في ختام مؤتمر شارك فيه قادة وممثلون 40 دولة
التزام دولي في أبوظبي بإنشاء صندوق لحماية الآثار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ابوظبي: جاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استضافته عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة الجمعة والسبت "نلتزم المضي قدما لتحقيق هدفين طموحين (...) انشاء صندوق دولي لحماية التراث الثقافي" وانشاء "شبكة دولية من الملاذات الامنة".
حضر الجلسة الختامية للمؤتمر الذي انعقد في قصر الامارات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقادة دول بينهم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورؤساء حكومات ووزراء.
ويمهد المؤتمر في نسخته الاولى التي استضافتها دولة الامارات العربية المتحدة بالتزامن مع احتفالها بذكرى وحدتها، الى انشاء تحالف دولي للحفاظ على الاثار الواقعة في مناطق نزاعات على رأسها سوريا والعراق.
واورد البيان الختامي الذي سمي "اعلان ابوظبي" وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان الصندوق الذي لم تحدد قيمته "سيساعد على تمويل العمليات الوقائية والطارئة ومكافحة الاتجار غير المشروع في القطع الاثرية". كما سيساهم الصندوق في "ترميم الممتلكات الثقافية التي لحقت بها اضرار".
وبحسب مصادر فرنسية مشاركة في تنظيم المؤتمر، سيتيح الصندوق تمويل عمليات نقل معالم تراثية وحفظها وترميمها من خلال استخدام تقنية ثلاثية الابعاد خصوصا، وكذلك تدريب اخصائيين لهذه الغاية. وسيتخذ الصندوق شكل "وحدة قانونية مستقلة" بحسب وثيقة تمهيدية تشير الى "مؤسسة قانونية سويسرية" قد يتم انشاؤها في جنيف اعتبارا من 2017.
سيحظى الصندوق بحوافز ضريبية وسيستوحى من النظام الداخلي للصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا، وهي مؤسسة لا تتوخى الربح مقرها في جنيف ايضا.
وفي كلمة القاها في الجلسة الختامية، قال هولاند ان بلاده تامل بجمع 100 مليون دولار على الاقل، مشيرا الى ان باريس ستساهم بمبلغ 30 مليون دولار. واعتبر هولاند ان مؤتمر ابوظبي يجمع للمرة الاولى قادة دول ومنظمات خاصة وعامة وخبراء في مجال الاثار "من اجل هدف انساني" في "تحالف دولي كبير".
خيار اخير وضمانات
بالنسبة الى "الملاذات الامنة"، نص البيان الختامي على سعي الدول الى حماية اثارها على اراضيها عبر نقلها من المكان المهدد الى مكان اكثر امنا، "او في بلد مجاور اذا كان تامينها على المستوى الوطني غير ممكن، او في بلد اخر كملاذ اخير".
وبحسب مصدر قريب من المشاورات الدائرة في ابوظبي، فإن مسألة نقل الاثار من دولة الى اخرى لحمايتها من هجمات محتملة ستحتاج الى موافقة حكومتي البلدين قبل البدء بعملية النقل. واوضح المصدر ان "الاولوية هي للعمل على نقل الاثار داخل البلد نفسه".
واعلنت دول بينها البوسنة استعدادها لاستقبال اثار مهددة، فيما ابدت دول اخرى بينها مصر تحفظات عن مسالة نقل الاثار الى بلد اخر، وفقا لمشاركين.
وقال رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في كلمة القاها ان مسالة نقل الاثار الى بلد اخر "يجب ان تكون الملاذ الاخير" وان تشمل ضمانات بحماية هذه الاثار. وطالب المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي مجلس الامن الدولي بدعمهم في تحقيق هدفيهم الرئيسيين، معلنين عقد مؤتمر للمتابعة في العام 2017 لتقييم "مدى التقدم المحرز في تنفيذ المبادرات المنطلقة في ابوظبي".
وفي كلمته، اعتبر محمد بن زايد آل نهيان ان المؤتمر يمثل "حدثا مهما وفرصة حقيقية لنعرب من خلاله عن اهمية تكاتف جهود دول العالم كافة لحماية التراث العالمي الذي بات مهددا اكثر من اي وقت مضي".
ووجه "نداء الى كل دول العالم للتعاون والتنسيق للسيطرة على تهريب الاثار (...) خاصة اثار بعض الدول العربية والتي عانت من خطر العنف والارهاب، والنظر الى هذه الاثار باعتبارها تراثا عالميا مشتركا لا يجوز التهاون في سرقتها او تهريبها او نقلها".
ونبه وزير الثقافة الاماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان الى ان العالم يخوض "سباقا مع الزمن من اجل حماية التراث الثقافي".