينه، تحدث الصبيحي عن تعديل دفتر التحملات الخاص بدعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح، عبر جعل مبدأ معاينة الأعمال المسرحية أساسا جوهريا لدعم إنتاج أي عمل مع تخصيص منحة 50 ألف درهم لكل فرقة بذلت مجهودا ولم يصل عطاؤها إلى المستوى المطلوب. أما بالنسبة للتوطين فقد تحدث الوزير عن فتح مراكز جديدة هذه السنة لتوسيع الاستفادة من هذا المجال، حيث أصبح عدد المراكز 19 إلى جانب ثلاثة احتياطيين، مع التخفيف من العبء على الفرق المسرحية بتقديم عشرة عروض منها خمسة بفضاء التوطين عوض 15.
كرامة الفنان
تحدث الصبيحي عن المستوى التشريعي، حيث قال إنه تم "تنظيم وتأطير المهن الفنية ومنها مهنة المسرح"، فضلا عن "مواصلة تحديث وتطوير القوانين المنظمة للمهن الفنية، من خلال مشروع جديد يصون كرامة الفنان ويرتقي بوضعه الاجتماعي، هذا القانون الذي خرج إلى الوجود منذ شتنبر الأخير". كما أكد الوزير الصبيحي على "الاستمرار في إحداث المسارح وفضاءات العرض، ومضاعفة منح الدعم الموجه لتوطين الفرق المسرحية ورفع الغلاف المالي على أمل أن تواكب المجالس المنتخبة والجماعات الترابية هذا التوجه والتكفل بالترويج على المستوى الجهوي والمحلي".
وشدد الصبيحي، في نهاية كلمته، على على أنه "رغم كل ما تم إنجازه، فإن المسرح المغربي يستحق الكثير لما يتوفر عليه من طاقات هائلة من الشباب والرواد ومن مؤهلات إبداعية، وذلك حتى يتمكن من لعب أدواره التربوية والمجتمعية والتنموية والترفيهية".