الصمت يخيم على حساب طفلة سورية جذبت أنظار العالم عبر تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلال هجوم لقوات الحكومة السورية على منطقة شرق حلب المحاصرة، اختفت من موقع تويتر طفلة، كانت قد جذبت أنظار العالم بتغريداتها عبر موقع التواصل الاجتماعي.
وظلت الطفلة بنى العابد (7 سنوات) ترسم صورا للحياة في حلب من خلال تغريدات باللغة الإنجليزية، كتبتها بمساعدة والدتها التي تعمل مُدرّسة.
لكن حسابها على موقع تويتر حُذف يوم الأحد بعد أن اقتحمت قوات الحكومة السورية مناطق شرقي المدينة.
وقالت والدة بنى في آخر تغريدة لها: "متأكدون أن الجيش سيقبض علينا الآن. سنرى بعضنا البعض أيها العالم في يوم ما. وداعا. فاطمة".
قُسمت حلب، ثاني أكبر المدن السورية، إلى شطرين خلال الصراع المستمر في سوريا منذ فترة طويلة. كانت بنى تعيش في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة، والذي تعرض لقصف عنيف من الجيش السوري.
ونجحت قوات الحكومة في التقدم أكثر داخل شرقي المدينة مساء الأحد عقب قصف عنيف.
ونجح حساب بنى على تويتر alabedbana@ في جذب أكثر من 100 ألف متابع.
وجذب الحساب، الذي بُثت عليه تغريدات من بنى ووالدتها فاطمة، انتباه العالم لمحنة المدنيين المحاصرين بشرقي حلب.
وفي محادثة مع بي بي سي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت فاطمة إن ابنتها تريد أن "يسمع العالم صوتنا".
وقالت بنى في تغريدة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني: "الليلة لم يعد لدينا منزل، لقد قصف وأصبحت بين الأنقاض. لقد شاهدت قتلى، وكدت أن أموت".
كما ذكرت في تغريدة أخرى أن صديقة لها قتلت حينما قُصف منزلها.
وفي تسجيل مصور بث على الحساب، ظهرت بنى مع شقيقيها، وهما محمد (5 سنوات) ونور (3 سنوات). وحمل التسجيل رسالة قالت فيها بنى "أرسم مع أخوتي قبل أن تأتي الطائرات. نريد سلاما لنرسم".
وبُث على الموقع مقطع مصور آخر قصير ظهر فيه الثلاثة في غرفة نوم. وقالت بنى قبل أن تضحك وتحتضن شقيقيها الصغيرين: "سنعيش معا للأبد".
وظهرت في مقاطع أخرى برفقة والدتها.
واستحوذت تغريدات بنى على اهتمام الكاتبة البريطانية جيه كيه رولينغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر.
وأرسلت رولينغ كتبا إلكترونية من السلسلة الكاملة لروايات هاري بوتر إلى بنى بعد أن قالت الطفلة في تغريدة إنها تحب القراءة "كي تنسى الحرب".
وبثت المؤلفة العديد من التغريدات، بعد حذف حساب بنى، تطلب فيها الإدلاء بمعلومات عن مكان وجود الطفلة.
وقتل 300 شخص على الأقل منذ أن بدأت قوات الحكومة هجومها على شرقي حلب، ويُعتقد أن نحو 250 ألف شخص علقوا في المناطق التي تخضع لحصار الحكومة.
ومنذ أيام، حذر ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، من أن أجزاء من المدينة تواجه خطر أن تتحول إلى "مقبرة عملاقة".
وقال إن بعض الناس داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يتضورون جوعا لدرجة أنهم يفتشون عن فتات الطعام بين الفضلات.