أخبار

مخاوف من تغيير ديموغرافي تحت يافطة المصالحة

النظام السوري يهجّر المعارضة والمدنيين من مدينة التل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بهية مارديني: فيما يوجه الاعلام تركيزه على ما يجري في مدينة حلب وريفها يسارع النظام السوري إلى تهجير المدنيين والمسلحين من المدن والقرى المحيطة بدمشق الى محافظة ادلب التي يقصفها مع حلفائه بغزارة.

وخرجت الدفعة الأولى من المعارضين في مدينة التل في ريف دمشق الواقعة في شمال العاصمة، وتوجهوا إلى الشمال السوري، بموجب اتفاقٍ مع قوات النظام السوري يقضي بخروج ما يقارب الألفي شخص من أبناء المدينة كخطوة أولى لما يقال إنه اتفاق "مصالحة شاملة في المدينة" دون معرفة مصير المعتقلين لديه أو إمكانية عودة السكان الى بيوتهم مرة أخرى.

وأفاد ناشطون في المدينة أن قافلة مكونة من 48 حافلة ترافقها سيارات الهلال الأحمر خرجت من المدينة، وسلكت يوم أمس الجمعة طريقها شمالاً، ومن المتوقع أن تصل إلى ريف إدلب اليوم.

واعتبر محمد برو مدير مركز صدى للأبحاث واستطلاع الرأي في تصريح لـ"إيلاف" أن النظام السوري "يستغل حالة الارباك الحاصلة في حلب ليقوم بأقصى ما يمكن من تغيير ديموغرافي".

وكان معارضون سوريون يقللون من شأن هذه الحملة التي يقوم بها النظام على أساس أن النظام لا يمكنه أن يملأ هذه المدن والقرى بموالين ولا بد أن يعيد سكانها الأصليين، الا أنه ثبت عكس ذلك وكانت بنود المصالحات ليست في صالح الأهالي المرغمين على تنفيذها ازاء القصف والحصار وصمت المجتمع الدولي دون وجود خيار آخر.

وأكد برو "أن النظام يحاول أن يحقق أكبر عدد من المكاسب الممكنة ويعطي انطباعا أنه يهيمن على كل الجبهات"، محذّرا من أنه في ظل الصمت الدولي سينجح في ذلك، مطالبا الدول العربية بأن تستوعب ما يجري حاليا لأن "سوريا ليست نهاية المطاف في ظل الطغيان الإيراني الذي يساند النظام بشراسة".

شملت حملة التهجير من مدينة التل مئات النساء والأطفال والجرحى الذين فضلوا الخروج مع المقاتلين والمطلوبين، على البقاء تحت هيمنة النظام في المدينة وطغيانه.

وشهدت المدينة ثلاث نقاط تجمّع لأبنائها، حيث وصلت إليها الحافلات لنقل الأهالي وذويهم ونقل الجرحى والنساء والأطفال إلى الشمال السوري.

ولفتت وسائل الإعلام التابعة للنظام إلى أنه تم التوصل لاتفاقٍ ينهي جميع "المظاهر المسلحة" في المدينة “ويعيد الحياة الطبيعية لأهلها” مهللة لها.

وقالت قناة “الإخبارية” إن أهالي بلدة “خان الشيح” في ريف دمشق أيضا سلموا السلاح الذي تركه الثوار في المدينة بعد تهجيرهم، لتنتهي آخر بنود اتفاق المصالحة في البلدة. وذلك بعد تسليم عشرات العربات المدرعة والرشاشات المتوسطة وكميات من الأسلحة والذخائر.

بنود المصالحة

وتم توقيع بنود "المصالحة" بين فصائل المعارضة المسلحة ووفد النظام، بوساطة لجنة المصالحة التي تضم كبار أهالي التل ووجوه المدينة المعروفة، والتي تضمنت عشرة بنود، من بين هذه "التسوية "خروج من يريد من الشباب بسلاحهم الفردي لأي منطقة يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بالكامل، وتسوية وضع المطلوبين رجالاً ونساء.

ويعطى المتخلفون أو المنشقون، بحسب الاتفاق، عن خدمة العلم تسوية لمدة 6 أشهر وإثر ذلك يعودون للخدمة ضمن قوات النظام، على أن يستثنى من خرج من المنشقين على الإعلام وأعلن انشقاقه فلا يحق له الرجوع إلى الخدمة الإلزامية.

كما تضمنت "المصالحة "فتح طريق التل بالكامل ولكن بنود التسوية لم تتضمن أي وعود لإخراج المعتقلين، مع وعود فقط بإمكانية اجراء محاولات اخراجهم  من السجون.

وقالت صفحة “تنسيقية مدينة التل” إن فصائل الثوار في مدينة التل، أصدرت بياناً قالت فيه “تغليبا للمصلحة العامة للمسلمين في مدينة التل، وحقناً لدماء أهلنا، وبعد الاجتماع بين النظام والمجاهدين المنعقد مساء الاثنين 28 نوفمبر، تتوجه الفصائل المجاهدة لجميع الراغبين بالخروج من المدينة المنسحبين لتسجيل أسمائهم وذلك لتنظيم ألية الخروج وموعده”.وكان التسجيل للأسماء بدأ الثلاثاء الماضي في المركز الثقافي الجديد.

توصل النظام ومعارضوه في مدينة التل يوم السبت الماضي إلى اتفاق، تعطل بعدها بسبب خرق النظام للهدنة ومحاولاته المتكررة اقتحام المدينة، واستهدافه أحيائها بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة وشهدت التل أياما قاسية، الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومن بينهم أطفال.

وتضمن الاتفاق السابق الذي نقلته صفحة “تنسيقية مدينة التل”، آنذاك خروج من يريد الخروج من الثوار بسلاحهم الفردي لأي منطقة يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بالكامل، وتسوية وضع المطلوبين جميعهم دون استثناء.

وتعهدت قوات النظام في المقابل بفتح طريق التل بالكامل، وفتح طريق منين أمام المدنيين، كما تعهدت بعدم دخولها أو الأمن أو الشبيحة إلى داخل المدينة إلا إذا كان هناك بلاغ بوجود سلاح في مكان محدد، وألا يدخلوا إلا بمرافقة اللجنة التي ستشكل من 200 شخص لحماية البلدة، ويتم اختيارها من قبل لجنة التواصل، تحت أمر الجهاز الأمني للنظام، ويسلم كل شخص سلاحه إلى النظام الا ان محاولات النظام لاقتحام المدينة باءت بالفشل فجرى تنفيذ الاتفاق الذي لم يعرف ان كان قد تبدلت بعض بنوده ما بين الاتفاق الأولي يوم السبت الماضي والاتفاق النهائي يوم الاثنين الفائت والذي سيتم على مراحل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النظام الاسدي
OMAR OMAR -

النظام الاسدي يٌهجر الارهابيين السلفيين الى جهنم.